أحمد صدقي الدجاني

معن بشور

لم يكن احمد صدقي الدجاني )ابو الطيب( مجرد قيادي فلسطيني وعربي واسلامي فحسب، ولم يكن مجرد كاتب ومفكر ذي حضور مضيء في دنيا العروبة والإسلام فقط، ولم يكن مجرد مؤسس للعديد من المنظمات الفلسطينية والهيئات العربية والإسلامية في مجالات الفكر والسياسة وحقوق الانسان، بل كان بالإضافة إلى كل هذا مدرسة في الصلابة الوطنية والقومية ونموذجا للاتزان في التعاطي مع قضايا الأمة حيث لا تطرف ولا تفريط بل عمل تراكمي تظهر ثماره بعد حين دون ابطاءاو تسرع…

تعلقه بالعروبة ترجمه عشقا للعربية التي لم تفارق لسانه مستشعرا بشكل مبكر المخاطر التي تهدد لغة القرأن فعمد كمؤمن دون تعصب إلى استعمالها في حياته اليومية ليبدو حديثه ممتعا في المضمون كما في الشكل…

عملنا معا في تأسيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان )1983( والمؤتمر القومي العربي )1990(… والمؤتمر القومي/الإسلامي )1994(… ومؤسسة القدس الدولية )2001(… وشاركت معه في العديد من الندوات الي كان ينظمها مركز دراسات الوحدة العربية طيلة عقد ونيف… فعرفت فيه معدنا خاصا من الرجال تلاقت في شخصيته رفعة المراتب مع تواضع الواثق… وعلو الكفاءة مع سمو الأخلاق… وعمق الثقافة مع غنى التجربة… فكان الجميع ينصت إليه حين يتحدث… ويقرأ له حين يكتب… ويراجع أفكاره في ضوء ما يقول…

من القلائل الذين أقيمت له حفلات تأبين في عدة عواصم عربية بعد رحيله قبل 15 عاما… فقد كان رحمه الله بفكره وعمله عابرا لاقطار الأمة، وفي القلب منها معشوقته فلسطين…

رحمه الله واسكنه فسيح جناته…

العدد 89 –شباط 2019