تكليف لا تشريف

وأخيرا اكتملت الوزارة اللبنانية. بعد جهد وعمل متواصل من رئيس الوزراء سعد الحريري في التوفيق بين متناقضات القوى المتصارعة والمسيطرة على مفاصل السياسة المؤثرة في الساحة اللبنانية،، فهنيئا لرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والوزراء في بداية عهد جديد قد يكون أفضل من سابقاته.

وفِي نفس الوقت اكتملت الحكومة العراقية بوزراء توافقوا على الجلوس على طاولة مجلس الوزراء رغم اختلافاتهم في الأغراض  والوسائل لتحقيق الأهداف التي يسعون لتحقيقها،،، فلنأمل خيرا،،، نتابع ونرى ما يفعلون.

كلتا الحكومتان استغرقتها وقتا ليس بالقليل في حياة البلدين وهما في خضم بحور من المصاعب والإحباطات غير المسبوقة على مدى عقود من الزمان،،، فكيف ستعملان؟؟ وهل ستجدان المخرج من كل الأزمات التي تنهش البلدين وما حولهما من الأقطار العربية؟؟

الاعباء كثيرة وكبيرة ومن يستطيع اختراقها ومعالجة بعضا منها فهو سائر في الطريق الصحيح حتماً.

الحقيقة ان اختيار الوزراء في كلتي البلدين لم يكن بناءً على برامج عمل طرحت للشعب كي يلتزمون بها  ويحاولون تحقيقها خلال مدة توليهم المسؤولية، وللحق فالمسؤولية لا تقع على أفراد معدودين هم الوزراء فقط وإنما للقوى الوطنية دور كبير في المساهمة والتنويه ورسم الخطط المساعدة في انتشال الوطن من الوضع الذي هو فيه الان.

لو افترضنا ان كل وزارة تخطط في مجال عملها ان تتقدم ولو 20 /0 في حل مشاكل الوزارة كل سنة ويقدم مشاريع تنموية لمدى خمس أو عشر سنوات قادمة لبناء جانب من جوانب الوطن الذي يعج بالمظلات المستعصية،،،، اقتصاديا، صحيا، تربويا، صناعيا، زراعيا، كهرباء ماء، الخ،،، فهل هذا كثير على شعب عانى ما عاناه وهو يأمل ان يقف على قدم المساواة مع غيره من شعوب العالم.؟

سلمنا آباؤنا وأجدادنا وطنا ان لم ينل حريته واستقلاله بعد فقد كان في طريقه اليه، ومن جاء بعدهم بذلوا الكثير من العمل لإرساء البنى التحتية للأوطان والمجتمعات والاهم القيم التي غرسوها من اجل الأجيال القادمة في (الحرية، الاستقلال عن القوى الخارجية، الكرامة الوطنية، الحق، المساوات في المواطنة، اخوة تجمع كل من عاش في الوطن العربي دون تمييز الا بمقدار العمل، نبذ الطائفية والعنصرية البغيضتين).

فهل بقي منها ما نتعكز عليه الان ونحن نسمع من يدعي ان لا عدو لنا الا أنفسنا وان التطبيع من — دولة العصابات الصهيونية — عين العقل وان الشركات والافراد الصهاينة لهم حق الاستثمار وامتلاك الاراضي في اَي بلد عربي في حين ان مطالبة الشعب العربي الفلسطيني بالعودة الى ارضه ودياره خرافة لا داعي للتمسك بها.

نأمل ان تفكروا وتعيدوا التفكير في أولويات بلادكم ومثلكم والقيم التي هي أساس بناء الشعوب، وان تبتدعوا قليلا عن المصالح الشخصية الزائلة لا محالة.

وكل تشكيل وزارة وأنتم بخير

العدد 90 – اذار 2019