بين الشوير وتنورين -لبنان يكبر بكباره

معن بشور

فيما لبنان الرسمي والشعبي مهتم بإحياء ذكرى مرور مئتي عام على ولادة الرائد النهضوي الكبير المعلم بطرس البستاني.. كانت نخب لبنانية تكرم كبارا آخرين في بلداتهم ممن قدموا للإبداع والثقافة والعروبة الكثير…

ففي الشوير أقامت مؤسسة سعادة الأحد الفائت في 1/9/2019 حفلا تكريميا للشاعر الكبير الرلحل خليل حاوي الذي كان منهمكا حتى الرمق الاخير بنهضة العرب وتحررهم وصراعهم مع المشروع الصهيوني…ودوواينه شهادات ناصعة على هذا الانهماك النهضوي..

وفي تنورين الرابضة في أعالي البارون يقام في السادسة من عصر السبت في 7/9/2019 في مركز البلدية تكريم لابنها الدكتور انطون داغر بمناسبة صدور كتابه عن مراسلات الرائد النهضوي  »اسعد مفلح داغر« أمين سر جمعية الوحدة العربية في القاهرة وذلك عبر ندوة نوعية حول الكتاب وعنوانه  »رسائل الرجال في زمن النضال«ويتضمن سيرة الرجل الذي كان سابقا عصره برؤاه وأفكاره..

واللافت أن الندوة التي يشارك فيه نخبة من رجال الفكر في لبنان د. شربل داغر والسفير خالد زيادة، يتحدث فيها ايضا المؤرخ الجزائري المرموق، واحد أعضاء المؤتمر القومي العربي الأول، والأستاذ في جامعة الجزائر، الدكتور مصطفى نويصر أحد جسور التواصل الفكري والثقافي بين بلاد الامير عبد القادر الجزائري والأمير محمد عبد الكريم الخطابي والشيخ عبد الحميد بن باديس في المغرب وبلاد المشرق العربي التي يعج تاريخها بقامات نهضوية باسقة.

 حين اطلقنا في مطلع تسعينات القرن الفائت، وبمبادرة من المنتدى القومي العربي، وبهمة الكاتب الكبير صقر يوسف صقر (رحمه الله)، سلسلة محاضرات عن  »رواد العروبة في لبنان«، وذهبنا إلى مسقط رأس كل منهم، اكتشفنا انه قلما خلت منطقة لبنانية، وخصوصا في جبل لبنان، من رائد من رواد النهضة العربية يؤكد ان العروبة هي هوية حضارية جامعة تنطوي على مشروع نهوض، بل يؤكد أن العروبة ليست وافدة إلى لبنان بل نابعة من قلب شعبه وثقافته وتراثه، كما إنها حاجة للبنان، كما ان لبنان حاجة لها..

ولعل مجيء هذه الاحتفالات فيما يحتفل اللبنانيون بإعلان  »دولة لبنان الكبير« قبل 99 عاما هو تأكيد على أن لبنان  »كبير« بمبدعيه ونهضوييه ومقاوميه وشهدائه ورسالته الإنسانية المضيئة.

العدد 97 – تشرين 2019