معن بشور
في مثل هذه الأيام قبل 44 عاماً، شهدت بلدة كفر كلا الجنوبية المحاذية لفلسطين المحتلة، ملحمة مقاومة بطولية خالدة، واجه بها أبناء البلدة المجاهدة جيش العدو الصهيوني المقتحم لبلدتهم انتقاماً لهزيمة لحقت به قبل أشهر في تموز/يوليو من العام نفسه، وتأديباً لبلدة بقيت، كغيرها من مدن الجنوب وبلداته وقراه، عصية على المشروع الصهيوني وحاضنة للمقاومة الفلسطينية..
كان هدف العدوان يومها محدداً، وهو استهداف البطل الشهيد البعثي العروبي، صياد السمك، ورب عائلة كادحة، هو عبد الأمير (أبو علي) حلاوي الذي لقن العدو قبل أشهر درساً لن ينساه حين حاول التوغل في كفر كلا..
كان أبو علي حلاوي كرفاقه أمين سعيد (الأخضر العربي)، في شبعا، وحسن قاسم (في كفر شوبا)، وواصف شرارة في (بنت جبيل)، وعلي وعبد الله وفلاح شرف الدين فب (الطيبة)، من أبطال »لجان الدفاع الذاتي« ورفاقهم الشيوعيون من أبطال »الحرس الشعبي«، وغيرهم من الوطنيين والعروبيين الجنوبيين رواد المقاومة البطولية المستمرة التي أثمرت انتصارات وبطولات وتحريراً وردعاً للعدوان على مدى العقود..
في ذكرى تلك الملحمة الخالدة (26 تشرين الثاني 1975)، نؤكّد أن المقاومة في لبنان، كما على مستوى الأمّة، هي خيار شعب بكل مكوناته، وهي إرادة حياة بكل معانيها، وهي عنوان أمّة وكرامتها رغم كل شيىء..
العدد 100 –كانون الثاني 2020