التحوّلات في مهرجان ريف – أيام سينمائية وبيئية

في دورته الخامسة يعود المهرجان اللبناني المبهر “ريف أيّام سينمائيّة وبيئيّة” مكرّساً نفسه نموذجاً فريداً في العالم العربي في مجالات التراث الطبيعي والسينما والثقافة الريفية.

“التحولات” هو موضوع هذه الدورة التي تناولت التركيز على التغيّرات المختلفة في الطبيعة وتأثيراتها، واستكشاف بدائل وحلول للتعامل معها. هذا بالإضافة الى ترسيخ الهدف الرئيسي للمهرجان وهو ‏إيصال الثقافة إلى المناطق

حشود مشاركة في المهرجان

الريفيّة النائية، وتعزيز النقاش بين المواطنين حول الحفاظ على البيئة والشأن العامّ، ولاسيما في ظلّ الأزمتين الاجتماعيّة والاقتصاديّة المستمرّة. كما يعتبر المهرجان أن اللامركزية الثقافية هي أحد الأهداف التي يسعى إليها عبر ربط المناطق البعيدة عن العاصمة بالمشهد الثقافي.

برنامج زاخر ومكثف ومتنوع للمهرجان امتد على مرحلتين: في القبيّات من 31 آب إلى 4 أيلول، وفي الهرمل من 8 إلى 10 أيلول حيث طبيعة شمال لبنان الخلابة والاستفادة منها عبر الأنشطة البيئية والثقافية والسينمائية والفنية. تضمن المهرجان ورش عمل إبداعيّة، مؤتمرات، أفلاماً، نزهات في الطبيعة، وعروضاً فنية، بالتعاون مع السكّان المحليين والزوار.

كما في كلّ عام، يتمّ اختيار الرموز للتذكير بأهمية حماية الحياة البرّية في البلاد. وتمّ اختيار السلحفاة علامة ريف 2023 للتنبيه إلى أهمية حماية هذا الحيوان الذي أهلكته الحرائق المدمّرة في عامَيْ 2021 و2022.

من الأنشطة في المهرجان

بالإضافة إلى مجموعةً متنوّعة وغير مسبوقة من الأنشطة التي تستهدف جميع الفئات، أبرزها: عروض حول السينما والمسرح، عرض أول لأفلام عربية ودولية في لبنان.

تستعرض الأفلام المختارة للمهرجان موضوع النسخة لعام 2023 من زوايا مختلفة. أغلب هذه الأفلام اختيرت من قبل المهرجانات الدولية وبعضها حائز على جوائز.مع جلسات نقاش مع الجمهور في حضور بعض المخرجين.

مسابقة لأفلام قصيرة ومتوسّطة الطول. منح جائزتين لـ 11 فيلماً قصيراً عربياً في المسابقة من قِبل لجنة تحكيم متخصصة. وبصفتهم لجنة تحكيم هواة، قدّم “سفراء ريف الشباب” جائزةً لفيلمهم المفضّل من بين مجموعة من خمسة إنتاجات دوليّة متوسّطة الطول.

كما تضمن المهرجان ورش عمل وعروض أفلام “رسائل بين النساء” و”أفلام الرسوم المتحرّكة”. بالإضافة إلى أفلام قصيرة أنتجتها نساء من عكار في ورشة فيلم الدقيقة الواحدة، وأفلام الرسوم المتحركة أنتجها شباب المنطقة،

من العروض السينمائية

وعروض مسرحية حيّة وموسيقى. فضلاً عن الأنشطة حول الطبيعة والبيئة والثقافة الريفية التي تحتل مكانة خاصة في المهرجان.

كما حفلت أيام المهرجانات بلقاءات وحوارات في مواضيع التحوّلات وفرص التنمية،

السيادة الغذائية، ندوة “ما تبقّى من البيئة والاقتصاد”، ورشة عمل لمعالجة النفايات البلاستيكية، عرض أزياء بعنوان “روح” باستخدام الترقيع للملابس والأقمشة المعاد استخدامها وتدويرها. بالإضافة إلى الاستمتاع في معمل الحرير من سوق المنتجات إلى الأطعمة المحلّية والإبداعات الحرفيّة المعروضة للبيع.

وكان الأبرز في هذه النسخة مشروع سفراء “ريف” الشباب، وهي مجموعة مؤلّفة من حوالي عشرين شابّاً وشابة من المنطقة، تتراوح أعمارهم بين 13 و18 عاماً، مهمّتهم متابعة المهرجان من البداية إلى النهاية، وإجراء مقابلات مع الخبراء والمهنيين المدعوّين، وتنظيم بعض جلسات التبادل، ومنح جائزة ضمن منافسة الأفلام متوسّطة الطول.

من فريق المنظمين