معرض فلسطين للكتاب
في نسخته الثالثة عشرة، أقيم “معرض فلسطين الدولي للكتاب 2023″ من 7 إلى 17 أيلول/ سبتمبر، في أرض المكتبة الوطنية، ببلدة سردا شمال رام الله تحت شعار” 75 عاماً من النكبة إلى الدولة باقون”، وقد افتتح المعرض رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية الذي أكد في كلمته “أن المعرض هو تجسيد للهوية والثقافة الفلسطينيتين اللتين سرقتا من خلال تهجير أكثر من 950000 فلسطيني، وسرقة آلاف الكتب الفلسطينية الموجودة على رفوف المكتبة
الإسرائيلية”. وأضاف: “فلسطين كانت بوابة الثقافة العربية، لذلك يصر معرض الكتاب على استمرار هذه المسيرة التي يصر البعض على سرقتها أيضاً”.
ضم المعرض 390 دار نشر وتوكيل ومؤسسة، وبمشاركة عدة بلدان عربية هي الأردن، مصر، لبنان، المغرب، سوريا، العراق، الكويت، الإمارات، تونس، السعودية، إلى جانب مشاركات وتوكيلات من دول أجنبية، مثل تركيا، وبريطانيا، وكندا وإيطاليا، إلى جانب جناح دولة فلسطين الذي يأخذ شكل البيت الفلسطيني القديم.
تعتبر هذه الدورة الأضخم في تاريخ دورات معرض فلسطين للكتاب، إذ تضمنت أكثر من 61 ألف عنوان في مساحة تجاوزت 6500 متر مربع، في ثلاثة فضاءات، هي: الناشرون، والأطفال، والفعاليات الثقافية.
أنشطة وفعاليات ثقافية متنوعة تميز بها المعرض هذا العام، وحملت قاعة الفعاليات والندوات هذه الدورة اسم الراحلة الكبيرة سلمى خضراء الجيوسي، التي أسهمت عبر كتاباتها المتنوعة في إثراء المكتبة العربية والفلسطينية بمراجع ومؤلفات شكلت علامة فارقة في الثقافة الفلسطينية والعربية. كما خصص المعرض أيضاً ندوتين يومياً، في صالون
الجيوسي حول موضوعات مختلفة، شارك فيها كوكبة من العلماء والباحثين والكتاب والمثقفين والفنانين الفلسطينيين. وتنوعت الندوات بين واقع التعليم العالي في فلسطين، حقوق الملكية الفكرية، السينما قبل النكبة، وواقع الحركة الأسيرة، الفن التشكيلي وسؤال الهوية، تجارب المسرح الفلسطيني، التراث الثقافي المادي وغير المادي، والصحافة الفلسطينية بعد أكثر من مئة عام على ظهورها، وقراءات حول الشعر والرواية الجديدة، إلى جانب قراءات شعرية لعدد من الشعراء.
كذلك خصصت زاوية لتوقيع الكتب حملت اسم الشاعر الراحل زكريا محمد الذي رحل مؤخراً تاركا إرثاً إبداعياً يستحق الاحتفاء والإشادة، بالإضافة إلى عرض بعض من أعماله الفنية ورسوماته في زاوية خاصة.
وفي المعرض زاوية مستحدثة، تحمل اسم ممشى الفن، شهدت يومياً افتتاح معرض فني، لأحد الفنانين الفلسطينيين، انطلاقاً من فكرة أن هذا المعرض ليس للكتاب فقط، إنما الحدث الثقافي الأبرز في فلسطين.
