في عيون الأدباء والمثقفين والقراء العرب
لا يماري أو يجادل أحد من محبي الثقافة أو المهتمين بالشأن الثقافي على أهمية الصحافة المكتوبة في الارتقاء بالذوق العام. ولا ينكر أحد ما للكلمة المكتوبة-عبر قرنين من الزمان، ومنذ عرف الإنسان العربي الكتابة الصحفية في منتصف القرن التاسع عشر- من تأثير في تحريك الجماهير، والتأثير على الوعي الجمعي للشعوب العربية قاطبة. من أجل ذلك نشأت آلاف الصحف المكتوبة والمجلات عبر مساحة الوطن العربي من المحيط إلى الخليج، ولا شك في أن الفكر الثقافي لدى أي أمة يقاس بمدى ما قدم مبدعوها ومفكروها وما تركوه من أثر في نفوس الجماهير، والمؤكد أن مجلة الحصاد الأدبية كان لها باع –وعبر ثلاثة عشر عامًا- من وجودها على الساحة الفكرية والأدبية في تشكيل الوعي الثقافي والتنويري الجمعي للجماهير العربية بصفة عامة. سعيًا نحو تغيير المجتمع للأفضل.
وها هي (مجلة الحصاد) تتحفنا بالعدد ال150 على مدار 13 عامًا.. كلها تنوير، وكلها إبداع، وكلها قيم ومبادئ أثرت بشكل مباشر في عموم المثقفين بمختلف توجهاتهم وأعمارهم واهتماماتهم. تلك المجلة التي صدر العدد الأول منها من قلب العاصمة الإنجليزية لندن حيث جعلت في بؤرة اهتمامها المواطن العربي، فعبرت تعبيرًا صادقًا عن آماله وآلامه وأحلامه في مستقبل مشرق واعد لأمتنا العربية، فكانت خطواتها واثقة واعية على درب الثقافة والمعرفة. وهذا كله قد تم في ظل منافسة شديدة مع مجلات أخرى تحمل من العراقة والأصالة ما يضاف إلى ميراث هذه الأمة التليد. وفي خضم هذه المنافسة الشريفة النبيلة برزت (الحصاد ) مشعلًا ثقافيًّا وآل القائمون عليها أن يقدموا كل ما يرتقي بالذوق والحس والشعور العربي. فابدعوا وتميزوا.
وبعد 13 عامًا و150 عددًا يأتي الحصاد مبشرًا واعيًا واعدًا ومع ثورة الاتصالات والمعلومات، ومحيط زاخر بالمتناقضات والمتغيرات نجد خط مجلة الحصاد الواضح –الذي لا محيد عنه- في تقديم وجبة ثقافية دسمة لقارئ عربي متعطش للمعرفة. وهذه الرسالة التنويرية قد وضعت المجلة تجاه تحد يتلخص في الاستمرارية على القمة. وهو تحد صعب جدًا بلا شك. فالمجلة تعد منبرًا مهمًّا يعزز التواصل الثقافي بين المفكرين والأدباء والمؤرخين عبر العالم.
الجدير بالذكر أن مجلة “الحصاد” بدأت عام 2011 بفكرة مديرها الفني الأستاذ حسين حمّود، الذي كان له الفضل في إطلاق النواة الأولى للمجلة بأفكار تنفيذية وخطط مدروسة، وتصاميم مميزة. وبهمّة الشاعر والأستاذ حافظ محفوظ تحولت إلى واقع، والذي اضطلع بمهمة اختيار الكتّاب والمراسلين، وبدعم كبير للسيد نظمي أوجي والسيدة عقيلته الأستاذة ابتسام أوجي. أما اسم “الحصاد” فكان ضمن مجموعة اقتراحات وُضعَتْ على الطاولة في ذلك الحين. وقد أشرف على إدارة تحريرها آنذاك: الشاعر المرحوم حافظ محفوظ، في السنوات الأولى لإنشاء المجلة حتى رحيله؛ ثم استلمت رئاسة التحرير الأستاذة ابتسام أوجي، التي أضفت مسحةً من الجمال على المجلة، وبذلت جل جهودها لتطويرها وتحسينها من كل النواحي، وخاصةً من الناحية اللغوية.
وفي جولة استطلاعية تقودها عدسة (الحصاد ) في إطار الاهتمام بمعرفة رأي الأدباء والقراء والمتتبعين للمجلة سعيًا إلى استطلاع رأي المثقفين فيما مضى حتى نطور من أنفسنا ونوجه جهودنا المستقبلية نحو الأفضل، ونلبي احتياجات القراء، فأننا في استطلاعنا عَنّتْ وتواردت علينا بعض الأسئلة. منها :
ما مكانة وقيمة وواقع مجلة (الحصاد) مقارنة بالمنابر الثقافية العربية المتنوعة، وكيف يتلقى القارئ العربي أعداد المجلة؟
أولًا سألنا الشاعر والأكاديمي اللبناني المقيم في ألمانيا الدكتور( سرجون كرم )الذي تكلم عن تجربته الخاصة مع الحصاد قائلًا: أولاً أتوجّه بالتهنئة لمجلة الحصاد اللندنيّة بدخول عددها المائة والخمسين، والذي لا يمكن إلا أن يعكس حسّ المثابرة والمتابعة. وبما أنّي لا أعيش في العالم العربيّ يمكنني أن أتكلّم عن تجربتي الشخصيّة مع مجلة الحصاد مقارنة مع التجربة مع المجلات الأخرى التي أكنّ لجميعها المودّة.
كما يرى إن الحصاد كانت من أولى المجلات التي أضاءت على تجربتي كمترجم وكشاعر، وكذلك أضاءت على مشاريعنا الثقافيّة والاكاديميّة في ألمانيا. والأهمّ من ذلك كلّه أنّ الحصاد تفرّدت حتى الآن بالإضاءة على مشروع ترجمة إفادات الناجين من قنبلتي هيروشيما وناغازاكي إلى العربيّة. وعلاوة على إن هذا المشروع يتمّ انجازه بالتعاون بين جامعة بون وقاعة هيروشيما للسلام وشبكة المترجمين لإحياء إفادات الناجين. فلا ريب أن كانت الحصاد بالنسبة لنا منبرًا مهمّا، سعى كتّابها ومحرّروها للإضاءة على تجارب إبداعيّة.
وأضاف قائلًا: وبسبب الإقامة في أوربا أنّه يمكن الوصول إليها بسهولة عبر العالم الرقميّ. وعن طريق متابعة صديقة أو صديق كاتب فيها عبر وسائل التواصل الاجتماعيّ فإنه يمكن الاطلاع على المجلة ومواضيعها كاملة وهذا أمر غير متوفّر لدى العديد من المجلات أو الصفحات الثقافية التي يهمنا الوصول إليه.
الجدة والتنوع
وفي هذا السياق ذاته، أشار الأكاديمي الروائي والمفكر الجزائري (فيصل الأحمر ) إلى وجود سرعة كبيرة تحول منبر الحصاد إلى موقع إخباري هام جدًا بالارتكاز على مواده الثقافية المتنوعة وقدرته على تتبع الأحداث التي تتجاوز بسرعه الجانب الطارئ والآني للأحداث والأخبار الواردة وصولاً إلى الهدف الحقيقي من الإعلام الذي هو التحليل والمقارنة وإعطاء شبكات تفسيرية وخلق منظورات جديدة صوب الموضوعات التي تصدر عن الأنترنت بطريقة لا تمنحنا المساحة الكافية للتفكير والتدبر وما شاكل ذلك من العمليات العقلية الإخبارية.
وأكد أن مجلة الحصاد كمنبر إعلامي عربي نحتاج إليه في خلق مساحات جديدة للإعلام و الاتصال في الفضاء الافتراضي وذلك بعد شبه انقراض للإعلام الورقي في جل مناطق العالم و اضمحلاله.
وأشار إلى أن الاعلام الافتراضي ومنبر الحصاد تحديدًا لديه فضاءات لها الكثير من الايجابيات ولكنه معرض إلى كثير من السلبيات أيضًا. ومن إيجابياته التي يلاحظها الجميع هي سرعة نقل الخبر وسرعة التقاط الأحداث اليومية والتفاعل الآني مع مختلف الظواهر والأحداث السياسية أو الاجتماعية مهما كان نوعها، فأما سلبياته فقد عمل منبر الحصاد على تجاوزها بنجاح واضح. وبصفتي أديبًا وكاتبًا ومفكرًا فأنا أتابع الصفحات الثقافية والفكرية دائمًا وألاحظ الجدة والتنوع الكبيرين الذين يميزان المواد المقدمة. إننا نتابعها في الجزائر كما يحدث في باقي البلدان العربية وفي جل مناطق العالم بكثير من الاهتمام، كل جديد تتكرم علينا به مجلة الحصاد بنوع من الثقة في موادها التي تظهر في دراسات، بحوث أكاديمية و مجلات .
وأضاف بأن الوسط الأكاديمي في الجزائر عندنا مثلًا يتحرج من اعتماد المواقع الإلكترونية بسبب امكانية حجبها في أي لحظة مما يحول المادة المنقولة في هذه البحوث إلى مواد هشة رغم صرامتها وجودتها وعلو شأن محرريها. شخصيًا وبحكم انتمائي إلى الأسرة الجامعية والفضاء الأكاديمي لاحظت أن مجلة الحصاد يرد كثيرًا في هذه البحوث المعمقة وبحوث الدراسات العليا مما يترجم اهتمامًا كبيرًا بهذه المجلة الإلكترونية وبالمواد الوارد فيها وتحويلها إلى مرجع لا يقل شأنًا عن الموسوعات أو المراجع الرصينة والكتب المرجعية في الميادين التي تتناولها كل مادة وكل بحث. وهذا يترجم جيدًا ربما تلقي الطبقة الثقافية والعلمية في الجزائر لمواد هذه المجلة ولا يسعني في هذا السياق إلا أن اهنئ المجلة بصدور عددها 150 متمنيًا لها كل التوفيق وملتزمًا بالمشاركة فيها كلما وجدت إلى ذلك سبيلًا كل عام وحصادنا حصاد خير ونماء.
تواكب الأحداث
وفي هذا الاطار يشير الكاتب المصري (منصور عبد الحميد )مراسل موقع أسرار المشاهير والتلفزيون العُماني إلى أن من صفات مجلة الحصاد الجمع بين الاحترافية والإبداع، فضلاً عن تناول أعدادها لمواضيع تندرج ضمن الشأن الثقافي، إضافة إلى حلتها المتقنة من حيث الألوان والخط . مجلة الحصاد معاصرة لها حضور على الساحة العربية عبر منافذها في تقديم المحتوى لمتابعيها . وأرى أن كل أقسامها تحتوي على مادة لها قيمة تواكب الأحداث، وتنقل لنا صورة حقيقية وواقعية فمن خلالها أدركت ما يريده المتلقي لذا اعتمدت حوارات لها ذات قيمة فكرية، أدبية وفنية، وكل هذا جعلها تنير العقول كما تنير القلوب.
قضايا منسية
وعلى أساس ذلك جاءت (شيماء علام) وهي إعلامية ومذيعة من مصر قائلة: تعدّ مجلة الحصاد الرائدة في عالم الأدب والعلوم حيث تهتم بأهم الأخبار والقضايا وتسلط الضوء على إضاءات متنوعة. فضلاً عن تكريس جهودها للغوص في خبايا القضايا والملفات التي تهم القارئ العربي. فـمجلة الحصاد وكما عودت قراءها استمرت في انتقاء القضايا الأكثر حساسية التي تهم الرأي العام العربي خلال الأعوام الماضية واهتمت بقضايا منسية وبشكل حصري من خلال إعداد التقارير والتحقيقات والتغطيات الموضوعية فضلاً عن نقل الخبر بدقة عالية.
وأضافت أن المجلة تجمع أبرز الكتاب والأدباء وشخصيات استثنائية متميزة فاستقطبت آلاف الزوار من العالم أجمع. كذلك تواجدت مجلة الحصاد على معظم الموائد الفكرية العربية. كما صبت اهتمامها في تغطية النمو والتقدم الاستثنائي في كافة الدول العربية وسلطت المجلة الأضواء على كل ما يهم المتابع العربي حيث أنها تدخل إلى الأعماق وتسعى نحو فهم أفضل لما يجري، إلى جانب التنبؤ بما قد يكون عليه الحال لاحقاً. فنيًا تميزت بالحفاظ على صحافة رصينة وجذّابة في الوقت نفسه، إضافة إلى الأخبار الفنية ونجوم الوطن العربي وهي تسعى جاهدًة للحفاظ على الصورة الجميلة للأدب العربي لذلك تحتل جزءًا كبيرًا من ذاكرة ووجدان القارئ.
كثرة المنابر الثقافية
مجلة الحصاد ذات قيمة ثقافية مهمة في الوسط الثقافي العربي عمومًا واللبناني تحديدًا نظرًا لأنني من متابعيها هذا ما جاءت به الكاتبة اللبنانية عضوة في اتحاد الكتاب اللبنانيين وعضوة في نقابة محرري الصحافة اللبنانية (ميشلين مبارك )وأضافت غير أنّ منزلتها اختلفت بسبب التزاحم الإعلامي الموجود فصرتُ أسبر مواقع إلكترونية عربية لأجد تنوع أكبر في المواضيع الثقافية من سينما ومسرح إلى معارض كتب فجوائز عربية ودولية للروايات والكتّاب وإلى ما هنالك من أمور تهمني ككاتبة لبنانية. لذا، برأيي الشخصي تبدلت منزلتها بسبب كثرة المنابر التي تتناول نفس المواضيع الثقافية فشكلّ تدنيًا لها. وإنْ كنتُ شخصيًا ما زلتُ أتابعها بشوق خصوصًا وأنّ موادها الموزعة والمختلفة يتمّ تناولها بإسهاب وتميّز وفائدة كبيرة. كل ما قلته على الصعيد الشخصي هو الرأي الذي أتبناه.
تاريخ يزخر بالدهشة
كما ترى الشاعرة وعضو اتحاد الكتاب العرب( إيمان خالد البهنسي ) من سوريا- دمشق . إن مجلة الحصاد اللندنية الثقافية بدأت وكان أسمها تاريخ يسجله الزمان تواقيع للعطاء والثراء بالمعلومات الثقافية والفنية والآثرة للقارئ وتاريخ يزخر بالدهشة ، واليوم نحتفل مع المجلة بعيدها الثالث عشر وإصدار عددها 150 وذلك بتفعيل وجودها على الساحات في جميع أنواعها وبكل أقطابها والثقافة أداة لحماية المجتمعات وثبات هوياتها الأدبية التي تزخر بها المجلة. وحين نذكرها في بلدنا سوريا نعلم أننا أمام كتابات فريدة.
وأكدت بأنها تعتبرها مجلة متميزة فيها معلومات تزيدنا معرفة بالبلدان و أمكنة مختلفة وفلكلور يحمل معه ألوان الثقافات المتعددة و هي نافذة تطل على مختلف الأخبار… حينها ندرك أننا مع الموعد. في كل مرة تتحفنا بأخبار جديدة ومن هنا أرى منزلة مجلة الحصاد كنجم ساطع يبهر بعطائه وما يقدمه مقارنة بغيره.
واضافت أن في مجلة الحصاد تجد المعلومة اليوم بنظرة واحدة نلتقطها لا تحتاج لبحث ولا لشراء مراجع. نعم نفتخر أنها متوفرة عبر الأنترنت الأمر الذي جعلها مجلة سهلة الوصول والمنال ليد القارئ العربي. كل المحبة للمجلة وما تحتويه من نقلات نوعية بين صفحاتها وموادها تربط العلم بالثقافة والأدب بالفن والفكر بالإيمان وبذلك انفردت بالريادة على جميع الأصعدة.
القوة الكامنة
لذا ذهبت الدكتورة (وفاء أبو هادي) مستشارة إعلامية وكاتبة ومدرب معتمد من السعودية قائلة : من خلال متابعتي للمجلة وجدتها مزيجًا ثقافيًا وسياسيًا واجتماعيًا وهذا يجعل لها مكانة إعلامية مميزة فعندما تستطيع مجلة دمج كل التنوعات والأحداث واستقطاب الكتاب على مختلف أفكارهم ونوعية توجههم الفكري يدل على إدارة متمكنة وسياسية اعلامية رائدة في المنجز الثقافي واثبات الهوية العربية من منطلق القوة الكامنة في إنجازاتها الثقافية والفنية عبر التاريخ كل التهاني لإدارة هذا الصرح الإعلامي الزاخر بكل تنوع والمتتبع للأحداث بطريقة مهنية تجعل من القارئ يدمن على متابعة مجلة متميزة مثل مجلة ( الحصاد).
الحصار والوضع الصعب
وفي السياق نفسه يرى اللواء والأديب( مأمون هارون رشيد) فلسطين -رام الله وجدت ثراء مادتها وأهمية ما يكتب بها ومستوى الكتّاب والمراسلين وهيئة التحرير، لأنني أتابع المجلة باستمرار وقد تحدثت مع بعض الأصدقاء المتابعين الذين أشادوا بالمجلة وما تطرحه من مواضيع غنية. في رأيي، المجلة تحتل مرتبة جيدة بين المجلات العربية المهتمة بالثقافة من حيث مستوى كتّابها ومحرريها.
فأنا أتابعها منذ فترة طويلة وقد أعجبت بطريقة طرح المواضيع وتداولها بين صفحاتها التي يتنقل بين شعر وأدب وقضايا سياسية وعلم ولغة وحضارة وكم تسعى بمقالاتها إلى ذلك الطابع المميز الهادف التنويري الثقافي. من هنا فإن الأعداد الورقية للمجلة لا تصلنا في رام الله بسبب حصار الاحتلال والوضع الصعب حيال ذلك نتابعها هنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
طوابع المصداقية
وعلى أساس ذلك قالت الأديبة والشاعرة والروائية الجزائرية (هدى طابور): تعدّ مجلة الحصاد من أهم المجلات المهمة والراقية التي تعنى بقضايا عدة وتهتم لشؤونها بشكل كبير. كما أنها تساهم في تسليط الضوء على أغلب القضايا بشكل ملفت ومن خلالها برزت واجهة تحمل طوابع المصداقية التامة وبما أنها مجلة رائدة لا شك أنها ذات طابع مميز ورقي شكلاً ومضموناً. للمجلة صداها الكبير الواسع والمنتشر لا بدّ أن القارئ الجزائري المحب للاطلاع على الأخبار المكتوبة سيكون راضيًا جدًا على مستوى المجلة العالي المشهود.
تنوع تصاميمها
وفي هذا الاطار قالت الأديبة وكاتبة أدب الأطفال (ماري مطر) من لبنان : تعتبر مجلة الحصاد ذات أهمية كبيرة لدى القراء كل في مجاله. إنما يميز هذا النوع من المجلات ومثيلاتها أنها مجلات ثقافية وتخدم المجال الثقافي أولًا، ولكن من خلال متابعاتي تشدني هذه المجلة بتنوعها وأسلوبها وتصاميمها ومواضيعها التي تلاحق قضايا العصر والفكر وتدعم مواهب الأجيال الصاعدة وإبداعاتهم؛ فأنا قد تعرفت إلى مجلة الحصاد من خلال بعض زملائي المعنيين بالكتابة فيها وقد أجروا معي مقابلتين حول أدب الأطفال وأقدر لهم هذه المبادرة الخاصة في هذا المجال المنسي أحيانًا ومن بعدها صرت أتابعها أكثر وأقرأ مواضيعها ولكن عبر وسائل السوشال ميديا وغالبًا ما ألاحظ نسبة المتابعين والقارئين والمعلقين العالية وهذا يشير إلى نجاحها وأرتفاع نسبة مطالعيها.
تنوع هائل
في الوقت نفسه قالت الشاعرة والكاتبة (فاتن حيدر) من سوريا: وجدت المجلة مختلفة تمامًا ومميزة عن غيرها من المجلات من حيث المواضيع والتنوع الهائل في جميع المجالات فقد احتوت الفن بأنواعه والأدب والطب والتجارب والنصائح اضافة إلى السياسة. وقد لفت نظري ترتيب الصفحات والدقة هذا من حيث الشكل والتصميم فقد صممت بشكل مميز وأنيق. مجلة رائعة بكل مواضيعها كما أنها بالمقارنة مع المجلات الأخرى فهي برأيي في الريادة وأتمنى لكم التوفيق.
المصادر والمراجع البحثية
أما الشاعرة (ندا وردا) من سوريا مقيمة في السويد ترى إن ميزة المجلّة تكمن في محورها المتنوّع من علم، أدب، ثقافة وسياسة بحيث تمنح فرصة أكبر للتعبير وحريّة الرأي وكذلك القارئ يجد ما يثير اهتمامه ولا يشعر بالملل. مجلة الحصاد جمعت العديد من الكتاب المبدعين والمتميزين بكتابتهم القيمة والهادفة ويمكن الاعتماد عليها ضمن المصادر والمراجع البحثية وأضافت أنا مقيمة في السّويد منذ ٢٠ سنة وفي هذا البلد من الصّعب التّعامل مع الصحف والمجلّات الورقيّة العربيّة والصّحف السّويديّة تحتلّ المرتبة الأولى. لكن اتّباعها عبر الموقع الرّسمي للمجلّة .
الشكل والمضمون
ومن هذا المنطلق استطاعت مجلة الحصاد أن تحجز لها مكانة متقدمة ومنزلة راقية بين المجلات والمنابر الثقافية العربية، وذلك عبر حفاظها على مستوى مهني عالٍ بدأت به منذ انطلاقتها وطورته عبر تجربتها الصحافية المميزة على مدى سنوات. هذا ما أعربت عنه الأديبة و الإعلامية والشاعرة اللبنانية (ماجدة داغر).
وأضافت: العديد من المجلات العربية تتمتع بمعايير مهنية عالية، لذلك تصبح المنافسة صعبة إلى حد كبير، لكن “الحصاد” استطاعت أن تتميز في الصحافة العربية رغم الفضاء التنافسي الكبير. فأصبحت منبراً يتمتع بمصداقية وحرفية وثقافة شاملة، وبتنوّع جعل من المجلة مرجعاً في العديد من المواضيع والقضايا المعاصرة والملحّة يطرحها كتّاب مشهود لهم بأقلامهم الرصينة.
واستكملت الحديث قائلة: هذا التنوع في المواضيع بين ثقافي وعلمي وفكري وبيئي واقتصادي وفني، كذلك تنوع الكتّاب من شتى الدول والجنسيات والاتجاهات المختلفة، أضاف إلى صفحات الحصاد رونقاً وثقافة ومزيداً من الثقة في مواضيعها وكتّابها. بالإضافة إلى عنصر أساسي جعل من الحصاد نجمة متألقة في سماء الصحافة العربية وهو الحفاظ على حيّز رحب من المواضيع الثقافية في معظم المجالات التي يفتقدها القرّاء في العديد من المنابر التي تتجه معظمها في الآونة الأخيرة إلى الاستهلاك والسطحية والبحث عن السبق الصحافي والمواضيع التافهة التي تجذب عدداً كبيراً من القراء، إضافة إلى أن القارئ اللبناني ينظر إلى المجلة كمادة صحافية مهمة وراقية وأنيقة في الشكل والمضمون. كما يضعها في مصاف المطبوعات المتميزة وذلك لما تتصف به من معايير مهنية. إن أصداء مجلة الحصاد في المجتمع الثقافي اللبناني يتناقلها معظم القراء لأنهم يجدون فيها فسحة مهمة تتضمن الكثير من المواد التي تهمهم.
زخارف منقوشة
من خلال تتبعها لمحتويات مجلة الحصاد ترى الكاتبة والروائية (رائدة سرندح) من فلسطين -القدس : أن مجلة الحصاد الرائدة تتيح للقارئ والمثقف معلومات قيمة واخبار مثمرة تهتم بالأدب والأدباء على مستوى رفيع المنشأ تهتم بالقضايا الاجتماعية والعالمية كما أنها تجذب كل قارئ يتشوق لمتابعتها وتحتضن بين سطورها موضوعات كتبت وكأنها زخارف منقوشة بحروف عسجدية، تهتم بكل ما هو جديد. كذلك ما يلفت النظر أنها تضع شعار الصدق في مكنوناتها الحديثة دون نقص أو زيادة و أرى أنها مجلة قيمة تنافس المجلات العالمية الأخرى وأتمنى لكل العاملين فيها التوفيق في كافة الميادين على الصعيدين العربي والعالمي.
خارج الجغرافيا
و(علي شعثان) الباحث والأديب اليمني المقيم في الأردن يجد في مجلة الحصاد إنها ملتحقة بركب الإصدارات العربية التي هي من خارج الجغرافيا ولها من الفلسفة الصحفية ما يمت إلى سياق المواكبة قدر المستطاع بالنسبة للقولبة التحريرية والتناول الفكري. ويضيف قائلًا: بالنسبة لبلد اليمن، لم توزع فيها المجلة جراء الأحداث، ولكن يتم متابعتها عبر وسائل السوشال ميديا ومن قبل مثقفي البلد. أما في الأردن موطن الإقامة لي من وجهة نظر شخصية ليست واسعة الانتشار.
نقاشات تبحر بنا
أما (آمال صالح) الأديبة والشاعرة التونسية مقيمة بفرنسا ترى أن الحصاد مجلة شاملة لميادين متنوعة. القسم الأدبي فيها متميز بطابعه المعرفي العميق، ففي حواراته للعديد من المبدعين العرب نقاشات تبحر بنا إلى المدى البعيد في إبراز مميزات الأدباء. تحية مني إلى كل من ساهم في إدارة هذه المجلة الراقية، راجية لهم المزيد من النجاحات.
تقتني القارئ
في حين يذهب الروائي (شاكر بوعلاقي) من الجزائر بأن مجلة الحصاد اللندنية مجلة تفرض نفسها على القارئ والقلم معًا، وترتسم صلة القارئ النوعي مباشرة بها، إنها الساحة الرحبة للإبداع والمبدعين في زمن تحتكر فيه السياسة آفاق النشر، فهي مشروع ثقافي لمن يهمه الاطلاع والإفادة، لأن عالم التواصل الاجتماعي جعلها تقتني القارئ قبل أن يقتنيها وهي تترصد موضوعات هامة من شخصيات أدبية إضافة إلى الرواية والشعر والقصة والمسرح والنقد بوصفها علامة من علامات الإخلاص للأدب الحي المتجدد. فصداها رائع عند صفوة الأدباء والقراء، وليس لها تميز مذهبي أو سياسي يقيد الكاتب سوى التميز الجيد في النص وهذا ما جعل كل الأدباء من مختلف جنسيات الوطن العربي يتنافسون في نشر أعمالهم لهذا الصرح الأدبي.
تغطية أكبر
في حين أكدت المذيعة والروائية والكاتبة اللبنانية (ستيفاني عويني) قائلة : بأن مجلة الحصاد اللندنية لها مكانة كبيرة لدي ولدى العديد من القراء العرب. وعلى الصعيد الشخصي، فأنني أحب الاطلاع عليها دومًا إذ إن الصحفيين والمراسلين الذين يكتبون فيها قادرين على تغطية أكبر قدر ممكن من الأحداث. وجدت فيها الشفافية والمصداقية في نشر الخبر. وتعجبني المقابلات التي تجريها الحصاد؛ لأنها تعرفنا على شخصيات أدبية لها دور كبير في إغناء الساحة الأدبية والثقافية وتعرفنا أيضًا على الإصدارات الجديدة من الكتب . لقد كانت لي تجربة مع مجلة الحصاد إذ أجريت لي مقابلة منذ سنتين لإحدى رواياتي وهذا كان مفرحًا كثيرًا بالنسبة لي . برأيي، مهم جدًا أن تكون المجلة الثقافية ذات صلة وصل بينها وبين القارئ المتعطش للإصدارات الجديدة من الكتب وهذا كله موجود في الحصاد .
القارئ العربي
بإذاعة أما الشاعر العراقي داود الماجدي يذهب إلى إن مجلة الحصاد الأدبية الثقافية تعنى بدورها المعلومات في كل محاولاتها وجوانبها الإنسانية المعلوماتية، ولها قيمة أدبية فعّالة في إفادة المواطن بالكثير من الأخبار والنشاطات، كما تعتبر منبرًا توعويًا لمن أراد متابعة تلك الصحيفة. القارئ العربي هو من يبحث عن المعلومة والخبر بالإطلاع على ما يحدث في العالم العربي والعالمي من دراسات وأخبار وفنون وهذا من شأنه يحفّز القارئ والمتابع بشكل جيد. وهي من بين المجلات التي تحظى بترقب ومتابعة متواصلة، وبدوري أشيد بدورها العظيم في كل المجالات الثقافية و مواصلة مشوارها الذي تسعى إليه بكل ثقة واحترافية.