أن يُشهِر نتنياهو خارطة ( حلُم إسرائيل الكبرى ) والتي تشمل فلسطين ، لبنان ، سوريا ، العراق ، حتى حدود ايران الغربية ، أكثر دويلات الخليج العربي ، نصف السعودية بما فيها مكة والمدينة المنورة ، كل شرق النيل من ارض مصر والسودان والدول في شرق البحر الأحمر حتى خليج عدن وما حوله ،، تظهر حتى للأعمى مدى أطماع إسرائيل في كل الأرض العربية ،، فالمعركة ليست مع الفلسطينيين وحدهم ، إنما هو حقدٌ متراكم منذ آلاف السنين على الأمة العربية جميعها ،، فأن يبديها نتنياهو اليوم في خطابه في الأمم المتحدة على أعين العالم أجمع فهي الصفاقةُ الشرسة التي عوّدتنا عليها حكومات إسرائيل منذ إنشائها لليوم ، إلا إنّ الأغرب أن يُصابَ بعض الحكام العرب ، إن لم يكن أغلبهم ، بالعمى والصمم والخرس ، فلا يلعنون اليوم الذي أصبحوا فيه حكاماً من ورقٍ لا يزيد أثقلُهم وزناً عن عبدٍ رقيقٍ في ( مملكة إسرائيل ) .
منذ أكثر من عامٍ في السابع من تشرين الأول ( إكتوبر ) 2023 يوم انبثاق ( طوفان الأقصى ) وإسرائيل حكومة وشعباً يغمسون أيديهم وأسنانهم في قلوب ودماء الفلسطينيين كباراً وصغاراً نساءً وشيوخاً وأطفالاً ، عدا عن تهجيرهم ومنع الماء والطعام والدواء وكل وسائل الحياة عنهم ، كل ذلك من أجلِ إفراغِ فلسطين بأكملها ( غزة والضفة الغربية ) على السواء من أهلها الشرعيين وإحلال مجرمي الحروب من الصهاينة الذين وفدوا من كل بقعة من الارض التي لفظتهم ورموا بهم إلى الأرض العربية ، كما ليكونوا في خدمة المصالح الاستعمارية في اغتصاب الموارد التي يزخر بها الوطن العربي من شرقه إلى غربه العربي دون أي استثناء ،،
جرائم إسرائيل أيقضت كل الضمائر الحرة حول العالم حتى في الدول الإستعمارية نفسها ، إلا انّ المؤسف أنها لم تُحرك ضمائر الكثير من حكام العرب ( المُسلَّطين ) على شعوبهم ، وهم يمدون أيديهم للمجرمين في محاولات الاستسلام بالتطبيع وبحججٍ ما أنزل الله بها من سلطان ( كالديانة الإبراهيمية ) مثلاً ، عدا أنهم يزوّدونهم بالمال والسلاح الذي تبعثه لهم امريكا وبريطانيا وغيرها ، حيث أن بواخر هذه الدول ما عادت تصل اليهم عبر البحر الأحمر ( شكراً لابطالِ اليمن ) الذين منعوا البواخر التي تتجه إلى إسرائيل .
أيها العرب ،،، الخارطة تعنيكم كما تعني الفلسطينيين واللبنانيين اليوم ، فانتظروا غداً هذه المجازر ستصلكم قريباً إن لم تفيقوا وتسندوا المقاتلين اليوم دفاعاً عن أنفسهم وعنكم ايضاً .
وأعلموا أنّ اللهَ ينصرُ من ينصره ،والحقُّ مع الشعوب التي تقاتل من أجل حريتها وتشدُّ ازرَ بعضها البعض ، واليوم يخرج من قلبِ الشقاء والدمار والتهجير مناضلون يسترخصون حياتَهم فداءً لحرية وكرامة الشعب والوطن الفلسطيني واللبناني ويضربون بأيديهم وأسنانهم وأجسادهم بكلِّ وسيلةٍ وسلاحٍ مهما كان بسيطاً كالحجارة ِ أو الرشاشات والمدافع والصواريخ وأهم من ذلك صمود هذا الشعب الذي منع عنه الصهاينة الاسرائيليون الماء والدواء والغذاء وهدموا عليهم حتى الخيَم التي لا تقيهم الحر أو البردَ وأنهم يُقسمون أنهم باقون في أرض الأجداد والآباء حتى آخر الزمان ،،
في هذه الارض المباركة ينبت المناضلون ،، يقاتلون من أكبر قائدٍ فيهم إلى أصغر رضيعٍ ما زال في حضن أمه الشهيدة وهي ترضعه المقاومة والشهادة ،، وهذا القائد الكبير ( الشهيد السنوار ) يقاتل قبل جنوده ويستشهد وهو يُطلقُ آخرَ طلقة في رشاشته ،، ويضربُ المَثَلَ الأعلى في حب الوطن والحرية والكرامة .
فلا نامت أعينُ الجبناء .