“أَسرار الكنوز بين الرحباني وفيروز”- رؤية نقدية

للشاعر والإعلامي اللبناني عبد الغني طليس

بعض المهتمين بالقراءة والكتابة في عالمنا العربي، يتحرك فيهم الفضول حين يقرأون كلمة ” أسرار” ويوجهون المعنى فوراً إلى الجانب الشخصي. لا شخصي بالمرة في الكتاب، ذلك أن حياة الزوجين عاصي وفيروز الخاصة لم تكن مستباحة لأغراض شريرة كحياة معظم النجوم، وليس فيها “الأكشن” من خلافات ونزاعات وطلاقات وعودة عن الطلاق وما إلى ذلك من المعتاد عند الآخرين. وحين حصل الخلاف والافتراق الفني عام 1978 (ولم يحصل طلاق لرفض المطران جورج خضر شخصياً المسألة)، حدثت بعض المناوشات التي ظهرتها صحافة بائسة بأنها حرب البسوس، لكن رقة القلوب وعشرة العمر طغت وفرضت كلمتها… كلمة أسرار تتعلق هنا بأمرين: الأول هو أننا جميعاً اليوم نعتبر أن أغلب، إذا لم يكن كل نتاج الأخوين رحباني، هو كنوز، والثاني أن صوت فيروز هو كنز الكنوز… ومن الطبيعي الوقوف على بعض الأسماء التي شاركت في الصناعة المسرحية الرحبانية من خارج العائلة بالإضافات الفنية الشخصية البهية التي يجدر احترامها وتدوينها. أنا أحاول بكلمة أسرار أن أشرح بالتفصيل الجدي والنقدي، لا بالسرد القصصي والتواريخ المتداولة (…)

ثانياً، صوت فيروز هو كنز الكنوز، لكن قلة قليلة تعرف لماذا أصبح كنزاً، وكيف أصبحت واحدة من أجمل الأصوات قاطبةً  في مجد زمن النهضة الفنية العربية، وبين كبار الكبار؟

ما يجب أن يعرفه قارئي، أنني لا أكتب مذكرات أحد من الثلاثي، بل أكتب ذكرياتي ومشاهداتي واستنتاجاتي ووثائقي وآرائي في الموضوع، ولا أمارس دور المؤرّخ(…)