اسرائيل وارهاصات النهاية

المصير محتوم .. رغم عنفوان القوة ،وضمانات القوى الكبري

 كان الشعار العربي في الأربعينات من القرن الماضي في توصيفه لدولة اسرائيل أنها ( اسرائيل المزعومة)،وكان الشعار الأستعماري أن (اسرائيل دولة وجدت لكي تبقى ) ثم جاء قرار الأمم المتحدة بالتقسيم واعلان قيام (دولة اسرائيل) بمثابة الأنتصار للشعار الأستعماري،وأن العرب الذين تمزقهم خلافاتهم الداخلية وصراعاتهم التقليدية ،ثم هيمنة القوى الكبري بالنسبة لهم سوف تحسم الخيار الأخير.أي ان اسرائيل قامت وسوف تبقى ،و ولكن تلك العوامل في حقيقتها ليست مطلقه ،وبذلك لا يعني ان القرار بقيام تلك الدوله قد خرج من توصيفها بأنها (مزعومة)ألى كونها دولة أصيله لديها ما يمكنها بالبقاء والأستقرار .،بل يمكن الأستناد هنا الى  القاعدة الراسخة ( أن مابني على باطل

الشباب الفلسطيني
ابناء الأرض هم الأوفياء للوطن

سوف يظل باطلا ) حتى وان تم تجميله أو تحصينه بقرارات لها شرعية التصويت في المؤسسات الدولية ،واعتبار ذلك هو حكم القانون ،حتى وان كان في مضمونه يعادي احكام القواعد الأزلية في بناء الأمم وهي التاريخ والجغرافيا . ان اسرائيل محكوم عليها. ان اسرائيل دولة مزروعه في ارض تلفظها ،حتى وان حظيت بدعم من قوى ساندتها في التصويت لأكتسابها الشرعية ،أو بمنشطات صحية ومعيشيه تكفل لها الحد الأدني من الأستمرار في البقاء،ولكن الى متى يمكن للبقاء أن يظل مستمرا مادام – أساسا- يفتقر الى الحاضنه الرئيسيه في البقاء وهي احكام الجغرافيا والتاريخ. ؟

 اسرائيل وجيل الدعوة والتوطين

ساهمت الكثير من العوامل في الدفع لقيام دولة (اسرائيل)،وان كان الحلم الصهيوني هو اضعفها،فلقد كان الحلم الأستعماري هو الأقوى والأبرز،في ترسيخ فكرة السيطره على تلك المنطقه ، في حوض البحر الابيض وعلى مقربة من شواطئه ،واكتشاف البترول في باطن الأرض ،وثروات المنطقه كافة بالأضافة الى موقعها الجغرافي ووجود قناة السويس كممر مائي حيوي . كل تلك العوامل هي التي دفعت وعززت قيام ذلك الكيان المصطنع .هنا لا يمكن ان نتجاهل الفكر الصهيوني واحلامه، ومالاقاه اليهود وصادفوه من متاعب في أوروبا بصرف النظرعن اسبابها،خصوصا في محاكمة الضابط الفرنسي (دريفوس)عام 1895 ،الذي اتهم بالخيانه ،وذلك بنقله اسرارا عسكرية فرنسية الى السفارة الالمانية في باريس ،وقد حكم عليه بالسجن مدى الحياة في جزيرة الشيطان في منطقة جيانا الفرنسية وان كانت القضيىة قد اخذت مجرى اّخر،بظهور متهم جديد الا ان القضية اخذت ابعادا أخرى من خلال تدخل كتاب في وزن الكاتب الشهير اميل زولا واّخرين،قاموا بتأييد(دريفوس)مثل الفنانه ساره برناره مما احدث انقساما في المجتمع الفرنسي ،خصوصا بعد تبرئة (دريفوس). ترتب على تلك المحاكمة ايضا نشاط المؤسس الحقيقي للحركة الصهيونية وهو ( تيودور هرتزل) والمؤتمر الصهيوني الأول الذي عقد في مدينة ( بازل) في سويسرا عام 1897،والذي انتهى الى المطالبه بانشاء وطن قومي لليهود في فلسطين،وحين سئل(هرتزل) لماذا تقول(وطن ولا تقول دوله)؟رد قائلا(سيقرأها يهود العالم القراءة الصحيحه،وهي الدولة وليس مجرد وطن قومي).وبدأت التحالفات،وعزز تلك التحالفات ما  صادفه بعض اليهود من متاعب في اوروبا،فأرادت اوروبا ان تزيح عن اكتافها ذلك العبء بتصديره الى الشرق الأوسط في فلسطين ،اضافة الى تبادل المصالح باعتبار اسرائيل هي القاعدة

اسحاق رابين
تصاعد المقاومة الفلسطينيه اجبره على التفاوض

العسكريه للغرب ،وقد كانت بريطانيا هي الكفيل الأول ،ومن بعدها فرنسا ،ثم اصبحت الولايات المتحده لأمريكيه هي الراعي الأساسي والحصن الذي تلوذ به ازاء اي تهديد . اعلنت اسرائيل ،وكان قادتها من الرعيل الأول دافيد بن جوريون وموسي شاريت وليفي اشكول واسحاق رابين ومناحم بيجين وشيمون بيريز ،فهم الزعماء الأوائل أو هم جيل الآباء بالنسبة لأسرائيل، الذين حلموا وتجمعوا تحت راية الصهيونية لكي يعملوا على تحقيق ذلك الحلم .أتذكر وقت ان قام الرئيس التونسي الأسبق (الحبيب بورقيبه) عام

1965 بطرح مبادرة حل القضية الفلسطينيه بالصلح مع اسرائيل باعتبارها امرا واقعا ،ان رد عليه المفكر العربي احمد بهاء الدين بالقول ( لو ان اسرائيل اتخذت موقفا مشابها لموقفك حول الأمر الواقع ماكانت قد عملت على انشاء دولة اسرائيل من جديد ،بعد ان اندثرت منذ أكثر من الفي سنه !).

كان جيل الآباء الاسرائيلي أكثر التصاقا بالمشروع الصهيوني ،ويدركون مأزق اسرائيل في البقاء ،ولذلك كان رصدهم للواقع واحكامه ،وكذلك احتمالات مخاطره على وجود الدولة أساسا ،أكثر دقة

وأبعد نظرا من خلفائهم الذين تسلموا سدة الحكم . ننظر ماذا قال مؤسس الدولة بن جوريون وأول رئيس للوزراء عن وفاة عبدالناصر(ﻛﺎﻥ ﻟﻠﻴﻬﻮﺩ ﻋﺪﻭﺍﻥ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺎﻥ، ﻫﻤﺎ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ، ﻭﻫﺘﻠﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﻓﺎﻕ ﺍﻻﺛﻨﻴﻦ ﻣﻌﺎ ﻓﻲ ﻋﺪﺍﺋﻪ ﻟﻨﺎ ، ﻟﻘﺪ ﺧﻀﻨﺎ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻪ ﺣﺘﻰ ﺃﺗﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﺧﻠﺼﻨﺎ ﻣﻨه ).وقال مناحم بيجين زعيم الليكود الأسرائيلي ورئيس الوزراء الأسبق ألأكثر تطرفا ( بوفاة ﺟﻤﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻣﺸﺮﻗﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ، ﻭﻋﺎﺩ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻓﺮﻗﺎﺀ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ،ﻭﺳﻴﻈﻠﻮﻥ ﺑﺎﺧﺘﻔﺎﺀ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﺍﻟﻜﺎﺭﻳﺰﻣﺎﺗيه) .. وماذا تعني تلك التوصيفات ،انها تعني بوضوح أن الدولة يمكن ان تكون في مهب الرياح اذا كان خصومها بتلك القوة .أي ان الدولة كفكرة مهددة بالضياع

في وجود قيادات عربيه ،يمكن ان تعمل على هدمها ،ليس بقوة السلاح فقط ،ولكن بقوة التأثير والخطاب السياسي،والجهد الدبلوماسي في المؤسسات الأقليميه والدولية ،مثل منظمة الوحدة الأفريقيه وحركة عدم الانحياز ،وذلك في الفترة الناصريه ،ومازلنا نذكر تصريح ( بن جوريون) لقد سود عبدالناصر اسم اسرائيل في العالم باعتبارها قاعدة عسكرية استعماريه للغرب في المنطقة.

دعونا نتذكر ايضا كيف تصرف جيل الآباء الاسرائيلي ومنهم بالطبع ( اسحاق رابين) وكان قائدا عسكريا ،وايضا كان رئيسا للوزراء ، وحين رأى تطور حركة المقاومة الفلسطينيه ،وما سجلته من نجاحات في التصدي للعدوان الأسرائيلي ابتداء من معركة( الكرامه ) اقدم على مهادنة حركة المقاومة والتقي بالزعيم الفلسطيني الخالد ياسر عرفات ( أبو عمار) ووقع اتفاقية أوسلو عام 1992 وهي اعتراف بوجود فلسطين التي انكروها من قبل ،وقد يقول قائل ان ابوعمار اعترف ايضا باسرائيل ، ويكمن الفارق ان اسرائيل تتمتع بميزان عسكري، قوي وايضا حماية دولية ،وايضا دعم عسكري واقتصادي غير محدود ،ولكن ابو عمارومعه شعب فلسطين كسر غطرسة القوة ،وحاول

البطل ياسرعرفات
مقاتلا او اسيرا او شهيدا

اسحاق رابين الى الارض الفلسطينيه ،وان يناضل من فلسطين ،بعد ان خاض صعوبات في القتال من الأردن أو من لبنان ،ووصل الحال ان المقاومة انتقلت الى تونس . الخيارات صعبه ،ولكن متى كان النضال ضد حركات الاستعمار سواء الأحتلال العسكري،أو الأحتلال الاستيطاني؟ يسيطا ويخضع لخيار واحد ،كانت تلك الخطوة تفتح الطريق الى النضال من فوق الأرض الفلسطينية ،وعلى ترابها ، وقد دفع ثمنها من دمه اغتيالا و استشهادا وكما قال (سينالونني أما اسيرا أو شهيدا) . في النتيجة  تم اغتيال اسحاق رابين ايضا عام 1995 في مهرجان خطابي مؤيد للسلام في ميدان ( ملوك اسرائيل) حيث اقدم اليهودي المتطرف ايجال امير على اطلاق النار عليه ،فأرداه قتيلا .

 الصف الثاني من حكام اسرائيل

الأنقسامات الأخيرة التي تحدث في اسرائيل لم تأت من فراغ ،وانما نتيجة حتمية لفراغ الحكم من جيل الآباء الذين أسسوا ،وخاضوا معارك سياسية وعسكرية لتحقيق حلم داعب خيالهم ،وتسلم الحكم جيل اّخر، لم يسلم تاريخ بعض قياداته من ألوان من الانحرافات تزكم الأنوف ،وبينهم رؤساء ورؤساء حكومات ووزراء وغيرهم كثيرون . من تلك القيادات رئيس الوزراء الحالي (بنيامين نتنياهو) وقد تقلد منصبه ذلك أكثر من مرة،بل لعله الأطول مدة من حيث عدد المرات التي حصل فيها على هذا الموقع ،ويخضع للتحقيق في جنائيتين ،وقد قدمت الشرطة توصية رسمية إلى القضاء ضده في فبراير 2018 لمحاكمته بتهمة الرشوة وخيانة الأمانة. تتعلق القضية الأولى ضده وهى معروفه باسم الملف 1000- بشبهة الانتفاع من أثرياء مثل جيمس باكر الملياردير الأسترالي،وكذلك أرنون ميلكان المنتج الإسرائيلي الهوليودي. وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إن نتنياهو تلقى هدايا من الأثرياء قيمتها الإجمالية عشرات آلالآف من الدولارات. وفي القضية الثانية المعروفة باسم الملف 2000، رأت الشرطة أن هناك فسادا في صفقة سرية كان نتنياهو يحاول إبرامها مع ناشر صحيفة “يديعوت أحرونوت” أرنون موزيس، لكي يحصل نتنياهو من

بنيامين نتنياهو
يطارده قدره امام القضاء والتاريخ

خلالها على تغطية إعلامية إيجابية مقابل التضييق على صحيفة “إسرائيل اليوم”.

ايهود اولمرت : تولى رئاسة الحكومة الإسرائيلية في الفترة من 2006 إلى 2009. بدأت محاكمته في 25 سبتمبر 2009 على خلفية اتهامات بالفساد، وكانت المرة الأولى التي يخضع فيها رئيس وزراء للمحاكمة في إسرائيل.حكم على أولمرت في 13 مايو 2014 بالسجن ست سنوات لقبوله رشاوي  متعلقة بفضيحة عقارية ضخمة في القدس  المحتلة، وبدفع غرامة قدرها مليون شيكل (290 ألف دولار)، وذلك بعد ستة أسابيع من إدانته بتهمة الرشوة في قضيتين عندما كان رئيسا لبلدية القدس.

2008 ،وقد قدم استقالته رسميا من منصب رئيس الوزراء. موشيه كتساف انتخب رئيسا لإسرائيل في أول أغسطس/آب 2000 خلفا لعزرا وايزمان الذي استقال من منصبه نتيجة اتهامه بتلقي رشوة ومخالفات فساد أخرى لم يحاسب عليها بحكم التقادم. أجبر كتساف على الاستقالة من منصبه عام 2007 عقب فضيحة تتعلق بالاغتصاب والتحرش الجنسي وإساءة استغلال الصلاحية والميزانية العامة. وفي 25 ديسمبر 2016 أفرج عنه قبل انتهاء فترة حكمه بعامين.

 الأزمة الأخيرة وتفاعلاتها

قام رئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو بتشكيل حكومته من الأحزاب اليمينيه والدينيه المتطرفه،وبناء على ذلك  توقع الكثير من المراقبين، ان هذه الحكومة ستكون الأكثر يمينيه وتطرفا في تاريخ اسرائيل،يرجع ذلك التشكيل الى فوز تلك الاحزاب في الانتخابات الأخيرة بأغلبية ملحوظه،وبذلك اصبح نتنياهو من خلال تحالفه معها ،يسيطر على 64 مقعدا من مقاعد الكنيست البالغ عددها 120 مقعدا، تشكل تلك الحكومة في اطار ظروف سياسية مضطربه تمر بها اسرائيل منذ سنوات ،حدت بالأسرائيليين الى الذهاب الى صناديق الانتخابات خمس مرات في اقل من اربع سنوات .ترتب على ذلك التشكيل ان تواجه الحكومة الكثير من المتاعب التي لا مفر من مواجهتها ،وان كان ذلك بالطبع ليس أمرا سهلا أو يسيرا. يقينا  صدم ذلك التشكيل الحكومي الكثيرين سواء من الفلسطينيين أو الأسرائيليين الليبراليين حيث أسفر عن ضم مثل تلك العناصر من المتشددَين  مثل (إيتمار بن غفير)من حزب (القوة اليهودية)  القومي المتطرف، و(بتسلئيل سموتريتش،) من حزب (الصهيونية الدينية)  اليميني المتطرف كذلك ، فكلاهما يعارض قيام دولة فلسطينية ويدعم بسط السيادة الإسرائيلية على  الضفة الغربية، مما يضيف عقبة أخرى أمام حل الدولتين الذي يؤيده القادة الفلسطينيون والولايات المتحدة والحكومات الأوروبية، في نفس الوقت أن (بن غفير)سيشغل منصب وزير الأمن،مع مد سلطتة على جهاز اّخر من اجهزة الشرطة أو بتكوين ما يطلق عليه اسم  (الحرس الوطني ) وتجري محاولة سن  تشريع من شأنه أن يمنحه سلطه مباشره على قضايا سياسية يقررها عادة مفوض الشرطه. في  جانب اّخر سيكون لحزب(سموتريتش) المؤيد للمستوطنين السيطرة على التخطيط في الضفة الغربية،مما يمنحه سلطات واسعة على حياة وحركة الفلسطينيين ويفتح الباب أمام توسع حركة  المستوطنات الإسرائيلية، وفي الوقت نفسه، يسعى (أرييه درعي) زعيم حزب شاس الديني لشغل منصب وزير المالية على الرغم من إدانته بالاحتيال الضريبي. وسيتولى الوزارة لمدة عامين بموجب ترتيب مشترك مع (سموتريتش)، الذي سيخدم في أول عامين من ولاية الحكومة

 اسرائيل دوله تاريخيا منتهيه

اسرائيل دولة مصنوعه ،وبالتعبير العامي (دوله طالعه شيطاني) اي بلا جذور ،تعادي محيطها ،وتعاند قدرها ،والأزمة السياسية الحادة التي تمر بها ،انما هي تعبير طبيعي عن نشأتها ،وقد رحل الجيل المؤسس ،وورثه الجيل العابث ،وكما رأينا أن الكثير من قادتها الحاليين مطلوبون امام القضاء ومنهم من نال حكما بالادانه،وقد سبق وان ذكرت الراحله جولدا مائير، ليست هناك قضية فلسطينيه فالكبار يموتون والصغار ينسون،ولم تتحقق نبوءتها ،فلقد رحل الكبار،والصغار يجاهدون ويقاتلون ويستشهدون،ولكنهم ماضون في طريقهم،يتسلمون راية الجهاد ،فيضيفون لقضيتهم انجازا ،ويحققون لاّمالهم انتصارا وهي انتصارات لوطنهم (فلسطين) والتي هي بمنظور دولي (أبرز حركة تحرر في العالم). أما جيل الصغار في اسرائيل الذين جاءوا ،ويريدون تحويل اسرائيل العلمانية الى اسرائيل الدينية ،فهم في غفوة كاملة . انها اسرائيل (المزعومه) كما وصفها الخطاب الرسمي العربي في الاربعينات ،ودليلنا انها لم تحصل ابدا على استقرار يمكنها ان تحلم بمستقبل واعد .وكما شهدنا في السابق بعض الوان الهجرة اليهودية الى الجنه الموعوده في اسرائيل كما صورها الاعلام الصهيوني ،فقد بدأت الدوره المعاكسة وهي الهجرة من اسرائيل  بعد ان فقد فيها الكثير من اليهود ،معنى الأمان والأستقرار ،وأحلام الغد ، واكتشفوا انهم يعيشون في ثكنه عسكرية يطلق عليها اسم دوله . قرروا الهجرة الى العالم المفتوح الذي يمكن ان يوفر لهم مكانا تنعم فيه العائلات بالأمان والأستقرار لهم ولأولادهم بعيدا عن طلقات الرصاص ،وتفجيرات الصواريخ ،وان ينعموا بالطمأنينة الى الغد  وأحلام السلام وحسن الجوار . ووفقا لبيانات دائرة الإحصاء المركزية الاسرائيلية، فقد بلغ عدد اليهود الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية وهاجروا من البلاد حتى نهاية عام 2022، حوالي 900 ألف نسمة ، علما أن الإحصاء لا يشمل أولادهم الذي ولدوا في الخارج. أما فلسطين فهي للفلسطينيين ،الذين جاهدوا وناضلوا وكانوا مثالا للتضحية وللصبر ،واحتمال الكثير من الألأم ،أنهم الأوفياء للتراب الفلسطينى،ولمعنى الوطن،ورهن وجودهم لنسيم الأرض ولعمق الترابط مع الأهل . فلسطين هي الدولة الراسخة على الأرض،وهي التي تستند لشهادة التاريخ ، ولأحكام الجغرافيا .