المصطلح الأجنبي في مسارح بلاد العرب : سطوة الماعتييون الجدد

كل الرجال من يأتون ليتفرجوا ، كل النساء ، لا يميز واحد منهم عنصر عن عنصر آخر في العرض المسرحي .العرض المسرحي كل. تجزيء العرض المسرحي لا يقع في صالح العرض. يغادرون المتفرجون وهم يتحدثون عن العرض أو العمل المسرحي أو المسرحية ، يتحدثن عن العرض أو العمل المسرحي أو المسرحية . لا يفصلون بين سوى بين النص والإخراج . ثمة من يقول أن النص كذا . وثمة من يقول أن الإخراج كذا . لا كلام على المكونات الأخرى البصرصوتية أو الصوت بصرية ، مع دخول العالم في تسونامي الحداثة الآلية ، بعد الحداثة الفكرية / الثقافية . لا أعمال جر ولا نقل ولا تكويم صخور ولا نقش ولا من يعملون في النقش ، إلا حين يريد أحدهم أن يثير جلبة، يوم الجمعة أو الأحد . يقول من يقول أن الدراماتورجيا تنقص أو أن السينوغرافيا زادت قواها عن قوى العرض . ثمة من يتكلم على مرحلة ما بعد الحداثة بالمسرح ، حين أن المسرح في بلاد العرب لا يزال أصحابه يدورن في دوائر ، ما أن يقع اكتمالها حتى تعود إلى بداياتها . لأن الدائرة هي الشكل الكامل تماماً . ما أن تبدأ حتى تنتهي وما أن تنتهي حتى تبدأ . هذا غير الكلام على المسرح الرقمي . كلام ، كلام ، كلام . لا أكثر من الكلام في الندوات واللقاءات

ابيا ، أول من استعمل كلمة سينوغرافيا في المسرح العالمي

والتراسلات وعلى مواقع التواصل الإجتماعي . يدخل هؤلاء المسرح دون تذمر ، ويتذمرون طويلاً حين يتوجه أحدهم إلى تقسيم الغرفة إلى حركيات وسرعات ، لا تجعل الجهود سهلة على المسرحي ، إذ تطعمه من التعقيدات ما يجعل أحدهم بواباً على أبواب المسرح، وما يجعل أحداهن تنظر مباشرة في عين المسرح وهي تبلغه أنها في شهر أو عام يروج لمصطلح جديد ، لأنه شهر الترويج ، حتى إذا ما فات فات المصطلح على المسرح . هذه خسارة مدوية . الكلام على المسرح يتلقاه المسرحيون كما لو أنه ثمرة المسرح . حين أن المسرح ثمرة نفسه . هكذا ، لا نزال نتوسط كلام أرسطو ويوروبيدس كما نتوسط كلام آبيا و غريغ و بريشت وغيرهم . نقول ، قال فلان . وكأن فلاناً هو من أخبره الله كيف نعيش في المسرح وكيف يعيش المسرح بنا. مرواحة اعتدنا على تفاصيلها . كلام كالنمل ، قوافل لا يعرف أحد أين ينتهي . الكلام عند النحويين هو اللفظ المفيد . ولكن كلام بعضهم على المسرح كلام شجرة ، غصن على غصن علو غصن ، إلا ما لا نهاية . كلام ينسى المسرحي أنه موجود من الإعتياد عليه . العادة تميت . العادة تقتل . أن تقع في العادة ، هو أن تراوح في شهوة أو في غلب .

بعد أن تكاثر الكلام ، وأضحى كالمظلات فوق رؤوس المسرحيين ، وقع المسرحيون في استراحة ليعودوا إلى كلام شحيح على المطلقات العربية في المسرح ، كالحكواتي ومسرح الدائرة ، الرواي، مسرح الشاطئ ، القوال . ثم ، اشتهاء كلام جديد ، لا يطرد الكلام القديم ، ولكنه يتمدد في فراشه . ركن المتكلمون مصطلحين في الأعوام الأخيرة في الصالات والندوات واللقاءات المسرحية . سينوغرافيا ودراماتورجيا . كلام بصوت منخفض ، ثم كلام بصوت عال، وجده المتكلمون كحسن الحظ في حيواتهم الدوارة على الكلام . دور يا كلام على كيفك دور . دخلوا الأماكن الساكنة بسكينتهم ، ثم دخولها كدخول المفرغ نزواته في اجتماعات العائلة . راح الكلام مذاك يدور وكأنه فتاوى ضد كفرة المسرح . كل من يرى في المسرح فلاحه في الضربة الواحدة ، كافر ، مارق ، أو محرض آدم على شجرة التفاح . بلا السينوغرافيا ، المسرح تفاحة مقضومة . بلا الدراماتورجيا ، المسرح تفاحة مقضومة. لا مسرح بلاهما. ملكة نحل وملكة نحل أخرى في منحلة المسرحيين . ولكن بما أن على الكلام أن يدل على معنى من المعاني، جعل المتكلمون على السيينوغرافيا والداماتورجيا الكلام مغلوباً في صالحهم . الكلام على هذين المصطلحين ، كلام على من هوته السينوغرافيا والدرماتورجيا . هكذا ، اصبح السينوغراف هو البطل لا السينوغرافيا هكذا ، أصبح الدراماتورج هو البطل لا الدراماتورجيا . هكذا ، كلما جرى سؤال أحدهما عن معنى المصطلح اختبأ في كوشة عقله المختبئ في رأسه الضامرة . ذلك أن الإتفاق على معناهما ودورهما في المسرح ، أخذته الأحاديث إلى الإختلاف . لا اتفاق . فلان يخبر بما يراه ، فلان يخبر بما يراه . فلان يدعي أنه حين وجد على طاولة المسرح ، وجد هو واختصاصه . الإختصاص بالسينوغرافبا أو الدراماتورجيا . أدعى بعضهم أنه مشهود له بهذا الإختصاص أثر حصوله على شهادة دراسة هذه المادة في واحدة من الجامعات الأوروبية.دراسُ السبعينيات في جامعات أوروبا يدعون أنهم يمتلكون شهادات في السينوغرافيا من هذه الجامعة أو تلك ، علماً أن مصطلح السينوغرافيا ظهر للمرة الأولى مع آبيا بالعام ١٩٥٠. بدأ غناء الهدهد بالعام ١٩٥٠، وها هي الجامعات الأوروبية تؤمن بالغناء الجديد بعد أعوام قليلة على إخبار آبيا بمصطلحه الجديد . سرعك مهولة في بلاد التنوير والتنويريين ، على الرغم من أن كلاماً

الفاضل الجعايبي، المسرحي التونسي ، اول من استعمل كلمة دراماتورجيا في المسرح العربي

كهذا يتحلى بالنفاق الثقافي . لأن الإيمان والإدارج، ليس كشري العصير ، يحتاج إلى التخوف أولاً ، ثم سماع صوت شيء ما في طريقه إلى العالم ، ثم الإنتباه إلى أنه مغامرة ، ثم الدخول في المغامرة بتجرع ما وجد كمبدأ يوضع إلى جانب المبادئ الأخرى . يعتبر المهندسون الداخليون أنفسهم سينوغرافيبن ، بعضهم لكي لا نقع في المبالغة . تسلل بعضهم إلى صالات المسرح وهم يرددون هتافات التخصص والتخصيص . وأن عدم سماع كلامهم تخبيص بتخبيص. أخذتهم حالة من السكر بالسحر الجديد ، حين وجدوا فيه موقفاً لا وظيفة .ذلك أن لا وظيفة محددة له به . ايماءة ، ثم ايماءة ، ثم ايماءة، ثم دخول في الاعتبارات الفلكونية أو العطاردية . يؤكدون ، هذا هو ما هو ، ولن يضحي غير ما هو ، وعلى العالم ، الجمهور ، النقاد ، حاملي رسائل ووسائل المسرح الملحة ، على هؤلاء أن يفهموا أن لا فكرة لديهم عن ما يجعل المسرح كاملاً لا متبايناً ، سواهم . لأنها رموز إلهية ، لا تأخذ أشكالها سوى من معدن الرأس ، معدن رؤوس من يقدمون “علامتهم الجديدة ” في المسرح ، بلغة حادة لا تنسى. لغة تخون كل من لا يجد في لغة المسرح : هذه الضربة ، أو هذه المهارة . إنهم في غرفة الفضيلة والآخر في غرفة الخطيئة ، أو في الطرف الأقصى من المسرح . إذن على الجمهور أن يُضرَب على قمة رأسه ، وهو لا يملك أية فكرة عن ما يحدث من محاولات احنائه أمام “الموض” الجديدة . واحدة من الموض المغترة، الشديدة الإغترار ،موضة السينوغرافيا، من اغترار أصحابها وهم يتكلمون عليها وكأنهم عاشوا عليها بعد أن تربوا على حفظها .هكذا،فجأة،وجب الإجلال للسينوغرافيا ، إثر تحولها إلى ما أرادوا جعلها في رؤوس المشاهدين ، وهم من يبقون رؤوسهم وأعناقهم وعيونهم مرفوعة على ما جلسوا تحته ، وهم ينعطفون إلى أزهاره المستترة واشاراته المعينة غير المتفق عليها إلا بين أفراد جماعة قررت أن ترتدي معطف السينوغرافيا . هكذا ، يدفع الجمهور إلى أن يبرم ظهره إلى كلية المسرح ، وهو يوافق على أن يُضَرب على رأسه من جديد بالسينوغرافبا ،شرط إن يجرعها بكلامهم لا بحضورها . وهو كلام عنف ، كلام تعنيف ، على الرغم من هدوء أصحابه وسمتهم الرائق.

لم أرفض تعلم تدرجات الألوان في المسرح ولا التظليل ولا الوقوف على الأطراف والوقوف في غرف المنزل الخالية أو المحشودة بالأدوات أو التوافد إلى نقاط الإرتكاز أو المساحة الفارغة ، حين انتشرت كالأعشاب في تجارب المسرح اللبناني ، بالأخص في ” فرقة الحكواتي ” اللبنانية . فرقة حصلت على جذورها من المعلمين القدماء ، لا من أرادوا أن يصنعوا لأنفسهم شهرة بارونات جدد ، وهم يملأون الهواء بالكلام المتغطرس المذهول من نفسه،ما يدعو إلى الإضطراب والنفور. المعلمون القدماء هم الرواة،من يتمتعون بقدرة اجتياز المروج في السهرات الشعبية،لا أصحاب المهنة.لأن الأخيرين أضحوا أصحاب تكشيرات لا هم لهم سوى أن توحي بأنهم إذا ابتسموا لن يعود الجمهور محمياً من هيجان الرياح في أفنية المسارح والمنازل . فقد المسرحي ضياءه مذ راح ينظر إلى الآخر وكأنه مستخدم في

روجيه عساف ملك التشكيل في المسرح ، بدون ذكر السينوغرافيا.

بلاطه . رفعُ رايات بطولة، بعد ظن ، ظن لا أكثر بأن من لا يقبل بإيواء السينوغرافيا بدروعها في مدد الزمن المسرحي ، الوقت المسرحي ، ليس اخاً ولا شقيقاً . إنه أقل من ذلك بكثير أمام السينوغرافيا الزائدة عليه كثيراً.

بالحكواتي ذات الجذور الراسخة ، لم ترسم المشاهد على امتداد أميال( مشاهد المسرح تبقى في المسرح ) ، ولم نرتدِ الملابس من جلد الثعابين أو الأسود ، سوى إلا إذا اقتضت الضرورة . ثمة ملابس حقبات . هذه من صديقات طفولة المسرح . ولم نزخرف في الإضاءة . ولم نظهر أن ثمة ما هو أهم من ما هو مهم . لا مادة أهم من مادة . هذا دستور المسرح . لأن إدراك المجموعة أن الفصل بين العناصر سوف يقود إلى الهزيمة ، ثم إلى التحطم . المسرح مكونٌ واحد. المسرح كونٌ لا ينتظر شيئاً من ضابط شرطة مسرحي يقوم على مراقبة أدوات المسرح و الجماليات المسرحية . المسرح سحابة تدفع حتى تتجه إلى حيث تدفع ،إلى لوحات ومساحات شديدة القرب من الأشجار ، قدر الإستطاعة ، حيث تنشد إلى موسيقاها وهي تتحرر من الشروط والشروط المضادة . لم نتكلم يوماً على سينوغرافيا ( حازت مسرحية الحكواتي ” أيام الخيام ” جائزة افضل عمل مسرحي متكامل بالعام ١٩٨٣ في أيام قرطاج المسرحية ، بعد أن قدمت مسرحيتي”بالعبر والإبر” و “من حكايات العام ١٩٣٦)، وهي مصطلح مترجم في المسرح العربي لم تجر ترجمته حتى الآن بما يلحق بالمصطلح بأشواطه . ثم الإفادة من هذه الأشواط.لأن أحداً( على الأرجح )لا يعلم علم اليقين هويته.وما يجري ( عذراً) محاكاة مضحكة لواحد من المصطلحات الدارجة مؤخراً دروج القراءات الفلكية على القنوات التلفزيونية ، عند نهاية كل عام . لا كلام محدود ولا محسوب جيداً للعمل المعني. استحضار مصطلح،صفة لا توجد بالعربية ، لأن العرب لم ينوجدوا بعد في حقولها ، إذا ما وجدت هذه الحقول.

الاتفاق على الخلاف حول المفهوم ، سوف يخفف من الام الجلود المسلوخة ، لمن يروجون للسينوغرافيا كفن مستقل . ولمن يجدونها كلوحة الكانڤا، لا تسلم إلى الهة المسرح إلا كوسام انتصار. إنهم من يرغبون في أن تبدأ رواية المسرح من روايتهم . هذا مستحيل . لأن من يدخل المسرح يدخله من بوابات المسرح لا بواباته . المسرح عالم ، مغامرة ، عالم مغامر ، عالم مغامرة ، لا مصطلح ولا اصطلاح . الأخير يقضي على المغامرة التجريبية في المسرح. وهذا ضرورة . من يريد أن يبدأ رواية قصته في المسرح على حدة أو تسجيل دخوله في مغامرة المسرح ، وهو لا يمتلك حججه الدامغة ولا لغته المحددة، سوف يجد نفسه مضطراً إلى أن يحدد المصطلح وأن يعبر عن فكره ومخيلته.لأن للمصطلحات فكرها ومخيلتها . لأن الفكر كالحياة ، إذ يولد ويموت . والمخيلة كالحياة تولد وتموت .

لا شيء موضوعي في طرح السينوغرافيا بهدف اختراق السياجات المسرحية ، من قوى الإخراج إلى جسد الممثل ذي الموسيقى الداخلية .ولا إلى فضاء المسرح اللولبي ، ما لا يتوقف عن الإرتقاء، ما دام جزء من ذراع العمل يلوى ويطوى في ورشة لا تميز فيها الأدوات . تدلت قطع الخشب الرخيصة الثمن على خشبة” أيام الخيام” ، لتقع الروايات المنقولة عن ألسنة الناس في قطافها بعيداً من طفولة المادة . لم يبدُ الإحباط على أحد وهو يرى كيف تمكن الإخراج من الحصول على هذه الفكرة ، وكيف التفت الأجساد عليها بعيداً من المحاضرات والتنظيرات . المدهش أنك حين

من مسرحيات منصور الرحباني / لا ذكر للسينوغرافيا على ملصقها

تنزع الخشب الرخيص عن المنصة ، تحس وكأنك تنزع شيئاً من نفسك . لأنك لا تتذكر سوى أنك في الليلة الفائتة لم تنزعج من لمسها أو اقامة الجدال معها وهي تؤلف الأحياء والمنازل والساحات والشرفات ، وتقدم ما يغذي العين ، لا ما يسرها فقط . لا علاقة للأمر بالتزيين . حين ركزت أريان منوشكين مسرحيتها عن الثورة الفرنسية في بنية ثلاثية ، لم تتحدث عن سينوغرافيا . لأنها لم ترد أن تقصي مسرحها عن مفهوم المسرح . مسرح كل شيء فيه على علاقة بالمشاعر وبايقاع الزمن واكتمال الشيء بالآخر. وحين قدم جوليان بك وجوديت مالينا “الليفنغ تياتر ” في غرف الجلوس في المنازل لم يتكلموا على سينوغرافيا . وحين تكلم بروك على المساحة الفارغة ، لم يجد الكلام على السينوغرافيا حاجة ملحة . وحين شاهدت بستان الكرز لبروك نفسه في ” البوف دي نورد ” لم يتجه بروك إلى الكلام على السينوغرافيا واستلهامها من هندسة المكان التاريخي مع ممثله المدهش ميشال بيكولي . وحين قدمت البريد أند بابيت ( خبز ودمى ) عروضها الاحتجاجية في اميركا لم يجر الكلام على سينوغرافيا . السينوغرافيا تحرر من السينوغرافيا ، تحرر من فرضها كمصطلح في فؤاد المسرح وعلى جوانبه . لأن طرح السينوغرافيا كما يطرحها الطارحون ، تقديم مستعمرة في المدينة . سوف يجد من يدعي السنغرفة في الكلام على الفرق بين السينوغرافيا والمنظور البؤري في المسرح ( La perspective ) مؤامرة . لأنهم يجدون فيها شخصية في شخصية المسرح . حين أن لا شخصية في المسرح سوى شخصية المسرح . لا إذا اراد أحد أن يدوس احداً في عمل مسرحي . والعمل المسرحي لقاء .

فجأة وُجِدت هذه الفكرة في المسرح . المحزن ، أنه كلما جرى الحديث عنها جرى إبهامها أكثر . لأنها تقدم كالإبهام المرفوع في وجه الآخرين . مصطلح أجنبي لا يزال موضع خلاف ، كما لا تزال المصطلحات الأجنبية الأخرى موضع خلاف . كالدراماتورجيا. هذا مصطلح حديث الإستعمال عند المسرحي العربي ولا يزال يحتاج إلى الدقة في تفسيره . تكلم عليه جلال خوري حين عاد من رحلة بمنحة إلى البرلينر انسامبل. واختفى ليندلع مرة أخرى ، حين جاءت فرقة المسرح الجديد الى لبنان لتقدم فاميليا . اذاك قرأ الداخلون إلى الصالة : تأليف ودراماتورجيا. . مذاك تحول المصطلح إلى مصطلح موغل في القدم من من يفهم ومن من لا يفهم ، بدون تخزين المقدمات والعناصر والتفاصيل اللاحقة .

ما على أحدهم سوى أن يطأ العشب الباسق حتى يلحقه الآخرون بالتنهد لا بالمعرفة ( لم يستعمل هذا المصطلح في لبنان لا مع روجيه عساف ولا ريمون جبارة ، شكيب خوري ، جلال خوري ، انطوان ولطيفة ملتقى ، ال الرحباني …) . لم يقل أحد ، على حد علمي ، أن للسينوغرافيا والدراماتورجيا أخوة . لأن بعض المسرحيين ميالون إلى حروب الإنفصال ، يسبقهم الطارئون والضالون . لا يزال العرب يتكلمون على مسرحية البخيل لمارون النقاش كأول مسرحية قدمت في العالم العربي . لم يعن أحدهم أن يبحث ليكتشف أن ما قدمه النقاش “أوبرا بوڤا”لا مسرحية . أوبرا هزلية من ميل العرب إلى الهزل .

ما يحتاجه العرب الدقة ، الريشة ، رمز الدقة لدى المصريين القدامى. هي عيار الموازين في استخدام وزن الألواح . وقد سميت “ماعت “على اسم الهة الموازين . وهي تمثل بالهيروغليفية وحدة قياس الطول والعرض ( قرميدة نموذجية بطول ٣٣ سم) .وهي العلامة الأساسية للناي .

ما أخشاه أن يتحول بعض المسرحيين إلى ماعتيين بعد الإشارة إلى هذا الأمر ، وأن يقوموا بدور المرشد في هذا المجال . ما اخشاه أن نرتحل من مرحلة اليا( دراماتورج يا، سينوغراف يا، إلى مرحلة أخرى ، تشكل ولا تُكمل .