الطلاب أساس الوحدة

على مدار سنوات عشر ومسابقة الشعر والقصة القصيرة التي تجريها الوزارة تحتل مكانة رفيعة على مساحة  القطاع التعليمي بشقيّه الثانوي والجامعي، وهذا ما يدّل على أهمية العمل التي تقوم به وزارتنا لتشجيع الإبداع، وخلق مناخ من الفرص لإبراز المواهب والقدرات الأدبية على أنواعها، من الشعر والقصة القصيرة إلى أدب الرسالة، وباللغات الثلاث العربية والإنكليزية والفرنسية ذ ودأبنا في هذا المجال تحريض الشباب اللبناني على الإنخراط في رسم صورة حقيقية للبنان الثقافة والإبداع والحرية…

أتوجه بدوري إلى مدراء المدارس والجامعات إلى توجيه شباب الغد،وذلك بحثّهم على المشاركات وتوسيع اهتمام طلابنا بالنشاطات اللاصفيّة والرياضات الذهنية والبدنية، وإنشاء أندية للتعارف والإبتكار داخل حرم المدارس والجامعات، تمهيداً، لتفعيل  الحوار والتفاعل والإبداع…

وما أتمناه علكيم أيها الشبان والشابات أن ترسو فكرة اللغة الواحدة التي تجمع ولا تفرّق، تبني ولا تهدم، فالهدف من هذه المسابقة إلى جانب الإبداع هو التركيز على لغتكم الأم لتعبّروا بها أصدق تعبير بها وعنها – فالعاجز عن التعبير بلغته الأم سيفشل بالتأكيد عن التعبير بلغات أخرى مختلفة مهما اجتهد فيها…

وإلى ذلك، أدعوكم إلى أن تكونوا أنفسكم قبل أي شيء آخر، تاريخكم، ذاكرتكم، بيئتكم، التي مهما وجهّنا اللوم لها، ومهما حاولنا إنتقادها تبقى وجودكم ولا يكون انتصار إلاّ من خلالها، فإذا كانت ثورة الإتصالات قد فعلت فعلها خلال عشر سنوات مضت، فإن ذلك لا يجعلكم تستقيلون من تراثكم وهويتكم وانتمائكم…

أنتم ركيزة لبنان الأساسية، ولا يمكن مجابهة التحديات الكثيرة على بلدنا إلاّ بعقول شابة تسعى إلى حفظ ذاكرتها، وتحقيق كيانها، المبني على المعرفة، والجمال، والحب والإبتكار واحترام الآخر، وبغير هذا المفهوم تنعدم الرؤية أمامنا وتتشتت أفكارنا وتسقط عن أجسادنا كل الأسماء والمعاني.

أيها الأحباء ،

أن الحرب الناعمة أشد فتكاً من الحروب التي تعرفونها، فالمعلومة الخاطئة والبيان الملغوم يؤدي إلى فوضى عارمة وغرائز مستباحة فلا تتسرعوا بل كونوا صبورين على الفكرة، واعملوا بها نضجاً وعقلنةً وتحليلاً، واعلموا أن الحقيقة ليست ما تراه عيونكم…