العراق… إلى أين؟

 نوعان من الناس من يمسك بيده مقادير العالم
نوع يخترع الأزمات… يخطط لها.. يتحايل بكل الوسائل… لايجادها وتعبئة الرأي العام لتنفيذها بصياغتها بشكل يقنع الكثيرين وكأنها المنفذ الحقيقي لكل مشاكلهم ابتداءً من لقمة العيش المغموسة بالدماء وليس آخرها شن الحروب وتهجير المجموعات البشرية واستغلالها كي تتراكم ذخائرهم المالية التي لا نهاية لها.

ونوع آخر يقوم بتنفيذ هذه المخططات واضفاء الشرعية لها. السياسة وقطاع المال والعمال وحتى المبادئ والقيم الانسانية كلها معرضة للنزيف واستغلال البسطاء لتبنيها والباسها الثوب الديني إن اقتضى الأمر.

بين هذا وذاك وقع العراق في كماشة السياسيين الذين غدروا به وخانوا الثقة التي أولاها لهم الشعب المتطلع لانفاس الحرية والرفاهية التي يستحقها.

بلد فيه كل الامكانيات التي تجعل الناس يعيشون بيسر ويرتقون ثقافيا وصحيا واجتماعيا وبامكانهم التطلع لمسايرة ركب الحضارة التي انتزعت منهم عبر قرون الاستعمار والتخلف المتعمد… ليفاجأوا بحكام كل همهم القفز على ظهورهم ونهب خيرات البلد وافقارهم بكل المعايير… فلا عجب ان ينتفض الشباب ويتظاهرون ويعتصمون في الساحات وفي المدن الرئيسية ابتداءً من البصرة في الجنوب وامتدادا الى الوسط والشمال… وقد ترجموا مطالبهم بالآتي:

أولا ـ الغاء مجالس المحافظات والمجالس المحلية والغاء كافة الرواتب التقاعدية الممنوحة لهم.

ثانيا ـ الغاء الرواتب التقاعدية لرؤساء الجمهورية والوزراء ووكلاء الوزراء والمدراء العامين.

ثالثا ـ الغاء مكاتب المفتشين العامين ولكل الوزارات كونها تغطي الفساد والمفسدين وتتقاسم السرقات معهم.

رابعا ـ الغاء هيئة النزاهة وكافة مكاتبها في كل المحافظات كونها تتستر على الفاسدين وتغطي عليهم.

خامسا ـ الغاء الرواتب التقاعدية لكل اعضاء البرلمان السابقين.

سادسا: اعفاء مجلس ادارة مطار النجف وتقديمهم الى قضاء عادل وارجاع ما تم سرقته من قبل كل المفسدين.

سابعا: تشكيل محكمة من قبل الشعب تتولى محاكمة كل المفسدين وسراق المال العام.

 وقد اضيف له… المطالبة بضرورات الحياة… الماء؟؟ الكهرباء؟؟ الصحة؟؟ والغذاء؟؟

كما رفض المتظاهرون ان يتدخل )رجال الدين!!( أو يشاركوهم الاعتصامات مما يؤكد وعي الشعب ان الاساليب الطائفية لم تعد تنطلي عليه.

ندعو الله ان يحقق للصامدين آمالهم في عراق حر يمتلك ارضه وخيراته دون دخلاء يستغلونه