حكاية أزمة عصفت بلبنان

معن بشور

كانت الأجواء العامة في لبنان، كما المنطقة، ملبدة يوم 13 أيلول/سبتمبر 1993، يوم توقيع اتفاقية أوسلو بين منظمة التحرير وحكومة تل ابيب، في وقت كان الاتحاد السوفياتي ومعسكره قد انهار، والعراق قد تلقى ضربة عسكرية قاصمة في الغزو الثلاثيني عام 1991… وكبار المسؤولين في لبنان يتباهون بمكالمة هاتفية طويلة أنعم عليها بهم الرئيس الأمريكي كلينتون… فيما احتفالية التوقيع في حدائق البيت الأبيض حضرها الجميع من ممثلي الدول العربية والأجنبية.

في بيروت وحدها، وكالعادة، قرر جمهور المقاومة أن يخرج بمسيرة تعلن رفض أوسلو، فيما الجميع كان بين مهلل للاتفاقية المشؤومة أو حذر في مواجهتها…

كان القرار في مجلس الوزراء هو منع التظاهر وكان على وزير الداخلية بشارة مرهج وقائد الجيش العماد اميل لحود أن ينفذوا بالرصاص قرار المنع…

لحود غادر اليرزة معترضا… فيما حاول مرهج مع رفاقه منع المواجهة الدموية عبر اتصالات مع كل المعنيين… لكن وقعت الواقعة وكانت مجزرة جسر المطار… ليعلن الوزير تعليق مهامه كوزير للداخلية حتى يجري التحقيق… وشهد لبنان أزمة سياسية حادة مرتبطة هذه المرة بموقف وزير رفض أن يتنكر لمبادئه الوطنية والديمقراطية…

قصة تلك الأزمة التي استمرت عاماً كاملاً حتى إبعاد مرهج عن الداخلية، بكل تفاصيلها وكواليسها، تقرأها في كتاب »كهوف السلطة: تجربتي في وزارة الداخلية« للأستاذ بشارة مرهج الصادر عن »دار سائر المشرق« ويوقع في معرض الكتاب في السادسة من مساء الخميس في 6/12/2018…