سباق التفوُّق

العالمُ حولنا يُسرع الخطى لسباق محموم بتدافع بالمنجزات والافكار والتكنولوجيا المتطورة… يخطط لعشرات السنين القادمة.

كلُ يبحث عن الأفضل والاجود في كل مدارج العلوم.

فالبلد الذي يخرّج عالمِاً فذاً كل سنة يطمح ان يُخرج مثله كل شهر أو كل يوم ليرقى البلد لمرتبة أعلى من غيره.

سباق كسب المعارك لم يعد بالقوة العسكرية كما في القرون السابقة، بل اختراق العقول هو السلاح الجديد..

الدهشة في التعليم المتطور منذ الصغر والتركيز على انتاج علماء وليس لتخريج طلبة قادرين على تكرار ما يتعلمونه من الاساتذة بمقدار ما يختبرونه أنفسهم ويتوصلون له بالتجربة والبحث.

وسائط نقل تتجاوز المألوف وبسرعة متزايدة كل يوم تختصر المسافات وتضيف زمناً أكثر يتسع لانجازات أعظم سباق في غسل الادمغة وتوجيهها الوجهة التي يريدها من يشاء السيطرة على مقدرات شعب وأمة ما زالت خارج حلبة السباق هذه وأكثر، إشعارهم بالاحباط والخذلان النفسي وبأنهم شعوب لا قدرة لهم على اللحاق بركب المتسابقين.

من هنا كان لا بد ان تسقط الأقنعة التي كانت زمناً طويلا ملاذاً للمستعمرين والذين يحتلون بلادنا من شرقها لغربها… ليس بالسلاح فقط، وانما بالسيطرة الفعلية على كل مفاصل حياة الأمة العربية.

لم نستغرب ان يزور مسؤول اسرائيلي كبير دولة عُمان، ولا أن يشارك فريق رياضي اسرائيلي أو اكثر البحرين أو الامارات أو قطر… ولن نستغرب أن يجتمع كل الرؤوساء والمسؤولين للدول العربية بكل المسؤولين الاسرائيليين ويعلنون لهم الولاء والطاعة بحجة )السلام!!( وينفذون ما هو عمليا في صالح اسرائيل ودول الاحتلال أجمع. فهو مخطط متفق عليه لاشعار الشعوب العربية أنهم غير قادرين على اللحاق بالركب الحضاري.. وأن كل ما عملوه سابقاً وما يودون عمله الآن غير ذي فائدة.

ورغم كل شيء فالشعب العربي طاقات لا تقل أهمية عن غيرها من شعوب العالم ان لم تتفوق عليها.. وأبسط مثال لذلك هو… فعل المقاومة الذي يتصدى له شعب فلسطين الحر الذي يفجر الكثير من هذه الطاقات ويُذهل المحتلين.. فكل ما ازدادوا شراسة في الجرائم التي يشنونها على الشعب الفلسطيني ازدادت وسائل المقاومة والتحدي وظهر ابداعهم في التصدي لهذه الجرائم.

ولن يخضع شعب العراق ولا الشعب السوري أو الليبي ولا أي شعب في كل البلاد العربية لحروب )الاحباط( هذه بل سيجدون وسائلهم الذكية لفعل المقاومة وسيشهد عليها التاريخ.