“شيّم العُرْبي وخُذ عباته” 

     لم أكن في يوم ممن يتناولون الدين في أحاديثهم او حساباتهم في الحكم على الناس او المواقف ،، الا ان ما يحدث الان على الساحة العالمية وعلى المنطقة العربية بالأخص يدفعني كما دفع غيري لعدم السكوت .

  كل الأنظار اتجهت للعراق بسبب زيارة ( بابا الفاتيكان ) له ،، وكلهم أمل ان تكون فاتحة خير وأمن وسلام لهذا البلد الذي عانى أهله منذ عقود من الالم والتشرذم والقتل على الهوية ولاكثر من الاحتلال ،، إبتداءً من أمريكا وبريطانيا ثم ايران وتركيا واجناس اخرى ،، كلٌ يدّعي انه جاء لمساعدة العراقيين !! والمضحك المبكي انهم كي يساعدوهم اعملوا فيهم قتلا وتشريدا ونهباً لخيرات البلد الذي “كان من أغنى بلاد الله” حتى اصبح أبناؤه يلتقطون طعامهم من المزابل وحتى اصبح عالِمُهم متسولا لا يجد له مكاناً في جامعة او مركز علمي هو أهل له .

الكل فرح حتى بدأ الحديث عن ما يسمى ( بالديانات الإبراهيمية ) وبدعوة كل من يحب نبي الله ابراهيم عليه السلام للمجئ للعراق والحج اليه !!!!!

نعلم ان الدين من الله وان الديانات التي بعث الله بها رسله للبشر هي ( ديانات سماوية ) ولا يمكن تسميتها باسم احد أنبيائه مهما بلغت قيمتهم وقدسيتهم فالله فوق الجميع . بعثهم مبشرين ومنذرين ( إِلَّا تعبدوا الا الله ) وان تؤمنوا إنكم اليه عائدون ، وان يوم الدين او القيامة هو يوم ( الحساب ) فمن عمل صالحا فله الجنة ومن اساء فجزاؤه عقاب من الله شديد .

فلماذا الادعاء بديانات ( إبراهيمية ) ؟ ،، النبي ابراهيم ” عليه السلام ” اب وجد كل من وصلنا علمهم من الأنبياء والرسل ،، نحبه جميعا ونؤمن برسالته التي انعم الله عليه بها ( ان اعبد الله وحده ولا تعبد الأصنام )

ان كان قد وُلد في العراق او اي بلد اخر فلا يعني ذلك ان من حق شعوب العالم احتلال هذا البلد وتشريد أهله ولا يحق لاتباع احد الديانات السماوية — اعني اليهود الإسرائيليين — ان يتمددوا على الارض العربية بحجة اتّباعهم ابي الأنبياء ” ابراهيم ” عليه السلام

نؤمن ان ارض العرب للعرب ،، بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية والعرقية ،، فالعروبة ليست بنقاء الدماء إنما بالانتماء وحب البلاد العربية والاخلاص لها وخدمتها ،، اما الدين فهو لله خالصا من شوائب الدنيا .

 يقول المثل العراقي ” شيّم العُرْبي وخُذْ عباته ” وهذا ما نراه الان من كل أنحاء العالم في اضفاء قدسية على منطقة معينة في العراق والمديح لآثاره وعلومه القديمة واختراعهم القراءة والكتابه والطب والهندسة والنجوم ،، وكأن العراق قد اُكتُشِفَ الان !!! ماهو الا كهذا المثل ،،، امدح العراق والعراقيين وأسلبهم حريتهم وارضهم وأصالتهم والاهم،،،،، عروبتهم .