لئلّا يسقط من الصّوت كَفن

أناديكم من تحت أنقاضِ الفَجيعة

بِصَوتٍ مَردوم

بِصَوتٍ مَسلوب

يتسلّقٌ حبائلَ حنجرتي

في عتمةِ وحدةِ حنجرتي.

يتكسّرُ لحظةَ الصّمت

ولحظة العَويل،

يتكسّرُ كَموجِ بحرِ غزّة

كَقوافل الدّمِ في غزّة

ونبوءاتِ عهد الدّم.

أناديكم

فَيسقط من الصّوتِ كَفنٌ

ومن الرُّوحِ كفنٌ

ومن الأَدعيةِ شجنُ المآذن.

تَعبرُ الأشباحُ فوق صوتي

تُغير الطائراتُ على صوتي

وتتّسع ظلالُ العُواء.

ذئابٌ في ليل غزّة

تَقتات ممّا تبقّى

ممّا تَساقط

من ولائم عدالة الأرض.

ذئابٌ في أرحامِ النّبوءات

نبوءات عهد الخراب

ذئابٌ في أرض كنعان.

أناديكم، لئلّا تدور الأرضُ وحيدة

ويزهر الرّكام،

لئلّا ينبت على صوتي

نواحُ اليمام.

اعبروا بِخفّة صغار العصافير

لئلّا تَدوس أقدامُكم الجرح،

اعبروا بِرفقِ اللّيالي الحزينة

وبِرِقّة غمامات تشرين،

لئلّا تبعثروا ردم الذّاكرة

فأعيد ترتيب الوجع.

اعبروا لأتوقّف عن النّداء

ويبدأُ الحِداء

على بوّابات المدينة

فلا يطأ الغزاة

آخر أنفاس السّكينة.