يوم من التاريخ – دعوة للمستقبل

معن بشور

لم يكن يوم الأول من حزيران 1972 يوماً عادياً في حياة العراق والأمة العربية، ففي ذلك اليوم جرى تأميم شركات النفط الأجنبية في العراق، وتم تطبيق شعار «نفط العرب للعرب» الذي رفعه ملايين العرب على مدي سنوات.

كان الأول من حزيران تعبيراً عن إرادة وطنية وقومية أختزنها العراقيون على مدى عقود، ونفذتها قيادة وطنية وقومية، لا يستطيع حتى أشد معارضيها أن ينكر عليها هذا الإنجاز التاريخي.

ويكتسب هذا اليوم الذي سخر فيه العراق ثروته النفطية لمشروع تنميته الوطنية، ودعم أشقائه العرب، أهمية إضافية حين نرى اليوم كيف يجري تبديد الثروة العربية في حروب بينيه وتغذية فتن وإشعال حروب وتزويد خزانة ترامب بأموال تغطي عجزها، فيكتشف العربي الفرق بين الإرادة المستقله والإرادة المرتهنة…

ونحن في لبنان اليوم، مدعوون لامتلاك إرادة وطنية تتيح لنا فرصة التزود بالنفط من العراق عبر أنبوب كركوك ـ طرابلس وعبر تشغيل مصفاة النفط في عاصمة الشمال فنوفر على خزينتنا اموالاً تشكل نسبة عالية من عجزها، وتتيح لاقتصادنا فرص نمو حقيقي لا يتحقق إلا بالتشبيك التكاملي مع دول شقيقة مجاورة، عربية وإسلامية، وفي مقدمها سورية، وهو ما يحاول ترامب و«قانون قيصر» الحيلولة دون حصوله…

ان الإنصاف والموضوعية يقتضيان الإقرار بأهمية هذا الإنجاز قبل 48 عاما الذي واصل معركة تاريخية بدأت يوم تأميم قناة السويس عام 1956، وهي معركة، ما زالت مستمرة مع مقاومي أعداء الأمة، بل إن هذا الإنصاف والموضوعية يقتضيان العمل من اجل استعادة العراق العربي المسلم الديمقراطي الموحد المستقل صاحب الرسالة المضيئة في دنيا العروبة والإسلام والذي يتشارك كل أبنائه، وبعيدا عن أي تدخل خارجي، في تقرير مصيره وإدارة شؤونه.

العدد 106/تموز 2020