اللغة بين فعالية التصوير والإشكال 

المترجمة الألمانية كورنيليا ستيوارت…

بيروت – رنا خير الدين

الترجمة من وإلى اللغة العربية ليست بالأمر السهل على الإطلاق فهي من أصعب لغات العالم وأثمرها، فمن أتقن ذلك اكتسب مهارات عالية وحقل شاسع من المفرادات والتعابير، لكثرة البلاغة فيها والتنويع اللغوي. وضمن حقل الترجمة على وجه الخصوص ثمة ثلاث أضلاع رئيسية، وهي؛ المترجم، الكتاب ودار النشر. وكلٌ منهم يحتاج إلى دراسة عملية تقوم على أساسيات العمل من شقّيه اللغوي والإنساني. لذا من هنا ولأهمية التواصل الأدبي والثقافي بين اللغات والحضارات كان لـ”الحصاد” حديث خاص مع المترجمة المحلّفة للشؤون القضائيّة في مقاطعة الراينلاند بفالس في

المترجمة الألمانية كورنيليا ستيورات

ألمانيا “كورنيليا ستيوارت” التي كان لها تجارب خاصة ومميزة في الترجمة للأدب العربي عموماً والشعر خصوصاً. حيث تمكّنت ستيورات من الولوج في الشعر العربي واستنباط معالم كامنة ومشاعر خفية وراء كل عمل تترجمه أو تدققه. كان لها العديد من الزيارات إلى لبنان للتعرف أكثر على الأعمال الأدبية لا بل التعرف على الشعراء والأدباء عن كثب في حياتهم اليومية أو لمتابعة حقبة زمنية عاشوها تتطلب دراسة معمقة قبل الترجمة.

* الترجمة العربية الألمانية، شاقة ووعرة. حيث قلت في إحدى المرات ان اللغة العربية فاتنة لكنها وعاء لا قعر له. برأيك كيف يمكن الحؤول دون استنذافها واحتوائها؟

– لا شكّ في أنّ اللغة العربيّة غنية كثيراً، فهي تحتوي على خزّان كبير من المصطلحات وفوارق دقيقة في الدلالات أكثرمن اللغة الألمانية. إذ أن هناك عدد من الكلمات الألمانيّة التي يوجد لها دلالات مختلفة في اللغة العربيّة، الأمر الذي يجعل عمليّة الترجمة غالبًا صعبة، خصوصًا عندما نحاول ترجمة المعنى بأدقّ ترجمة ممكنة. فعلى سبيل المثال لنأخذ موقع الشمس أو القمر في السماء ونرَ طرق التعبير عنه ودلالاته في اللغتين. يضاف إلى ذلك الطبيعة البلاغية للغة العربيّة القائمة على التصوير والتي تختلف بشكل كبير عن اللغة الألمانيّة المباشرة والصريحة للغاية. هذا الأمر بالذات يجعل عمليّة الترجمة صعبة وممتعة في الوقت نفسه. ومع ذلك أفضّل خلال عمليّة الترجمة التواصل مع ناطق باللغة العربيّة، وهذا ما يجعل مشروعنا للترجمة في ألمانيا متكامل كوننا نشكّل فريقًا ونعمل مع بعضنا البعض.

* مشاركتك في الترجمة العربية كثيرة، أيها الأقرب إليك ولماذ؟

– في الواقع أميل إلى القصائد التي تسلّط الضوء على مشاكل معيّنة وتقف في وجه كلّ نوع من الظلم والتمييز وتحمل لواء المجتمع والإنسانيّة. أعتقد أنّ كلّ قصيدة من هذا النوع تزرع الأمل وكذلك الإيمان بالخير وبالله قبل كل شيء. يمكن أن تساهم في جعل عالمنا أفضل قليلاً. إنّ الوضع الراهن في العالم يفرض علينا التواضع ويبيّن لنا أنّ كلّ إنسان منّا يمكن أن يصيبه القدر بأمر مفاجئ وغير متوقّع.

* بعد هذا المشوار المستمر في الترجمة، أين ترين هذا المجال اليوم خصوصاً مع ظروف جائحة كورونا التي فُرضت على العالم أجمع؟

– أعتقد أنّه من الأهميّة بمكان في يومنا هذا العمل على مواصلة هذا النوع من الترجمات، وذلك من أجل الحفاظ على التبادل الثقافي حتّى في هذا الوقت غير العادي. في هذا المجال تحديدًا يمكننا مواصلة العمل، خصوصًا أنّ مجالات ثقافيّة وحياتيّة أخرى كانت تتطلّب الاحتكاك البشريّ المباشر، مثل المسرح والمهنة، ليست ممكنة في الوقت الحاضر. كثير من الأمور تجري الآن من دون الاتصال البشريّ المباشر وانتقلت إلى العالم الأثيريّ الرقميّ. وهذا لا يشكّل مشكلة كبيرة بالنسبة إلى لأعمال الترجمة، بل على العكس من ذلك قد يؤدّي الأمر إلى عمليّة انتشار أكبر.

التكيّف بين العربية والألمانية

* هل القصيدة العربية بخير؟

– لا أعتقد أنّه يمكن الحديث عن “قصيدة عربيّة”. ففي النهاية لكلّ شاعر طريقته الخاصّة في التفكير والكتابة وإيصال ما يريد. ومن خلال هذه الطريقة يُظهر كلّ شاعر شخصيّته ومزاجه النفسيّ واهتماماته. ولكن يمكن للمرء أن يقول بشكل عامّ إنّ الشعر العربيّ يختلف عن الألمانيّ في أنّه أكثر عاطفة مع كثير من الصور والاستعارات. وهذه طريقة غير مباشرة ? تضمينيّة في الكتابة، في حين أنّ الألمان مباشرون للغاية يهتمّون بالحقائق أكثر من المشاعر. بالإضافة إلى ذلك، الألمان لا يعتمدون على التكرار في الكلام أو تكرار أنفسهم، في حين نجد الفكرة تتكرّرغالبًا في القصيدة

وزير الثقافة اللبناني السابق متوسطاً الشاعر حسن م العبدلله، الدكتور سرجون كرم والمترجمة كورنيليا ستيوارت

العربيّة بألوان مختلفة، وهذا ما يدفع القارئ الألمانيّ إلى طرح السؤال، لماذا يكرّر الشاعر نفسه باستمرار. الألمانيّ في هذه النقطة أكثر عقلانيّة. أعتقد أنّه من المهمّ في الترجمة نقل هذه المشاعر بالضبط وليس جعل النصّ المترجم “متكيّفًا” مع القصيدة الألمانيّة.

لقد قمنا بترجمة العديد من القصائد التي تأخذ القارئ “الأجنبيّ” إلى عالم الثقافة الأخرى وتجعله يتطلع على عالم آخر ليس معروفًا له. وهذا أمر مهمّ وممتع كما أنّه يوسّع الآفاق. أنا شخصيّا تعجبني طريقة الرسم من خلال الكتابة، حتى ولو لم يكن الأمر سهلاً أثناء الترجمة، ولكن هذه الطريقة تقدّم أشياء جميلة أثناء قراءتها. كما أنّني أحبّ عمق اللغة العربيّة، وهذا العمق خلاب في حدّ ذاته وقد لمسناه لدى العديد من الشعراء الذين ترجمناهم.

ومع ذلك تكوّنت لديّ مع الوقت ملاحظة حول شعر الشعراء الشباب. ولكي أوضّح الفكرة أكثر أودّ أن أشير إلى أنّني تخصّصت في الدراسات الشرقيّة والآسيويّة ? قسم اللغة العربيّة والترجمة وتركّز محور اهتمامي على فترة عصر النهضة من الناحية الأدبيّة واللغويّة والحركة التربويّة فيه. وكنت ألاحظ في كلّ ما حمله هذا العصر من تجدّد، غير أنّ هذا التجدّد كان له جذور مع ماضي اللغة والفكر. خلال معالجة نصوص الشعراء الشباب أشعر أنّهم قد اقتلعوا من جذورهم وأنّهم يبحثون عن أنفسهم وغير واثقين منها، وهذا ما يشحن قصائدهم بشي قاتم لا عزاء له وحتى ميؤوس منه. لا أريد أن أكون في موقع الحكم على الشعر ولكن هذا انطباعي إن سألتني. في النهاية يمكن أن نسلّم أنّ لكلّ حقبة زمنيّة مواضيعها وتحدّياتها والتي يمكن العثور عليها في القصائد.

أنطولوجيا شعر الجنوب اللبناني

* تعملين حالياً على مشروع أنطولوجيا شعر الجنوب اللبناني إلى جانب دكتور سرجون كرم، كيف تنقلين واقع وتاريخ تلك المنطقة في حقبات متعددة رغم حساسيتها العاطفية؟

– بعد الانتهاء من ترجمة وإصدار الانطولوجيا النسائيّة اللبنانيّة والنجاح الذي حقّقته من خلال الدعم المعنويّ من مؤسّسات لبنانيّة وألمانيّة مثل وزارة الثقافة اللبنانيّة وقسم الدراسات الشرقيّة والآسيويّة الذي تخرّجت منه، وبعد الاحتفاء بهذه الترجمة في قصر اليونسكو في بيروت برعاية وزارة الثقافة ودعم الشاعرات المشاركات،  قمنا بجلسات تقييميّة لهذا المشروع وبحث سدّ الثغرات في المشاريع المستقبليّة. فالموضوع هو ليس ما يمكن أن تفعله، بل ما يمكنك فعله كي تتطوّر. فنحن من كلّ مشروع نقوم به ليس لدينا أيّة مصلحة شخصيّة أو ماديّة، بل لدينا هدف

مشاركاتها في الترجمة العالم في عيوننا

علميّ، فمن جهة نسدّ ثغرة موجودة في قطاع الترجمة الأدبيّة من العربيّة إلى الألمانيّة على يد دارسين ومتخصصين في علم الترجمة، ومن ناحية أخرى نفتح الباب لتتعرّف البلاد الناطقة بالألمانيّة إلى كتابات إبداعيّة عربيّة. وهذا طريق طويل ما زلنا في أوّله ويحتاج إلى متابعة.

لقد ارتأينا أن موضوع الانطولوجيّات المترجمة بثيمات محدّدة يمكن أن يقدّم صورة أشمل ومكثّفة في وصف الحالة والموضوع أسلوبًا وصورًا ومعنى. طبعًا هذا لا يعني أنّنا لن نترجم شعراء منفردين في المستقبل. وهنا بدأت فكرة ترجمة أنطولوجيا أخرى تتبلور تدريجيّا. وقد وافقت على المشاركة في المشروع بعد استعراض خريطة الشعر في لبنان وبعد زيارتي الأخيرة منذ سنتين إلى بيروت وتعرّفي إلى شعراء من جنوب لبنان وقراءة أشعارهم. وقد التقينا وقتها مع وزير الثقافة اللبنانيّ وعرضنا له الفكرة وتحمّس لها وعرض كلّ مساعدة معنويّة يمكن أن نحتاجها. في الواقع ولكي أكون منصفة نحن فريق عمل متكامل في هذا المشروع، فلقد أصبحنا أربعة مترجمين بعد أن انضمّ إلينا سيباستيان هاينه، بالإضافة إلى سرجون كرم ومحمّد غازي، ومن فريق المشروع الشاعر الجنوبيّ حسن م. عبدالله الذي صدر ديوانه مترجمّا إلى الألمانيّة منذ سنتين نستشيره بالأسماء ويمدّنا بالقصائد. وأعتقد أنّ هذا المشروع سيكتب له النجاح كون الجنوب اللبنانيّ يضمّ أسماء شعراء كبيرة على مستوى لبنان والعالم العربيّ وعلى مستوى الأسلوب الجمالي والإنساني عكس ما نسمعه عن هذه المنطقة في الأخبار السياسيّة، ولأنّنا نضع القصائد تحت مواضيع تبيّن الإنسان الحقيقي في هذه المنطقة بكلّ مشاعره المختلفة أمام المعطيات التي تواجهه سياسيّا واجتماعيّا وثقافيّا كذلك. حتّى الآن أنهينا ما يقارب السبعين في المائة من الترجمة وننتظر أن تخف الإجراءات بفعل فيروس كورونا حتى نتمكّن من الاجتماع كمجموعة وتقييم ما ترجمنا حتى الآن. ومن ناحية أخرى أرجو أن تنتهي الأزمة في لبنان سريعًا لنقدّم مشروعنا بفرح وليس تحت هذا الضغط النفسيّ

مشاركاتها في الترجمة الكائن والساحر والمتكلم

الذي يسيطر على الحالة في لبنان.

* مشروع الترجمة هو تصوير لحقبة معينة، ينقل إلى العالم صورة الانسان المضطهد، المظلوم والمقاوم. هل الترجمة وسيلة كافية للتعبير عن ذلك، أم بتنا نحتاج إلى ما هو أكبر من الكلمة لنقل صورة ما؟

– أعتقد أنّ الشعر هو وسيلة للتعبير عن كلّ هذه المشاعر المذكورة في السؤال. للكلمة قدرة كبيرة على منح البشر القوّة، خاصّة في الأوقات الصعبّة. وهذه القوّة جيدّة لاستخدامها في طرح مختلف مواضيع المشاكل والاضطهاد والقمع والظلم وكلّ أنواع المشاعر ومعالجتها. وبالتالي من الجيّد أن نتمكّن من ترجمة هذه الكلمة إلى لغات أخرى وذلك من أجل خلق حوار بين مختلف الثقافات.

* ما بعد أنطولوجيا شعراء الجنوب اللبناني، ما مشاريعك؟

– سيكون هناك مشروع بعد أنطولوجيا شعراء الجنوب اللبنانيّ، ولكن الوقت مبكّر قليلا لبدء التجهيز له. سيكون هناك أنطولوجيا للشعراء العرب في أوروبا. لقد تعرّفنا عبر فعاليّات وجلسات واتصالات إلى عدد من الشعراء المبدعين الذين قادتهم الظروف إلى أوروبا إمّا لاجئين وإمّا منفييّن إجباريّا أو إراديّا وإمّا يريدون بناء مستقبل لهم خارج بلادهم. ولقد أصدر بعضهم ترجمات لأعماله، ولكن هذه الترجمات تبقى نسبتها بالقياس إلى عدد الشعراء العرب في أوروبا ضئيلة جدًا وتقدّم صورة لحالات فرديّة. نحن نرى أنّ تجربة الشعراء العرب في أوروبا يجب أن تكون مهمّة وخصوصًا أن الشعراء هنا انتقلوا إلى عالم مختلف تماما عن العالم العربيّ، تجاربهم الشخصيّة أصبحت مختلفة وعالمهم الثقافيّ والغربة والمدينة والقلق والأمل ونظرتهم إلى بلادهم من بعيد. هذه كلها عوامل لتصنع تجربة جديدة ومميّزة ولكي نرى حجم الطاقات الشعريّة العربيّة الموجودة في أوروبا وما هو الجديد الذي تقدّمه إلى الشعر العربيّ.

* أين تلتقي المرأة الألمانية بالمرأة العربية وأين تختلفان؟

– برأيي أنّ كلّ امرأة في المقام الأوّل هي امرأة – بغض النظر عن أصلها وعرقها ودينها إلخ ? تواجه التحدّيات نفسها في الحياة. والاختلافات الموجودة بين نساء الأرض هي اختلافات بحكم البيئة. وهذه البيئة يمكن أن تكون الدولة وكذلك الأسرة. فالمرأة في بلد ذي سلطة أبويّة تواجه مشاكل مختلفة عن المرأة في بلد ذي طابع ليبراليّ. وبالطبع فإنّ الخلفيّة العائليّة تلعب دورًا كبيرًا، بغض النظر عن البلد الذي نعيش فيه. وفي كل ثقافة هناك ثقافات فرعيّة لها ثقافتها وتقاليدها الخاصّة بها التي تؤثّر بشكل مباشر على حياة المرأة. والمرأة العربيّة ليست مثل كلّ امرأة عربيّة، وكذلك المرأة الألمانيّة ليست مثل كلّ امرأة ألمانيّة. أعتقد أنّ النساء أجمعين ومن مختلف المشارب لهنّ فهم دقيق لبعضهنّ البعض، بحيث لا يستطيع عالم الرجل رؤيته وإدراكه.

ترجمات

– “العالم في عيوننا” – أنطولوجيا نسائيّة لبنانيّة، إصدار 2018.

– “الكائن والساحر والمتكلّم” للشاعر اللبنانيّ حسن م. عبدالله، إصدار 2019.

– “أنطولوجيا شعراء الجنوب اللبناني”، سيصدر عام  2022.

– “سواحل منسيّة” للشاعر السوريّ جبران سعد/ السويد، إصدار 2021.

مراجعة وتدقيق:

– “هذا أنا” لسرجون كرم (ترجمة سيباستيان هاينه) 2014.

– “وطن للتهجئة” ? أنطولوجيا لبنانيّة (ترجمة سيباستيان هاينه وسرجون كرم) 2015.

– “أجمع في صدفة” للشاعر اللبنانيّ هنيبعل كرم (ترجمة سيباستيان هاينه وسرجون كرم) 2015.

– “بورتريه للموت” ? أنطولوجيا سوريّة / قصائد تحت القصف (ترجمة سيباستيان هاينه وسرجون كرم) 2016.

– “جسدي الآخر” للشاعر اللبنانيّ شربل داغر (ترجمة سيباستيان هاينه وسرجون كرم) 2016.

– “شهوة القيامة” لنعيم تلحوق (ترجمة سيباستيان هاينه وسرجون كرم) 2016.

– “سندس وسكين في حديقة الخليفة” لسرجون كرم (ترجمة سيباستيان هاينه) 2018.

– “الوجه الآخر للكون” للشاعر والفيلسوف اللبنانيّ أديب صعب (ترجمة سيباستيان هاينه وسرجون كرم) 2020.

– بالإضافة إلى ديوانين للشاعرين اللبنانييّن مكرم غصوب وزاهر العريضي (ترجمة سيباستيان هاينه وسرجون كرم) قيد الإعداد.

كورنيليا ستيوارت في أسطر

– مواليد مدينة بون الألمانيّة. حاصلة على دبلوم في إدارة الفنادق والسياحة، وماستر في الدراسات الشرقيّة والآسيويّة من معهد الدراسات الشرقية والآسيويّة في جامعة بون، اختصاص اللغة العربيّة والترجمة.

– أطروحة البكالوريوس عن لورنس العرب وكتابه أعمدة الحكمة السبعة وأطروحة الماستر عن المستشرق كورنيليوس فانديك ودوره كأحد رواد التربيّة في عصر النهضة العربيّة.

– المديرة الثانية إلى جانبي وجانب سيباستيان هاينه لمشروع ترجمة أعمال شعريّة عربيّة إلى اللغة الألمانيّة ومشرفة على أعمال التدقيق في هذا المشروع.

العدد 113 / شباط 2021