تقارير دولية تجمع على أنه من الأكثر تنافسية وتنوعاً في مواجهة تراجع اسعار النفط

لندن: جمال الجزائري

تُجمع التقارير الاقتصادية الدولية قبل المحلية على أنه فيما تواجه اقصاديات المنطقة العربية، وحتى اقتصاديات الدول المتقدمة الكثير من المخاوف والتساؤلات، فان اقتصاد دولة الامرات العربية يبدو انه يقدم النماذج والإجابات على المدى القريب والبعيد.

فقد أكد صندوق النقد الدولي على متانة ومرونة الاقتصاد الإماراتي في مواجهة انخفاض أسعار النفط والمتغيرات الاقتصادية العالمية، كما عبر الصندوق عن تقديره لرؤية دولة الإمارات 2021، وبالخطة الاستراتيجية للحكومة، وقدرتها على ضبط الأوضاع المالية.

و أشاد الصندوق بخطط تنويع الاقتصاد الاماراتي مع انخفاض أسعار النفط. وتوقع أن تسهم الاستثمارات الخاصة بمعرض »إكسبو 2020« من توسعة للمطارات والسكك الحديدية ووسائل النقل البرية والبحرية والمرافق السياحية والعقارات في تعزيز النمو الاقتصادي لعام 2017.

من جهته توقع بنك ستاندرد تشارترد أن يقفز الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي إلى 3.3 % في 2018، من 2.1 % في 2017، و2.4 % في 2016.

كما توقع نمو الحساب الجاري 4.9 % من الناتج المحلي في 2018، من 4.1 % في 2017 إلى 1.9 % في 2016.

و رجح البنك أن ينمو الاقتصاد غير النفطي للإمارات بنسبة 4 % في 2017، أي أكثر من توقعات صندوق النقد، الذي رجح نموا بنسبة 3.7 % .

و بنى البنك توقعاته على عدة عوامل وفي مقدمها زيادة الإنفاق الحكومي على البنية التحتية، ما يعزز الاستهلاك والاستثمار.

وقال التقرير، إنه يتوقع أن تحافظ دبي على زخمها التوسعي العام المقبل، في ظل تسارع عملية البناء والتطوير في المشاريع ذات الصلة بمعرض إكسبو 2020.

وأضاف أنه يتوقع أن يتحول التطوير العقاري خلال الفترة الواقعة بين 2017-2019 نحو استثمار بديل مثل التعليم، والرعاية الصحية، والمشاريع المتعلقة بمعرض إكسبو.

و في هذا السياق لفت تقرير لبنك »انش اس بي سي« نشر على منصة »آي كونكت 007« الإخبارية الأمريكية إلى معلومة لا نبالغ لو قلنا أنها مذهلة عن تطور قطاع الرعاية الصحية في دبي، حيث يذكر التقرير أنه في 2015، وبربط التكنولوجيا وقطاع الطيران المزدهر، فإن قطاع السياحة الطبية في دبي لوحدها جلب تقريبا 640 ألف سائح طبي ما انتج 400 مليون دولار .

تقدم عمراني واقتصادي في الامارات وخصوصا في ابوظبي ودبي
تقدم عمراني واقتصادي في الامارات وخصوصا في ابوظبي ودبي

تحول وتنوع اقتصادي لافت

وقد اشاد التقرير بالتحول الاقتصادي الذي شهدته الامارات وكيف أن دولة الإمارات استفادت من ثروتها النفطية، التي لم تعد تشكل سوى 50% من صادراتها، بأفضل طريقة، حيث إنها استخدمت عائداتها من النفط فى تطوير بناها التحتية، التي تعتبر بين الأفضل عالمياً في المواصلات والمناطق الحرة وغيرها، علاوة على أنها استثمرت بحكمة في العديد من القطاعات التجارية والمالية والخدمات.

وأكد البنك في تقريره أن صلابة اقتصاد الإمارات واضحة للعيان في كل النواحي بفضل التخطيط الجيد طويل الأمد.

وفي هذا الصدد أشاد صندوق النقد الدولي بخطط الامارات في تطبيق ضريبة القيمة المضافة، ابتداءً من عام 2018، إلى جانب الإصلاحات المهمة في سياسة رفع الدعم عن الوقود، وإسهام خطط الدولة وإصلاحاتها في رفع مشاركة قطاع الصناعة في الاقتصاد المحلي من 11% إلى 20% بحلول عام 2025، وتعزيز مكانة الإمارات واحدة من الاقتصادات الأكثر تنافسية في المنطقة. ونوه الصندوق أيضاً بالجهود الحكومية المبذولة في دعم قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة، خصوصاً لناحية تحفيز الابتكار وتوفير التمويل لرواد الابتكار من أصحاب المشروعات المبتكرة.و أشادت المؤسسة الدولية بالسياسات المعتمدة في رفع كفاءة استخدام الطاقة، مشيرة إلى أن إطلاق المشروعات الجديدة الخاصة بالطاقة النظيفة والمتجددة سيعزز من القدرة التنافسية للدولة، ويسهم في الحفاظ على البيئة ويدعم استدامتها.

من جانبها أكدت غرفة تجارة وصناعة دبي، في تقرير لها أن اقتصاد الإمارات يتمتع بمرونة عالية، مكّنته من تلافي الآثار السلبية لارتفاع الدولار على استقراره، لافتة إلى أن الاقتصاد الإماراتي حافظ على فائض حيوي في ميزان الحساب الجاري بلغ 4%.

وأشارت الغرفة إلى زيادة التدفقات الصافية من الاستثمار الأجنبي المباشر على مدى العامين الماضيين، وتراكم الاحتياطات عزز النمو الإيجابي للناتج المحلي الإجمالي الحقيقي لدولة الإمارات في السنوات الأخيرة.

وأوضحت الغرفة في تقريرها أنه منذ عام 2014، سجل سعر صرف الدولار ارتفاعاً بنسبة 12% مقابل معظم العملات الرئيسة، خصوصاً »اليورو« و»الين«، وأن قيمة الدولار زادت مقابل معظم عملات الأسواق الصاعدة، وأدى ارتفاع نسبة ارتباط الدرهم الإماراتي بالدولار إلى زيادة قيمة الدرهم منذ منتصف 2014، لكن ظل الاقتصاد الإماراتي تنافسيا، وجاذبا للاستثمارات الخارجية.

أفضل وجهة عربية وجهة للاستثمارات الخارجية

و قد احتلت الإمارات المرتبة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مينا والمرتبة 33 عالمياً من أصل 139 دولة، في تقرير »فوربس« السنوي عن أفضل وجهة للاستثمارات الخارجية في 2017.

وأوضح التقرير السنوي لمجلة فوربس الدولية، أن الإمارات ومنذ سنوات طويلة عملت على توفير الظروف المناسبة لتحويل اقتصادها وتجارتها بشكل عميق، ما سمح لها في ظرف سنوات قليلة بخفض اعتمادها على الطاقة بشكل لافت، إلى ما لا يتجاوز 25% من الناتج المحلي الخام.

واعتبر التقرير أن نجاح الإمارات يعود إلى مجموعة من العوامل المميزة، أبرزها اعتماد نفقات حكومية متنامية لإحداث الوظائف والتوسع في تطوير البنية الأساسية، وفتح الآفاق أمام القطاع الخاص، للمساهمة الفاعلة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية العامة، وخاصة الدور المتنامي لما يُعرف بالمناطق الحرة، التي توفر ملكية بنسبة 100% للشركات والمستثمرين الأجانب، لإقامة مشاريعهم وضخ استثماراتهم في الإمارات والمنطقة المجاورة.

واعتبر التقرير أن الإجراءات والحوافز المختلفة التي أقرتها الإمارات سمحت لها على عكس دول أخرى كثيرة، بتجاوز مخلفات الأزمة المالية العالمية بسرعة، وتضاعف نسق الإصلاح الاقتصادي والمالي، خاصة عن طريق البنك المركزي، وتدخلات حكومة أبوظبي عند الضرورة، لمرافقة النسق الإصلاحي بالإجراءات التكميلية المناسبة.

واعتبر التقرير أن الخطة الاستراتيجية المستقبلية للنمو الاقتصادي في الإمارات، القائمة على تنويع النشاط الاقتصادي، وخلق الظروف المناسبة لتحفيز الوظائف، وفرص العمل خاصةً في القطاع الخاص، وتطوير التعليم، من أبزر مقومات التحولات الكبرى التي تستعد الإمارات لخوضها قريباً.

وفي التقرير السنوي لفوربس، حلت الإمارات في المرتبة الأولى عربياً وخليجياً وشرق أوسطياً، يتبعها المغرب الأقصى في المرتبة 51 عالمياً، وعُمان 53، ثم قطر 54.

من جانبها أشادت صحيفة »فاينانشل تايمز« الاقتصادية بتجربة دولة الإمارات بالتطوير الذي شمل مختلف المجالات ونجاحها في تقليص الاعتماد على عوائد النفط في دفع عجلة النمو الاقتصادي.

وأشارت الصحيفة في تقرير لها أن تجربة الإمارات على مدى العقود الثلاثة الماضية وضعتها في مقدمة الدول المصدرة للنفط من حيث خفض الاعتماد عليه وتنويع النشاط الاقتصادي.، وأن نسبة 75% من الناتج الإجمالي المحلي أصبح خارج قطاع النفط بفضل تركيز الأمارات على قطاع الخدمات وتوسيع قاعدتها الصناعية وتطوير قطاع السياحة والضيافة والخدمات المالية.

وإلى جانب التقدم الاقتصادي أشادت الصحيفة بالأنشطة الثقافية التي شهدتها الإمارات في السنوات الأخيرة عبر إنشاء المتاحف ذات المستويات العالمية خاصة متحف »غوغنهايم« وإقامة المهرجانات والندوات الثقافية التي تسهم في تعزيز الأنشطة السياحية. واعتبرت الصحيفة نجاح دبي في الفوز باستضافة معرض إكسبو 2020 خطوة مهمة على صعيد تنويع النشاط الاقتصادي وبرهانا على مدى التطور الذي بلغته الإمارات.

ونوهت الصحيفة بالقطاع الفندقي المزدهر في الامارات، التي اصبحت لاعبا عالميا في القطاع السياحي، مشيرة إلى أن الأرقام المستهدفة في مجال جذب السياح تعكس حجم طموحات الإمارات المستقبلية خاصة عندما ترتفع إلى ما فوق 100 مليون زائر عبر مطارات دبي وأبوظبي.

ـ تقدم عمراني واقتصادي في الامارات وخصوصا في ابوظبي ودبي