ندوة تكريمية للشاعر عبد الحافظ شمص

من بيروت – رنا خير الدين

نظم اتحاد الكتّاب اللبنانيين ندوة شعرية تكريمية للشاعر عبد الحافظ شمص، قدّمت الأمسية أمينة شؤون الاتحاد الدكتورة أميرة المولى، حضرها الأمين العام لاتحاد الكتّاب اللبنانيين الدكتور وجيه فنوس، رئيسة ديوان أهل القلم الدكتورة سلوى الخليل الأمين، رئيس جمعية أهل الحرف الثقافية الدكتور علي الحاج حسن وحشد من أهل الثقافة ومحبي الشعر.

الاديبة سلوى الخليل الامين
الاديبة سلوى الخليل الامين

كان للأمين كلمة شهادة في الشاعر عبد الحافظ شمص، توجّهت له بالقول: »لكأنك من دفق الشعر..زمن ربيعي دائم، ومن الستين.بوح شعر وأنغام. لكأنك السيل العرم في ميدان الشعر..حين الستون عاماً صبوات هوى..ودفء خواطر.. وزهو مسارات. فأنت الشاعر الشاعر، حين تجاوزت الخطى مسرعاً في ميدان الشعر، فكنت الواحة الظليلة، الوارقة العطاء. روعة هي الستون..حين تلتحف زمنا تدثر بيراعك وتبارح عقلك الوازن، فكان الشعر معك نبراس طريق، تدثر شروق خواطرك، كخمائل الروض. ستون عاماً من الشعر في جعبك، صديقي الشاعر الدكتور عبد الحافظ شمص، وما مللت يوماً، ولا كلت يمناك، ولا استراحت القصية، وما جفّ المداد. ستون عاماً، والكلمات في مسك وقطر ندى، تتماهى بين الحلم والحياة، تنسج من خيوط الفجر سبائك القصائد، الملونة، بألف حدث وحدث. ستون عاماً، يا صديقي، وأنت تجوس عصور الشعر والأدب، ملتحفاً صبوات النداء العلي، الذي منحك موهبة الشعر التي امتزجت مع عبق مواسمك الغنية، التي أشرقت عطايا. فمنحت المكتبة العربية هذا الكم من القصائد المعطرة… بعبق البرفير، وعبير الأنفاس. المتكئة على بلاغة الكلمة، ومتانة لغة الضاد. وأصالة القصيدة السابحة على بحور الخليل بن احمد الفراهيدي«.

وتابعت الأمين: »لذا كنت وما زلت، الشاعر المتمكن من نظم القصيدة العامودية الأصيلة، المتماهية مع رنين خافقيك، المنبعثة ألحانها تراتيل حب للوطن«.

أبرز ما جاء في كلمة رئيس جمعية أهل الحرف الثقافية الدكتور علي الحاج حسن: »أمير في بيانه معاجم من الغزل والحب والأدب والوجدانيات والتاريخ والسياسة. غاص في أعماق النفس العاشقة فنطقت حروفه بالحب المعطّر ببلاغة المعاني وصفاء الوجدان. غزلياته ابحار في العيون بين الحنين في جمال يرسم بين رغبات، وجموح وابتسام. في التاريخ دوّن وثائق عن حركة العشائر الى جبيل ذ والجبل اللبناني ومنه، وفصّل بأسماء واحداث وأماكن، فأغنى الكتاب في روي مجريات الامور. في تتبع حركة الكر لا يترك شاردة ولا واردة الا ولج بابها ليوسمها ببصماته الأدبية المعبّرة في موقف مميز بمرام حضارية…دائماً تحمل صفحات من الصحف بقلمه وثائق عن أدباء وشعراء وأعلام وكتاب وروائيين أرّخ لهم عطاءاتهم«.

وتابع الحاج حسن: »هو في اتحاد الكتاب اللبنانيين اتحاد كامل في شخصه الجامع المحب، لم يترك في ألحانه نغماً إلا ودغدغت أوتاره فيه أحلام العذارى العاشقين واستنهضت همم الشباب وأعتقت الشيوخ من الرتابة ونفخت فيهم الفتوة وشبق الشباب..وكم أرقصت على نبضاتها قلوباً

الدكنور على الحاج حسن
الدكنور على الحاج حسن

يافعة فأينعت وحان القطاف والجنى فرحاً ودموعاً وابتسامات«.

وختم: »الدكتور عبد الحافظ شمص، على منابره تأبطر الحرف واعتلت وأسرت ألباباً واختالت جمله بإبداع يطرق الريح الحامدة الشاكرة مأواه، يدجّن هياجها فتستريح في معانيه وتركن إلى فيئه لتهمس في صفحات كتبه أسرار الحياة«.

ونهايةً، قدّم الشاعر عبد الحافظ شمص باقة من قصائده، اخترنا منها القصائد التالية.

قصيدة ما زلت أهوى

ما زلت أهوى، كابن عشرين

فالحب يسكن في شراييني

الحب يفرحني ويسعدني

الحب يشقيني ويشفيني

لا اللوم يمنعني ويردعني

 المال يشغلني ويثنيني

الله قد خلق الجمال وقد

الشاعر عبد الحافظ شمص
الشاعر عبد الحافظ شمص

زفّت له روحي، ليحييني

الحب ايماني ومعتقدي

الحب في شرعي وفي ديني

ما زلت أهوى، فالحياة هوى

أحيا به، لا بالملايين…

قصيدة حياتي

انا عشت الحياة بكل فخر

ورأسي شامخ، دون انحناء

تحملت الهموم، وعشت حراً

وكان لكل معضلة، دوائي

قضيت العمر في كرّ وفرّ

بالكد انتصرت على الشقاء

وكنت أقاوم الشر، ابتغاء

لمرضاة الاله، وللبقاء

أقاسي من صروف الدهر حينا

وحينا يذهب الخوف، اغتنائي

وتبقى ذكريات العمر عندي

محصنة بعزم الأقوياء

سأظفر بعد حين بالأماني

يحققها الإله بلا عناء

وكل الناس في الوطن المفدى

تقر بعلمنا، دون افتراء

سأحيا بعد موتي في نفوس

يخلد عمرنا رب السماء..

قصيدة ستون عاماً من الشعر

ستون عاماً مضوا في عالم الفكر

ستون عاماً وفلك الشعر بي يجري

ستون عاماً بأمر الله، في سفرٍ

بأبحر الشعر والآداب والنثر

عشت الحياة ونور العلم يملكني

يواكب الدهر يأبى قسوة الدهر

بدأت عمري بقرآنٍ، على يدها

أمي التي بغناها نورت صدري

وفي زمان النقاء اجتزت مرحلةً

فيها الكثير من الأهوال والغدر

من أقرب الناس، من أبناء جلدتنا

سود الوجوه، دعاة الجهل والفقر

بذلت جهداً إلى شدت مملكة

من العلوم، وبحر الحبر من حبري

صحافة الأمس واليوم احتوت قلمي

وكرمتني بما يكفي وما يثري