يونيسيف في زامبيا

تعتبر زامبيا نموذجاً  شديد الوضوح  للشرط الانساني في هذا العصر  حيث يتجسد الفارق المعيشي بين صالذين يملكون المال والذين لا يملكونهش. مالكوه تمكنوا، مثلاً، من السيطرة الى حد متقدم على مرض نقص المناعة المكتسبة، وفي السنوات العشرالمنصرمة تراجع عدد المصابين بالإيدز في دول العالم الاول  بنسبة تجاوزت الأربعين بالمئة . غير ان شركات تصنيع العقاقير الناجعة في ذلك المجال لم   توفر العلاج لعشرات الالوف من مرضى الإيدز في افريقيا عموماً وزامبيا بصورة خاصة  بسبب التدني المأساوي في الدخل الفردي، وخضوع المسألة الصحية لنشاط المنظمات الدولية  ذات القدرة المحدودة.

 خلف مرض الايدز في زامبيا جيلا من الأيتام . أكثر من 20   بالمئة من أطفال زامبيا احد  والديهم مصاب بالمرض أو كلاهما.  يعيش نحو 75000 طفل في  الشوارع  ، وغالبا ما تفتقر الأسر والأرامل والأيتام إلى الموارد اللازمة لزراعة ما يكفي من الغذاء.  لكن ما زالت   الملاريا هي القاتل الرئيسي للأطفال في زامبيا، إذ  يعاني حوالي 50 في المئة منهم   تحت سن 5 سنوات من سوء التغذية  وفقر الدم ونقص فيتامين أ على نطاق واسع.  ويواجه نظام الرعاية الصحية في زامبيا نقصا في الأدوية والمعدات والموظفين المؤهلين، وبخاصة في المناطق الريفية حيث يحصل 36 في المائة فقط من سكان الريف على مصادر مياه الشفة النظيفة.

الا ان يونيسيف تبذل جهوداً جبارة على اكثر من صعيد في زامبيا. بفضلها ازداد، اخيراً، معدل الالتحاق بالمدارس بعيد إزالة  رسوم   المدارس الابتدائية؛ وضاقت الفجوة بين الذكور وإلاناث في المدارس الى اقل من 1 في المئة.  لكن ثمة نقص شديد في عدد المعلمين،  مما يؤدي الى تدني مهارات   الطلاب   الأساسية في اللغة والرياضيات.

 ومن الناحية الإيجابية، تبلورت في زامبيا فكرة مواجهة وباء الايدز كنتيجة لتدفق المساعدات الدولية. وشنت  يونيسف مبادرة كبرى لشراء الأدوية المضادة للفيروسات، إلى جانب لوازم سريعة لاختبار فيروس الايدز.   في النتيجة  توفرت   برامج وقائية لمنع انتقال العدوى من الأم إلى الطفل في 110 من مرافق الرعاية الصحية.  وانخفض معدل الوفيات من الحصبة والملاريا بصورة كبيرة في السنوات الأخيرة.

 تدعم  يونيسف برامج صحة الطفل  في جميع أنحاء زامبيا، وكذلك توفر حزمة متكاملة من فيتامين أ التكميلية وأدوية ضد الديدان والتحصين وتمتين المناعة، كما شكلت  يونيسف تحالفا اجتماعيا لمكافحة العنف المنزلي وسوء المعاملة تجاه النساء والاطفال، وتنسيق حملة إعلاميه رئيسية وتعبئة مشاركة رئيس زامبيا والسيدة الأولى.  وتدعم  يونيسف برنامج التغذية في 61 مدرسة عبر البلاد. كما ركزت  على حملة شGo Girlsص لتحسين حصول الفتيات على التعليم.  ولوحظ ازدياد إقبال الشباب على مناهج المهارات الحياتية للتوعية حول فيروس نقص المناعة البشرية والوقاية من الملاريا.  كما طرأ تحسن في مجال القراءة والكتابة نتيجة لتطبيق برنامج فعال للقراءة في المدارس الابتدائية. وقامت  يونيسف بتدريب 4000 معلم و ووفرت المواد التعليمية لتوسيع هذا المنهج للمدارس المحلية المجتمعية من أجل خدمة الأطفال المحرومين.

 ساعدت  يونيسف في بناء وإعادة تأهيل مئات الآبار والمراحيض ومرافق غسل الأيدي، وتوفير المياه النقية والصرف الصحي لآلاف الأسر ومئات المدارس.  . . ولكن يونيسيف وحدها ليست سوى وسيلة لتخفيف وطأة الفقر وسوءالتغذية والامراض والأوبئة فما يحتاجه بلد مثل زامبيا هوبرنامج تنموي متكامل يشمل تحديد النسل،والتوعية الشاملة، وتأهيل المهارات المحلية، وإدارة خالية من الفساد لشؤون الدولة . . .