الكتاب هويتنا الثقافية

وزير الثقافة د. محمد داود داود

ليس يوم الكتاب العالمي مناسبة للاحتفاء به مرَّة في السنة، وإنما الكتاب جزءٌ أساسي من عالمنا اليومي الذي يُجيب على أسئلةٍ أساسية تحدِّد هويَّتنا الثقافية.. لكن العالم يضيق بمشاكله الكثيرة، حتى بات الكتاب مناسبة سنوية للاحتفاء.

من هنا تحرص وزارة الثقافة على الكتاب.. لأنها وزارة الكتاب بالدرجة الأولى، وما دعوة منظمة الإنماء الشبابي للبحث عن بناء مستقبل قارئ إلآ علامة واضحة على أن مستقبل أجيالنا هو في ضمان قراءتهم وتوسيع مخيَّلتهم كي يدركوا أن العالم حروف واحدة متّصلة ببعضها البعض لتؤلف الكتاب في فكرة في جملة، في عبارة، في بحث، في قصيدة، في لوحة، في قطعة موسيقية… وهذا الجيل الذي يجب أن يُبنى، يُخرجنا من مفهوم وطن الاستهلاك الى وطن الإنتاج فكرا وغلالا وخيرا..

وزير الثقافة د. محمد داود داود

لذا، نسعى في وزارة الثقافة الى تنشيط مراكز العمل الثقافي في لبنان Clac، عبر تأسيس مكتبات شريكة مع البلديات والجمعيات الأهلية، لمنح الفرصة أمام ناشئتنا الى تثوير العقل، وجعله مكانا للمناقشة والحوار مع الآخر.. ونحن بصدد إنشاء المزيد من المكتبات العامة. أوليس من يَفتح مكتبة يُغلق سجنا، أوليست كلمة المولى الى رسوله في كتابه الكريم  »إقرأ« دلالة على أن الكتاب هو خير أنيس وجليس في الأنام، كما يقول الجاحظ.. إن مسؤوليتنا تبدأ بالبحث عن أفكارٍ وبرامج قرائية، لتحديث الكتاب وتنويعه، بغية تحديث الكتاب العربي، وهي مسؤولية مُضاعفة تبدأ بالثقافة الى التربية الى الإعلام الى دور النشر والمكتبات العامة، لإقامة فهمٍ جديد يتواءم مع صيرورة الزمن، فلا يجوز أن يحلّ الحاسوب مكان الكتاب، ولا يمكن أن يغيب الورق عن أذهاننا وعقولنا، فهو جزء من إبداع المؤلف لتجسيد صورة البياض، فلا يمكن أن نبني أجيالنا وأولادنا وأحفادنا على وهِمٍ.. بل على كتاب.

أدعو بلدية الشويفات من ضمن برنامجها الثقافي الذي قدَّمتهُ لنا كمدينة ثقافية، أن تبدأ العمل فيه كي يبقى الفكر رائدا والكتاب هاجسا والذاكرة جزء من حقيقتنا الثقافية التي لا يجوز مَحْوها..

التربية تَبني والثقافة تَحمي.. فلنبدأ معا في تحقيق هذا الهاجس…

 

العدد 93 – حزيران 2019