أهمّيّة أدب الأطفال وتأثيره في تربية الطّفل2

بيروت من ليندا نصّار

  لقد تناولنا في العدد الماضي من مجلة  »الحصاد« وفي الجزء الأوّل من التّحقيق، أهمّيّة أدب الأطفال، وسلّطنا الضّوء على عدّة نواح منها: تأثير أدب الأطفال في شخصيّة الطّفل وتطرّقنا إلى بعض الصّعوبات الّتي تواجه هذا النّوع من الأدب في يومنا هذا. وعن أهمّيّة هذه المرحلة في تنمية قدرات ومواهب الطفل لتوسيع خياله وثقافته فيكتشف موهبته. كذلك تحدّثنا عن إهمال هذا النّوع من الأدب إلى أن تحسّن وضعه اليوم برغم كلّ المشاكل والصّعوبات التي لا يمكن تخطّيها، كما سبقأن ذكرنا، إلا بدعم من المؤسّسات الرسمية والخاصة.

من هنا وفي الجزء الثّاني من هذا التّحقيق، كان السّؤال: كيف يمكن تطوير هذا النوع من الأدب ليتماشى مع متطلبات الأطفال، ولجذبهم أكثر إلى القراءة؟

 إليكم آراء المؤلّفين والمؤلّفات: سناء شبّاني،  د. أنطوان الشّرتوني، سمر محفوظ برّاج، روزيت عدوان، ماري مطر.

سناء شبّاني:

 »جهود متضافرة تبدأ من السياسات التي تخصص الميزانية في الدراسات  والأبحاث حول متطلبات الأطفال والتحديات ووضع الخطط التي تعمل على تطوير أدب الأطفال بكافة أنواعه المقروءة والمسموعة والمرئية، منها تحديث تعليم اللغة العربية بأفضل الوسائل المتوافرة لتصبح

سناء شباني

سهلة التعلم وممتعة وعملية. إن قراءة الطفل للقصة تتوقف على مقدرته في القراءة السريعة حتى يستمتع بالقصة.

العمل على تشجيع أدب الأطفال والمؤلفين والمعدين ودور النشر أيضًا، ليتسنى للأطفال  الحصول على الأدب المقروء بسعر معقول.كذلك تشجيع الرسامين والمخرجين الفنيين الذي يعدون أدب الطفل المرئي.

من ثمّ وضع معايير في إنتاج أدب الأطفال مع المراقبة لمنع كل ما يؤذي الأطفال ويخرب عقولهم ويضعف شخصيتهم أو يسبب لهم الأذى النفسي. بالإضافة إلى تشجيع مسرح الطفل وتفعيله ودعمه حتى يصل إلى كافة الأطفال. وتشجيع أغنية  الطفل ودعمها لانتشارها

كذلك إنشاء برامج تدريب الأطفال على التفكير النقدي في اختيار الأدب المناسب لهم وتذوقه«.

أنطوان شرتوني:

»لجذب القراء الصغار واليافعين، يجب على الكاتب أن ينتبه إلى ناحية الأسلوب والمضمون إذ يختلف المضمون والموضوع ومغزى القصة بين كتب الأطفال والمراهقين، وتلك المخصصة للكبار.

وأدب الأطفال والمراهقين يتميز بوجود نيّة تربوية وبنائيّة للشخصية. وكما يجب تجنّب الألفاظ الغريبة أو الكلمات الصعبة جداً والتي يمكن استبدالها بكلمات سلسة، وتجنّب أيضاً الأساليب المجازيّة المعقدة واستبدالها بالجمل القصيرة واختيار العبارات ذات المعاني الحسية. ويعشق الطفل قصص الرحلات والأساطير والشخصيات غير الحقيقية، ويحب النهايات السعيدة خصوصاً أنه يقرأها بهدف التسلية، وعلى الكاتب إستغلال هذه النقطة وتوظيفها في التربية والأخلاق، أي إدخال درس أخلاقي في قصة فيها وحوش وديناصورات وشخصيات تحمله إلى عالمها السحري. كما استخدام التكرار غير الممّل والتأكيد غير المتكلف لتعليم الطفل كلمات جديدة وجملاً مفيدة«.

روزيت عدوان الحايك:

 »هناك نهضة أدبيّة في عالم الطّفل اليوم، فدور النّشر والتّوزيع باتت تتوسَّع في نشر قصص الأطفال، لا بل تتسابق في إصدارها ونشرها وتطويرها من حيث الإخراج الفنِّيِّ. فنجد القصص ثلاثيَّة الأبعاد كما نجد القصص الَّتي تحتوي بعض الأفكار المميَّزة من ألعاب ولوحات.

انطوان الشرتوني

بالإضافة إلى القصص الَّتي تركّز على أبطال يحاكون أعمار الأطفال ممّا ينعكس إيجابًا على تطوّر أدب الطّفل وتوسّعه. من دون أن ننسى دور الرَّسَّام الّذي يجب أن يكون بارعًا في إيصال الفكرة من خلال رسوم جذّابة قريبة من خيال الطّفل. وكلَّما انسجم الكاتب والرَّسَّام في الفكرة كلَّما أنتجا معًا عملاً ناجحًا يجذب الأطفال إليه. من دون أن ننسى الموضوعات المختارة الّتي توافق أعمار القرّاء صغارًا وكبارًا والمشوّقة الّتي تستجيب لحاجات أولادنا النّفسيّة والاجتماعيّة. فضلاً عن المغزى الأخلاقي والأدبي والعلميّ والثّقافيّ والاجتماعي«.

ماري مطر:

 »أدب الأطفال هو مجال مميّز وممتع جدًّا متى ما شغل بالشّكل المناسب، وهو مثله مثل أيّ مجال بحاجة إلى التّطور والتّحسّن المستمرّين، ومن هنا لا بدّ من العمل على عدّة أصعدة. فالمضمون يجب أن يكون عصريًّا يحاكي قضايا وحاجات الطّفل الآنيّة ولا يخلو من الخيال الّذي يبني الجمال والإبداع لديه. ومنسوج بكلمات قريبة من فهم الطّفل بسيطة بعيدة عن التّكلّف والفلسفة. وهذا المضمون يجب أن يوضع في قالب جاذب بتصميمه وصوره لتشدّ المتعلّم إلى الوغول في عالم القصّة الّتي يقرأها فيزداد حماسة في المتابعة. ولمّا صار عصرنا متطوّرًا لدرجة

أن تسيطر التّكنولوجيا على عقول الأطفال صار لا بدّ من توجّه سليم لدعم القراءة حتى من خلال التّكنولوجيا ذاتها حيث عمدت الكثير من الدّور إلى تأمين القصص الالكترونية وبدعم من بعض المواقع. ولكن هذا لا يكفي فلا بدّ من حملة قرائيّة قويّة على نطاق العالم العربي كلّه من خلال السّباقات والأنشطة المنوّعة والمكافآت والمحفّزات وإقامة المعارض وغيرها. وقبل كلّ هذا لا بدّ من فريق عمل ناشط ومحبّ ومبدع ومؤمن بدور القراءة وأهمّيتها  لكي ينجح بإيصال هذه الرّسالة«.

سمر محفوظ براج:

 »يمكن ذلك من خلال التطرّق إلى مواضيع جديدة قريبة من الطّفل ومن اهتماماته، وتقديمها بأسلوب سلس ولغة مناسبة، من دون الاستخفاف بذكائه. من الضّروري أيضًا الاهتمام بالنّاحية الفنيّة من رسم وإخراج. تجدر الإشارة إلى أنّه في السّنوات العشرالأخيرة حصلت نقلة نوعيّة في مجال ادب الطّفل في لبنان والعالم العربي، فقد لحظنا تطوّرًا كبيرًا فيما يصدر من كتب أطفال من حيث المواضيع والرّسم والإخراج والإنتاج ممّا جعل بعضها يضاهي الكتب الأجنبيّة. هناك اهتمام متزايد بتطوير أدب الطّفل، نلحظ ذلك من خلال ما يتمّ

ماري مطر

تنظيمه من مؤتمرات ومعارض كتب وورش تدريبيّة وأنشطة تشجيع على القراءة وورش كتابة إبداعيّة يشارك فيها الأطفال وغيرها، إضافة إلى تقديم الجوائز. كلّ ذلك يساهم في رفع مستوى الكتاب المقدّم للطّفل«.

 

 

 

 

 

 

 

سمر محفوظ براج

 

 

 

 

 

 

 

روزيت عدوان