البحث عن العدل ،،، عبر عرق يتصبب ودم ينزف ودموع تسكب 

شعب فلسطين البطل … يسطر ملحمة نضالية جديدة

انتفض شعب فلسطين وهوسيوس الارض ومالكها الأصيل ، وانتفاضته ليست احتجاجات على إجراءات وممارسات ، وإنما هي لاملاء سياسات وتصحيح إجراءات ، وهو يدرك تماما عدم التكافؤ في السلاح مع العدو الصهيوني ، ولا الدعم غير المحدود من القوى التي تسمي نفسها عظمى والتي طالما استقوت على شعوب العالم بغطرستها وأسلحتها الفتاكة ،، وهو يدرك انه سيدفع ثمناً باهضاً – لا محالة – عرقاً ودماً ودموعاً ، ولكنه يدرك ان حريته وكسب حقوقه المشروعة لا تتحصل دون بذل الغالي والنفيس وليس أغلى ولا انفس من دماء الشهداء  .

شعب فلسطين ،، العملاق العربي الابي راهن على ان يكسب معركة الحرية وان يعود الى ارضه ودياره وان طال الزمن وكثرت التضحيات ، ولان الشعوب وحدها هي التي تكتب السطور الاخيرة في ملاحم النضال فقد نهض شعب الجبارين وأيقظ من حوله من شعوب العالم وكل شعب عربي في أقطار الأمة العربية ،،

فتداعت جموعها لتأييد وتأكيد الحق الشرعي للشعب الفلسطيني بأرضه وحريته وإنسانيته ومقدساته في القدس والتي ما فتئ المستعمر الصهيوني في محاولات تدنيسها وهدمها ان استطاع ،، فاسرائيل تعلم انها لا تحصى بأمن او سلام ما دام هناك شعب يبذل دمه للحفاظ على مقدساته ،،، المسجد الأقصى وكنيسة القيامة والحرم الإبراهيمي ومنازل الأحياء المحتضنة لها والمدافعة عنها مهما تحمل ساكنوها من عذابات على أيدي جلاوزة الصهيونية العالمية والمستوطنين الذي أتوا بهم من كل اصقاع العالم دون حق .

فالقدس بمكانته الرفيعة وبموقعه لدى المسلمين والمسيحيين لا يمكن ان يكون حكرا لمن يشهر سلاحه او يعلن تهديده في مواجهة من ترتبط ارواحهم قبل اجسادهم بذلك المكان المقدس .

والقضية كذلك ليست في القدس وحدها كمبانٍ وحقبةٍ مليئة بأنوار الإيمان ومحفوظة بكل ما هو طاهر يلفه النقاء والبراءة ، وإنما كذلك في التعنت والتجبر وفِي تطويع قوانين وشرائع السماء لشهوات الهوى وانتفاخ الصدور تحت التسلط والتهديد بنهش الاجساد ، هذه الملحمة النضالية الجديدة التي يطرحها الشعب الفلسطيني متمثلة ومسنودة من كل قوى المقاومة الفلسطينية بما فيها فتح وحماس والجبهة الشعبية وسرايا القدس وغيرها ،، تطرح قضايا أساسية كوضع حد للتوسع في الاستيطان وعمليات التهجير للمواطنيين الأصليين ( العرب الفلسطينيين ) . كذلك تبيّن وتعزز التطور الملحوظ في التسلّح لدى المقاومة الفلسطينية

هذا السلاح الذي ساند المواطنين في الخط الاول من النضال حول ( الشيخ جراح ) والمسجد الأقصى هو نفسه الذي ارعب الإسرائيليين ،، سكاناً وحكومة وجيشاً .

لقد تعودت اسرائيل ان تجري حروبها ضد الدول العربية بجيوشها الرسمية تحت السماء العربية وعلى الارض العربية بعيدا عن المدن المحتلة من اسرائيل ،، الا انها مؤخرا جربت نوعاً اخر من الحروب وهي حروب المقاومة إبتداءً من ( حرب الاستنزاف ) التي خاضتها مصر بعد حرب عام 1967 حتى عام 1970 حين توقفت اثر مبادرة روجرز الامريكية ،، ثم جاءت تجربة الصواريخ العراقية التي أطلقها الجيش العراقي والتي تقدر بنحو ستين صاروخا ضربت تل ابيب في غضون الحرب ( الكونية ) على العراق وان لم تعترف حينها اسرائيل بمدى خسائرها تفاديا لمشاعر الاحباط التي كانت يعيشها المحتلون الصهاينة . ثم كانت صواريخ المقاومة اللبنانية في الحرب التي خاضتها ضد اسرائيل عام 2006 ومداها المثير في ابعاده في ضرب أهداف موجعة داخل اسرائيل بل وهددت ان جرّأت اسرائيل بضرب العاصمة بيروت فسوف تقوم المقاومة بدك تل ابيب عن آخرها ،،

اما الْيَوْمَ فقد فتحت المقارنة الفلسطينية نيران صواريخها في تطور ملحوظ لحركة المعركة لجعلها مشتركة من خلال رشق المدن التي ترفع الاعلام الإسرائيلية تماما كما تقصف اسرائيل غزة الصامدة وهو ما يجعل للحروب مع اسرائيل الان نكهة مختلفة ، وقوة ردع مؤثرة ،

 ما كان لكل هذا ان يتحرك لولا عنصر الإرادة عند الشباب الفلسطيني وان لم يغب عن المعركة ( الشيوخ والنساء والأطفال ) ولا ننسى ان دولة الاحتلال الصهيوني كانت تراهن على تخلي الشعب الفلسطيني عن ارضه ومقدساته فقد ذكرت رئيسة الوزراء الراحلة ( غولدا مائير ) وهي تسخر من ( القضية الفلسطنية )

( أين هي قضية فلسطين ؟ الكبار يموتون ، والصغار ينسون ) فكان ان كذّبها الصغار قبل الكبار ولو كانت لم تُزل على قيد الحياة لشاهدت الصغار وهم يرشقون جنودها المدججين بالسلاح بالحجارة ويرفعون بايديهم الغضة علم فلسطين ومن استشهد منهم لم يترك علمه فاحتضنه وذهب الى بارئه ملفوفا به .

لقد تداعت الشعوب للانتصار للشعب الفلسطيني وهذا نصر ان كان معنويا الْيَوْمَ فنأمل ان يُترجم غدا لعمل مجدٍ يعيد الحق لاهله ( الفلسطينيين) ، كما ان ما تردد في حوارات الامم المتحدة يبرز ان الكثير من الحكومات الأجنبية قد فتحت أعينها على ما يدور في فلسطين بعد ان كان اللوبي الصهيوني يغطيها بادعاءاته بالضعف والمسكنة والتجارة بمعاناة اليهود في زمن هتلر ،، رغم ان ممارساتهم البشعة فاقت ما كان يقوم به النازيون ضدهم ، وكانهم ينتقمون من العرب الفلسطينيين لجرائم قام بها غيرهم .

اهم ما نخرج به الْيَوْمَ بعد إيقاف النيران بين الطرفين ،، انه لا يكون هناك نصر ما لم تتوحد الجهود وتتكاتف لتبلغ ما ترجوه من احقاق الحق وسحق الباطل ،،  نحن ندرك انه لم يصدر قرار بايقاف المستوطنين الصهاينه عن استفزازاتهم للفلسطينيين او محاولاتهم تهجيرهم بكل الطرق ،، الا اننا نثق انه بعد هذه المعركة ستتوحد الجهود في كلٍ من الضفة الغربية وغزة وفلسطينيي الداخل 1948،

كلمة نقولها لهذا الشعب البطل ،،، لقد رفعتم رؤوس العرب في كل مكان ،، وسطرت تاريخا بأحرف من دماء ،، وكم نشعر الحزن والاسى والخجل ونحن نراكم تقاتلون وحدكم ابشع مجرمين عرفتهم البشرية على مر التاريخ ،،، نقولها بملء الفم ،، لقد انتصرتم ،، نعم انتصرتم على الضعف الإنساني ،، وانتصرت وأنتم تتحدون ابشع آلة حربية في العالم الْيَوْمَ وانتصرت حين القمتم حجرا ،، للمتخاذلين والمطبعين والمأجورين ،، من اي بلد كانوا

تحيا القدس عربية وتحيا فلسطين عربية وعاش شعب فلسطين صامدا ومنتصرا على الدوام

العدد 117 / حزيران2021