تفاءلوا بالخير تجدوه 

في برنامج Britain Got talent ( الموهوبون في بريطانيا ) ،،،تقدمت شابة في الثلاثين من عمرها ،،، مريضة بالسرطان في اكثر من موضع في جسمها ،، في الرئتين والعمود الفقري والكبد ،، تقدمت لتغني للحياة ، أغنية اسمها it’s OK , ما يجلب الانتباه قدرتها الرائعة على التفاؤل حيث ختمت حديثها مع اللجنة بقولها اثنان في المئة خير من صفر . فكم هو رائع إحساسها بنعمة الحياة !!!

لست من المتشائمين ولا أحب النواح والبكاء على الماء المسكوب ،، الا ان تقصي العضة والعبرة من التاريخ قديمه وحديثه خير من اليأس والاحباط .

التاريخ يذكرنا بأننا أمة قادرة ونستحق ان يكون لنا مكاننا المتميز بين الامم ،، والحدث القريب يحثنا على المقاومة والتحدي لبلوغ الأهداف التي نستحقها في الحياة .

قدر الانسان ان يواجه التحدي منذ الْيَوْمَ الاول لولادته وهو يبحث عن حضن أمه وثديها كي يشبع جوعه ويضمن امانه ، وكلما تقدم في العمر تكبر التحديات وتتضاعف وهكذا ،،،

اكثر من ذلك قدر الأمة العربية والشعب العربي ( من المحيط الأطلسي حتى الخليج العربي ) انه محط أنظار الغزاة الطامعين بالحصول على الكثير من المزايا التي تتمتع بها ،، قدره ان يبقى مستيقظاً للحفاظ على حريته ، كرامته ،تراثه ،ارضه ،،وأهمها ،، لغته  .

المشكلة ليست في التحديات الطبيعية او السياسية والاقتصادية الخارجية ،، إنما تكمن في ( الفقر ، الجهل ، المرض )  حيث انعم علينا بها الحكام العرب الموالين للاجانب من كل حدب وصوب والذين يقدمون الولاء لاعداء الأمة ويزيدون الهم العربي ،، همُّ تحكمهم في مصائر الشعب في كل قطر عربي .

ستبقى راية التصدي للتحديات بأنواعها مرفوعة أبداً ،، يسلمها جيل لآخر يأتي بعده حتى يعود الحق العربي لاصحابه باْذن الله ،،. يقول المثل العربي ( اشتدي أزمة تنفرجي ) وهذا ما سيكون ويبقى بعد ذلك

( اثنان بالمئة خير من صفر بالمئة) .

العدد 125 / شباط 2022