حوار صحفي مع البروفسور حبيب عبد الرب سروري  حول روايته الجديدة “جزيرة المطففين “

اليمن/لطيفة حسيب القاضي

   البروفسور حبيب عبد الرب سروري هو  كاتب وشاعر وروائي من أصل يمني يقيم  حاليا في فرنسا. يعد سروري عالمًا كبيرًا حصل على درجة البروفيسور في علوم الكمبيوتر قسم هندسة الرياضيات التطبيقية(كلية العلوم التطبيقية، روان،جامعة النورماندي)فرنسا، ولد عام 1956م في اليمن -عدن. نشأ في أسرة متدينة وتأثر كثيرًا بعلم وفقه والده الذي علمه قواعد اللغة العربية والبلاغة؛ فكان حبيب من محبي القراءة منذ صغره، واهتم بقراءة كتب التوحيد والفقه  والقضايا  الأدبية المختلفة .كتب الشعر منذ صغره، و نشأته في  مدينة عدن تركت بصماتها المختلفة في أغلب أعمال سروري الروائية والأدبية.

عندما انتهى من دراسته الثانوية  وتأدية الخدمة الوطنية توجه إلى  فرنسا لاستكمال دراسته الجامعية في كلية العلوم التطبيقية في جامعة “روان”  ودرس تخصص الرياضيات التطبيقية ثم تخصص في علوم الكمبيوتر، واستمر بعد ذلك في دراسته حتى حصل على درجة الماجستير من جامعةباريس، وقد ثابر في دراسته حتى حصل على شهادتين في الدراسات العليا وهما الدكتوراه من جامعة” روان” ،والأخرى  شهادة الدكتوراه في التأهيل لقيادة الأبحاث . كتب أكثر من خمسين بحثًا علميًا متخصصًا في المؤتمرات والمجلات العلمية الدولية وقدم عددًا كبيرًا من المحاضرات والبحوث،وساهم بشكل كبير على تنظيم المؤتمرات العلمية والدولية.

حصل على جائزة “كتارا” للرواية العربية عن رواية (وحي). ألف  سروري تسع روايات. كانتآخر رواياته “جزيرة المطففين ” التي سوف نتحدث عنها اليوم سويا؛ فأراد  هنا الكاتب في هذا العمل الأدبي المميز أن يأخذنا إلى عالم خيال علمي استباقي لكنه مبني على أسس موجودة في الحياة وكان جوهرها مشاريع مستقبلية. فيها تنبوءات مستقبلية حيث أن سروري يسرد الرواية بطريقة محفزة ومثيرة للغاية قام الكاتب بتوظيف المساحات وملئ الفراغات. نجد في الرواية تماسك مدهش بين أجزائها والتقنية العالية في السرد بين أبطال وشخصيات الرواية؛ فنجح سروري في تقديم أسرار ومطبات هذا العالم؛لأنه يناقش التناقض بين التطور التكنولوجي والتراجع الأخلاقي. في سرد الرواية جاء سروريليفك ألغاز بؤس الإنسان المعاصر على لسان أبطال عاشقين للجمال والحياة ومؤمنين بأن الحب خلق لكي يبطل كل الحدود والمسافات.

رواية “جزيرة المطففين” عمل أدبي رائد وفريد من نوعه؛ لأن  سروري يعشق كيمياء الكلمات وتضاريسها وأبعادها،وموسيقى النص.

تقودنا الرواية إلى أسئلة متعددة نطرحها على البروفيسور حبيب عبد الرب سروري .

اهلا وسهلا بكم ضيفنا اليوم في حوار صحفي خاص جدا لمجلة الحصاد اللندنية

 – 》الحصاد》:لجأتَ لاختراع جغرافيا جديدة في “جزيرة المطفّفين”، بخرائط جديدة وترميز جغرافي له دلالات داخل كرة أرضية. أطلقت الروايةُ عليها اسم “أطلس” وهذا شيء مختلفٌ وجديد في الرواية العربية،كيف يمكن تلخيص فلسفة صناعة المكان في هذه الرواية، وأي دلالة تقبع خلف ذلك؟

البروفيسور سروري: سؤالكِ حول صناعة المكان في هذه الرواية أفضل بداية للخوض فيها.

فضّلتُ هنا أن اتحرر من قيود الجغرافيا، وأن أعيد رسمها بحرية. يؤجج ذلك في دماغ القارئ طوال قراءته، رغبة الكشف عن هويّة هذا المكان أو ذاك، وفكّ أسراره.

بيد أن أماكن الرواية عموما تشبه غالبا، أكثر أو أقل، أماكن جغرافية حقيقية معروفة: أرخبيل سقطرى، نيوزلندا واستراليا، وادي السيلكون في كاليفورنيا، مخيمات اللاجئين حول أو داخل أوربا، مدن وجبهات المليشيات وساحات الحروب في بعض دول العرب…

كل ذلك في عالَمٍ زادت عولمتُه، وصار هنا أشبه بكتلة واحدة اسمها في الرواية: “أطلس”. وزاد أيضا خضوعُه لسلطة تكنولوجية-مالية موحّدة، “قيادة عامّة”: ق. ع.، توجّه مجرى العالَم كلّه، وتقوده في السرّ أو العلن.

لأحيَاء أطلس الكبرى (لِنقلْ: قارات أو دول عالِمنا المعاصر) اسماءٌ رمزية مثل: “حي ألِف” (حيث يعيش الأثرياء والمسيطرِين على أطلس)، و”حي ياء” (حيّ الذين “فاتهم القطار”، حيث يقطن العرب).

–    》الحصاد》:من أين انطلق مشروع هذه الرواية، وكيف تأسّس؟:

البروفيسور سروري: انطلق مشروع هذه الرواية من “غاب كاليه” في أقصى شمال فرنسا،

حيث يتجمع اللاجئون الذين يريدون الهروب عبر بحر المانش، أو عبر القطار الذي يمرّ أسفله، إلى بريطانيا.

عشت هناك 3 أيّام في مهمة اقترحَها لي مشروع مؤسسة “فيستفال الأدب” الألمانية، لكتابة نصٍّ أدبي عن أوضاعهم.

توجّهتُ إلى هناك، في أخطر لحظات وباء الكوفيد، وبداية إغلاق حدود بريطانيا مع أوربا بسبب فيروس جديد ظهر في بريطانيا (قبل موعد البريكسيت بعدّة أيام).

كانت لحظات كئيبة خانقة لا تنسى، عشتُها هناك لكتابة ذلك التقرير الأدبي. ظهر المقال مؤخرا في كتابٍ ألمانيٍّ خاص بأوضاع اللاجئين في كل العالَم.

من هذا الغاب الحقيقي، والأيام الثلاثة فيه، انطلق مشروع هذه الرواية.

لكن مشروع فكرة “أطلس” وجغرافيته واتجاهات سيرورته، كما تخطِّطها قوى المال والتكنولوجيا، تشغلني منذ سنوات ثلاث. كتبتُ طوالها نصوصا أدبية، أعدتُ صياغتَها ألف مرّة، ضمن مشروع هذه الرواية.

أما متابعة تطوّر العالَم التكنولوجي، لاستيعاب أسرار القوى التي تقود “أطلس”، فظلّ هوسي الدائم، أعيشُهُ بحكم تخصّصي العلمي كل يوم.

صبَّ مجموع ذلك في مشروع كتابة هذه الرواية التي استكملتُ فصولَها بعد زيارة الغاب، والتي أخذتْ منّي وقتا طويلا رغم صغر حجمها…

 -》الحصاد》:ازداد الترحال (الذي لا تخلو رواية لك منه) داخل “أطلس” في هذه روايةجزيرة المطففين وأخذ مناحٍ جديدة أكثر أهميةً مما سبق من رواياتك.ما هي فلسفة الترحال الجغرافي والتخييلي في هذه الرواية؟

البروفيسور سروري: عندكِ حق: منذ أول رواية لي، عقدتُ قراني بالعالَم. أشعر بانتمائي له من طرفه إلى طرفه.

شغفُ الترحال الجغرافي في حياتي ليس إلا تعبيرا رمزيا عن ذلك. أما الترحال التخييلي، في الكتابة الروائية وفي أنماط القراءات المتنوعة، فهو أوكسجيني وقوتي اليومي.

تجسّدتْ علاقتي بالترحالين، الجغرافي والتخييلي، منذ روايتي الأولى بالعربية: “دملان” التي انطلقت من أفياء ولادة الراوي في تنزانيا، وغرامهِ التأسيسي الجيني بمَهدِ نوعنا البيولوجي الإنساني في منتزهات سرينجيتي الأفريقية قرب جبال نجورو  وبحيرة مانيارا: “وادي الإنسان”، ومنها إلى بطاح مختلفة في كل أرجاء العالَم، ومنهم إلى مدن تخييلية خالصة ك “دملان”…

كان الترحال الجغرافي حافزا يُذكي مشروع الرواية في كثير من أعمالي. لرحلتي (الخالدة، في فؤادي)، على سبيل المثال، لبلاد الاكوادور وجزر الجلاباجوس فيها، وتقفّي خطوات رحلة سفينة “بيجل” لداروين هناك،

الفضل الأكبر في تأثيت روايتي “وحي”…

لعل أكثر روايةٍ لي تغوص في الترحال في المكان (كل العالَم)، وفي الزمان (الخمسين السنة الأخيرة)، لرسم سيناريو ما للعالم في عام 202هي “حفيد سندباد”.

غير أن الترحال غاية بحدِّ ذاته في “جزيرة المطفّفين”. يتم في أمكنة حقيقية مثل “غاب كاليه”، وفي أمكنة تخييلية لها علاقة عضوية بالواقع الجغرافي للعالَم، أو لها علاقة استباقية لما سيصيرهُ مستقبلُ الكرة الأرضية من وجهة نظري…

الترحال في هذه الرواية ليس في المكان فقط، بل في الزمان أيضا. هناك تنقّل زجزاجي بين حي ألف وحيّ ياء الأطلسيّين. يبدوان كما لو يعيشان في عصرين مختلفين وزمنٍ واحد!

وهناك صدمات كهربائية عند التنقل بين سماواتٍ موشّحةٍ بـ « قوس قزح » اصطناعي في حيّ ألف، وبين بطاح ساحات الحروب في حيّ ياء. والترحال دائمٌ في هذه الرواية بين واقع العالَم اليوم ومستقبلِه، وماضيه أيضا. لأن المستقبل حاضرٌ في الماضي أساسا.

   -》الحصاد》:أنت ترى  في روايتك أسرار ومطبات هذا العالم حيث  يوجد تناقض بين التطور التكنولوجي و التقهقر  الأخلاقي. وأيضا كان هناك استباق المستقبل القريب وأهم المشكلات والأزمات للواقع الحالي. برأيك ما الذي سوف يكون  عليه عالمنا المستقبلي في ظل التعقيدات الآنية، ماذا عن الرواية العربية في هذا الإطار؟

البروفيسور سروري:كما تلاحظين عزيزتي: لم تكتسح الحياةُ الرقمية كلَّ أرجاء العالَم المتقدِّم فقط، لكنها اليوم، في عصر الذكاء الاصطناعي خاصة (عصر الروبوتات الذكية “المستقلة” عن الإنسان، بما فيها الروبوتات القاتلة)، ومع بدء الثورة البيولوجية ومشاريعها المذهلة، أدْخَلَتنا اليوم، في صلب حياتنا اليوميّة، بابَ ما كنّا نسميه “التخييل العلمي”، من أوسع مصراعيه.

وقادتْنا أيضا إلى مفترق طرقٍ يُطلُّ على مستقبلٍ مربكٍ غامضٍ مجهولِ المعالم، فتحَ للأدب آفاقاً خصبة جديدة يتَداعى فيها الجدارُ

الحاجز بين التخييل الروائي التقليدي والتخييل العلمي الذي اندمج به.

صار النوعان الأدبيان يتعانقان اليوم في لونٍ جديدٍ بديعٍ من الروايات الاستباقية الحديثة، الغائبة كلية على الصعيد العربي.

كما نلاحظ: يتهافتُ كثيرٌ من كبار روائيي العالَم لكتابة روايات استباقية عن مستقبل العالَم الغامض في الزمن القادم القريب، بأشكال فنيّة متنوِّعةٍ جديدةٍ بديعة.

إذا كانت لي ملاحظةٌ ما أقولها عن مواضيع هذه الروايات الاستباقية فهو غرقها غالبا في موضوع واحد كالعلاقة بين الروبوتات والإنسان، أو جديد اكتشافات البيولوجيا.

بالنسبة لي: لا يمكن لِمسرحِ سيناريو أي رواية استباقية، في الواقع، إلا أن يكون عالَماً تسكنُهُ أزماتٌ إضافية وتراجيدياتٌ هائلة (غائبةٌ كليّا عن كثير من هذه الروايات): الخلل البيئي، الروبوتات الذكيّة القاتلة، أزمات اللجوء والنزوح والهجرة الكثيفة، الجوائح الصحيّة المتواترة…

لعلّ السيناريو الذي حاولتُ رسمَهُ في “جزيرة المطفِّفين”، يُلبِّي هذا النزوع الشخصيّ لرؤيةِ صورةٍ شاملةٍ كليّةٍ ما، لخارطةِ “الما بعدِ” القريب…

يحاول أيضا أن يُلبّي حاجتَنا العربية لتقديم رؤياتٍ سرديّةٍ ديستوبيةٍ تنبيهية، من وحي واقعنا العربي المعاصر.

كم نحتاج لهذا النوع الروائي الكاشف كثيرا نحن العرب الذين نعيش الديستوبيا اليوم، في قلب الواقع!…

أمّا عن رؤيتي لمستقبل العالَم القريب فهي مرسومة بوضوح في

هذه الرواية الاستباقية الكاشفة. أراهُ فيها عالَم الذكاء الاصطناعي “غير الموجّه” والاكتشافات البيولوجية الكبرى، عالَمَ التجسّس الالكتروني التكنولوجي على الإنسان لأهداف اقتصادية أنانية؛ عالَم تفجّر تراجيديا اللجوء من دول الحروب والطغاة نحو دول الأغنياء؛ عالَم غرق الإنسان في تسونامي الحياة الرقمية، تشتّتهِ المتواصل، ضياعه واغترابه؛ عالَم الانزياح التكنولوجي نحو مزيد من الأتمتة والروبوتات الذكيّة والحياة الاصطناعية أيضا.

جديد “الروبوتات القاتلة” القادمة، وأسرار عملها، وتداعيات كل ذلك ومخاطره على العالم محكيٌّ بدقّة في الرواية…

-》الحصاد》:لغة الرواية راقية والمتعة تتجلى في اللغة الأنيقة التي تمرر الفكرة عن الأزمان المتعددة في العالم أجمع وتتناول الجوائح الكثيرة التي يتعرض لها العالَم ووصف حياة اللاجئين التعيسة: “ليسوا حيوانات طبعا هم أبطال معاصرون تجرعوا وعثاء اللجوء وقدموا حياتهم أضحيات من أجل الحرية والكرامة وحياة جديدة، هربوا من السجون والعذيب والموت من أجل مصير آخر رافض لقانون القدر الهمجي”.

حي الشتات العظيم الذي عاش فيه طفران اليمني وحجّي الحبشي له إيحاءات مختلفة ومتنوعة، كيف بدأ ذلك؟

البروفيسور سروري:كل شيء بدأ من زيارتي لمدينة كاليه في أقصى شمال فرنسا، حيث يتجمّع الهاربون من دول الطغاة والحروب والأزمات، الذين يحاولون الهروب إلى بريطانيا، حيث تعيش عائلات وأقارب لهم، أو لكونهم يتحدّثون اللغة الإنجليزية.

“حيّ الشتات العظيم” أحد أبشع أحياء “أطلس” (عالمِنا القريب القادم، كما تصوّرهُ الرواية) هو الحيّ الذي ستزداد فيه تراجيديات اللجوء بسبب الحروب، وتداعيات الاختلال البيئي على ازدياد الجوائح والكوارث…

يبدو أن “غاب كاليه”، الذي وصفتُ تعاساته وتاريخه وتراجيديته في الرواية، انطلاقا من زيارتي الميدانية له، أشبه بالفردوس بالمقارنة بحيّ الشتات العظيم!

بدأتْ الرواية، كما لاحظتِ، من هذه الزيارة الميدانية. لكن تصوّر مستقبل اللجوء وغرق سفن اللاجئين وموتهم في منتصف طرق الهروب، ويوميات تدهور حيواتهم في خيام “حيّ الشتات العظيم”، أو في ضواحيه الأكثر بؤسا ونتانة، خاصّة حيث عاش اليمنيّ طفران والحبشيّ حجّي، له مداليل كثيرة تعكس عنصرية هذا العالَم الظالم الذي يميّز بين سكّانه، ويعيد صناعة مستويات لامساواتهم داخل الحيّ، رغم تساوي تراجيديات كل سكّانه!

-》الحصاد》:ما دلالة اختيارك لاسم جزيرة المطففين؟

البروفيسور سروري: في قمّة قيادة « حي ألف » في أطلس، تنتصُّ هذه الجزيرة، مركزُه الذريّ. تختفي فيها أهم الأسرار التي يبحث عنها أهمّ بطلين في الرواية.

أترك هذه الكلمات لأحدهما، للردّ على سؤالِك:

((بعد التخرّج من الجامعة، سمحتْ لي وظيفتي الأولى بإدراك ما يدور في قِمَم هذه الإمبراطورية وسراديبها. ولا أجدُ لذلك اسما أفضلَ لجزيرة ق.ع. من: جزيرة المطفِّفين! أي: “البقّالين الغشّاشين، حيث يجتمع ويتقيّح معا كلّ معتلِّ وذي ريحة كريهة، وشهوانيٍّ جشعٍ وكئيب ومترهِّل وذو قرحة ومتآمر”…))

–   》الحصاد》:كلمة ختاميّة للحوار؟

البروفيسور سروري:رغم أن العالَم المعاصر يسير في الرواية في اتجاه مزيدٍ من اللامساواة الإنسانية، مزيدٍ من التطوّر التكنولوجي المذهل، ومزيدٍ من تفاوت التطوّر بين مستويات أحياء أطلس، إلا أن كل شخصيات الرواية تقاوم أوجاع العالَم بطريقتها، تعشقُ بطريقتها، تحبُّ الحياةَ حتّى الثمالة بطريقتها، وتكافح لانتزاع السرّ وكشف الخفيّ، من أجل عالَمٍ آخر أكثر مساواة، يتعانق فيه التطوّر التقني بتطوّر روحيٍّ إنساني.

منها نتعلم أن لا سبيل لنا غير العشق والإيمان بالجمال والشعر، غير الكفاح والاكتشاف وسرقة النار من الآلهة كما فعل بروميثيوس…

العدد 133 / تشرين الاول 2022