دمشق عشق أصالة الفن الشرقي

دمشق – نسرين عبد الله:

العلم، والحب، والجمال… ثالوث لمنهجية العمل، استطاع من خلاله محمد فايز الخياط وإخوانه، بمساعدة كوادر مختصة، تحويل سكونية المواد المستخدمة بين أيديهم، إلى قوالب متحركة رفيعة المستوى، شرقية الهوية… عمل.. هونتاج الذاكرة، وحنين إليها… عبر بناء عالم متكامل من التكوينات، والأشكال. تتحول الأرضيات إلى لوحات رخامية نابضة، والحياة تبعث في الجدران والأسقف، بإكسائها زخارف بارزة ملونة، ومقرصنات مذهبة.. وذلك باستخدام كافة أنواع الفنون الإسلامية المتوارثة الأصيلة، من )الزخارف الشرقية، الحفر على الخشب، الرخام المشقف »المجزع«، الخط العربي، الفسيفساء، الزجاج المعشق، الصدفيات، الثريات النحاسية، والتصميم بجميع أنواعه(…

من يدخل هذا العالم، يشعر بأن الشرق كله اختزل به… إنه النشيد الجماعي لذاكرتنا التي أبت أن تستسلم للنسيان…

دمشقي عشق أصالة الفن الشرقي فحمل راية امتدادها عن جده الفنان محمد علي الخياط صاحب الإبداع في ديكور قبة مجلس الشعب السوري والقاعة الشرقية في مبنى لجنة مياه عين الفيجة، والقاعة الدمشقية في المتحف السوري، وبعض الأعمال التي وضع بصماته فيها للتاريخ.

بدأ العمل في لبنان عام 1963م حيث قام بتصميم القصر الجمهوري وقصر بيت الدين بمساعدة أعمامه، وفي عام 1973م تعرف على الملك فهد خلال زيارته لقصر بعبدا، فطلب أن يصمم قصرا فنيا دمشقيا في الرياض، حيث سافر الخياط للسعودية وقام بتصميم قاعة للملك على النموذج الشرثي الدمشقي، وقاعة أخرى لرئيس المراسم في منزله.

من بعدها انتقل للإقامة في الرياض، وقام بتصميم قصور الضيافة كلها »قصر الملك فهد، قصر الملك عبدالله، قصر الملك خالد، قصر الملك فيصل، قصر القبة للضيافة، قصر الإستقبال للضيافة، قصر المربع للضيافة«.

وفي سنة 1982 انتقل إلى عمان حيت صمم 17 مسجدا، و5 فنادق 5 نجوم، وبيت رئيس مجلس الأعيان، وعدة منازل كان منها لدمشقيين يعيشون في الأردن.

في عام 1990 قام بتصميم السفارة السورية في بون التي كانت حينها »عاصمة ألمانيا الإتحادية«، حيث كانت صالاتها معلما سياحيا سوريا في أوروبا، حتى أن الشارع سمي على اسم السفارة السورية وأبدى وزير الخارجية في بون إعجابه بها.

من بعدها عاد الخياط إلى دمشق وقام بإنشاء مؤسسة الخياط مع إخوته محمد رضوان وأسامة وعصام، فصمم قاعة التشريفات في الجامع الأموي وقاعة التشريفات في مجلس الشعب، وبعض مكاتب وزراء سابقين.

كما أقام منشأة في داريا بريف دمشق ومنشأة في حلب حيث كان ضيوف الجمهورية العربية السورية يزورون منشأة داريا للاطلاع على فنونها. وفيما بعد أقام منشأة أكبر بمساحة 7500 متر تحتوي على قاعة شرف ومكتبة ومجلة خاصة بالمؤسسة ومتحف شرقي.

وبهدف نقل الحضارة والتراث السوري إلى جميع البلدان أقام معارض عدة في أوروبا، كان منها معرض في باريس حيث قام بالعمل والتصميم أمام الزوار، ومعرض في فرانكفورت ومعرضان في السفارة السورية في بون ومعرض في إيطاليا كذلك في الرياض.

قدمت اليونان للخياط أرضا مجانية معفاة من الرسوم والضرائب لكن بشرط أن يقول إن هذه الصناعة يونانية فلم يسمح بأن يسرق تاريخ دمشق وفنها.

من أمنيات الفنان محمد فايز الخياط.. رفع اسم سورية في العالم أجمع وتسهيل نقل هذا التراث إلى الخارج، والسماح بإدخال المواد التي تسهل العمل في هذا المجال.

الرجاء التأكد من مساحة المعمل حيث ذكر في البيان المقدم للمحافظة بـ 6500 متر بينما في لقائه مع بلدنا قال إن مساحته 7500 متر.

شرح الصور:

المهندس الخياط يقدم شرحا للنائب بهية الحريري عن بعض أعماله

جانب من قاعة التشريفات في السفارة السورية ببون من تصميم الخياط