صفقة القرن ومدافن الشهداء

معن بشور

من يريد أن يعرف مصير صفقة القرن، ودعاتها،والمروجين لها، والملتحقين بها، ما عليه إلا أن يقوم بزيارة مدافن الشهداء في بيروت أو في أي مدينة عربية قبل صلاة العيد ليقرأ بين أضرحة الشهداء عزيمة شعب، وتصميم امة،وتلاحم أحرار العالم،،بل ليلمح في عيون أمهات الشهداء،وزوجاتهم، واخواتهم،وأبنائهم، ملامح وفاء لا تكتمل معانيه إلا بتحرير كل شبر من أرضنا، وبالانتصار على كل عدو من اعدائنا….

فبعد 43 عاما على  »زيارة الوفاء« للشهداء التي لم تتوقف مرة واحدة رغم كل ما مر بلبنان والأمة من أعاصير وزلازل…كانت الزيارة هذا العام مرتبطة بخميس الاسرى(190) حيث لصراع الوجود مع اعدائنا عناوين ثلاثة متكاملة :  »الشهداء والجرحى والاسرى«نستمد الحياة من شهدائنا،والعافية من جرحانا، والحرية من أسرانا، ومعهم المفقودين، وبينهم ستة من رفاقنا في تجمع اللجان والروابط الشعبية الذين ذهبوا في مثل هذه الايام عام 1982 ليتصدوا للغزو الإسرائيلي في الجنوب فاشتبكوأ مع قواته على جسر الأولي في صيدا…ووقعوا في اسره وأنكر العدو وجودهم حتى اليوم، فباتوا مع العديد غيرهم في عداد المفقودين وأسرى السجون السرية أو مقابر الأرقام..

نعم بدماء الشهداء واهات الجرحى ومعاناة الأسرى ووقفات الشرفاء ستسقط صفقة القرن التي ولدت مترنحة… ولن تعيش…

العدد 94 – تموز 2019