ظاهرة الاحتباس الحراري الكونيه

الدكتور هيثم الشيباني

خبير في البيئه

  1. المقدمه:

الوقود الأحفوري هو وقود يتم استعماله لإنتاج الطاقه، ويستخرج الوقود الأحفوري من كالفحم الحجري والفحم النفطي الأسود و الغاز الطبيعي و النفط.

و تستخرج هذه المواد من باطن الأرض وتحترق في الهواء مع الأكسجين لإنتاج حرارة تستخدم في كافة الميادين.

لقد قامت الثورة الصناعية في القرنين الثامن والتاسع عشر تزامنا مع استعمال الطاقة الأحفورية في المجال التقني، وخاصة الفحم الحجري في ذاك الوقت. أما في يومنا هذا، فيلعب النفط الخام الدور الأكبر في تلبية احتياجات الطاقة نظرا لسهولة استخراجه ومعالجته ونقله، مما يجعله أزهد ثمنا.

و تعتمد مواد الاحتراق الأحفورية على مركبات عنصر الكربون وعند احتراق الكربون مع غاز الأكسجين تنبعث طاقة على شكل حرارة، إضافة إلى انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون ومواد كيميائية أخرى كأكسيد النيتروجين والسُّخام وكميات من الجسيمات.

يتميز الوقود الإحفوري بامتلاكه كثافة طاقة عالية وبسهولة نقله وتخزينه. و بمعالجة الوقود الأحفوري بتروكيميائيا، يمكن استحصال أنواع مختلفة منه، حيث يتم استخراج وقود للاستعمالات المختلفة في المحركات والطائرات .

من مساوئ استخدام الطاقة الأحفورية هو احتراق الوقود الذي يعدّ من العوامل الرئيسية لتلوث الهواء والتسبب في الاحتباس الحراري، الناتج بدوره عن غازات تغلّف المجال الجوي وتمنع الانعكاس الحراري الصادر من الأرض من انتقاله إلى خارج الكوكب، مما يسبب ارتفاعا في

المصانع مصدر كبير للتلوث الذي يؤدي إلى الاحتباس الحراري

درجات حرارة الأرض، ويزيد التصحر والجفاف.

  1. الاحتباس الحراري:

لوحظت في العقد الأخير زيادات كبيرة في درجات الحرارة في معظم بقاع العالم، في شهر تموز من عام 2018 لم تسقط حبة مطر من سماء لندن، وهي المعروفة بمدينة الضباب،وانطلقت تحذيرات مؤسسات المناخ حول حماية الأطفال وكبار السن، وشبت حرائق مروعة في أجزاء من اليونان في الاسبوع الأخير من شهر تموز عام 2018 مات بسببها أكثر من ثمانين شخصا واصابات كثيرة جدا، كذلك نشوب حرائق واسعه في مدينة كاليفورينيا الأمريكيه، وليس في الأفق ما يؤشر انخفاضات في معدل درجات الحرارة عالميا في السنوات القادمه.

هنالك إجماع علمي على أن الزيادة في نسبة غازات الدفيئة في الهواء الجوي يعود إلى النشاط البشري منذ بداية الثورة الصناعية، أي لا يمكن أن يعزي إلى مجرد أسباب طبيعية.

 لوحظ أيضا ازدياد درجة الحرارة السطحية المتوسطة في العالم مع زيادة كمية ثاني أكسيد الكربون و الميثان، وبعض الغازات الأخرى في الجو. تسمى هذه الغازات بالغازات الدفيئة لأنها تساهم في تدفئة جو الأرض السطحي . ولوحظت الزيادة في متوسط درجة حرارة الهواء منذ منتصف القرن العشرين، مع استمرارها المتصاعد، حيث زادت درجة حرارة سطح الكرة الأرضية . لقد اتفقت اللجنة الدولية للتغيرات المناخية على أن غازات الدفيئة ناتجة عن الممارسات البشرية هي المسؤولة عن معظم ارتفاع درجات الحرارة .

ان درجة الحرارة اليوم هي تقريباً ضعف الدرجة قبل 200 عاماً. كما أن أسباب حدوث الاحتباس العالمي مختلفة، حيث يقول بعض العلماء أن التلوث هو السبب الرئيسي، بينما يقول البعض الآخر أنه تغير في الطبيعة، وتوجد عدة نظريات تفسر هذه الزيادة. من المتوقع أن تزداد درجة حرارة سطح العالم بمقدار 1.4 إلى 5.8 مئويه من عام 1990 حتى 2100 .

أيدت هذه الاستنتاجات الأساسية أكثر من 40 جمعية وأكاديمية علوم، بضمنها الأكاديميات الوطنية للعلوم في الدول الصناعية الكبرى.

أشار النموذج البيئي الملخص في تقرير اللجنة الدولية للتغيرات المناخية إلى أن درجة حرارة السطح العالمية سترتفع على وجه محتمل بمقدار 1.1 إلى 6.4 م خلال القرن الحادي والعشرين.

إن زيادة درجات الحرارة العالمية ستؤدي إلى ارتفاع منسوب سطح البحر، وتغير كمية ونمط هطول الأمطار، ومن المحتمل أيضا توسيع الصحاري المدارية،و من المتوقع أيضا استمرار انحسار الأنهار الجليدية، والأراضي دائمة التجلد، والبحر المتجمد، مع تأثر منطقة القطب الشمالي بصورة خاصة. والآثار المحتملة الأخرى تشمل انكماش غابات الأمازون، والغابات الشمالية، وزيادة حدة الأحداث المناخية المتطرفة، وانقراض الأنواع، والتغييرات في المحاصيل الزراعية.

لايزال النقاش السياسي والشعبي يبحث عن الاستجابة الملائمة لظاهرة الاحتباس العالمي،و ان الخيارات المتاحة لمواجهة الاحتباس الحراري هي التخفيف من الانبعاثات،و التأقلم للحد من الأضرار الناجمة عن الاحتباس، واستخدام هندسة المناخ .

انقسام الارض إلى الاخضر واليابس

 يمكن تعريف الاحتباس الحراري بأنه الظاهرة التي يؤدي فيها امتصاص وإصدار الأشعة تحت الحمراء إلى تسخين سطح الأرض نتيجة ازدياد تركيز الغازات الدفيئة في الهواء الجوي.

ان غازات الدفيئة الرئيسية هي بخار الماء، والذي يسبب من 36 إلى 70٪ من الاحتباس الحراري )بدون احتساب الغيوم(، وغاز ثنائي أكسيد الكربون)CO2( الذي يسبب من 9 إلى 26٪، والميثان )CH4( الذي يسبب من 4 إلى 9٪ من الاحتباس الحراري، والأوزون الذي يسبب من 3 – 7٪ .

تعود حوالي 75٪ من نسبة الازدياد في غاز ثنائي اكسيد الكربون، إلى حرق الوقود الأحفوري خلال العشرين سنة الماضية، في حين أن الباقي يعود أغلبه إلى الاستهلاك البشري للموارد الطبيعية مثل إزالة الغابات .

لا تزال العوامل المسببة للاحتباس الحراري موجودة في الوقت الراهن، كما أنها تتزايد باستمرار. لا يمكن الحد من هذه الظاهرة وضبط نسبة الازدياد المستقبلية إلا بحدوث تغيرات اجتماعية وتقنية وطبيعية. وقد أعطى تقرير خاص من قبل اللجنة الدولية للتغيرات المناخية تصورات مختلفة حول تغير معدل الإصدارات والانبعاثات الغازية في المستقبل مشيراً إلى أن نسبة غاز CO2 ستزداد من 541 إلى 970 ppm )جزء من المليون( في عام 2100، خاصة أن احتياطي الوقود الأحفوري سيكون كافياً في الفترة القادمة للوصول إلى مثل هذه المستويات، وذلك في حال استمرار تسخير واستغلال كل من الفحم والنفط وهيدرات الميثان بشكل كبير.

 يعد التباين الشمسي من بين الاقتراحات التي طرحت بشأن مسببات الاحتباس الحراري العالمي .

3.النتائج المتوقعة نتيجة الاحتباس الحراري:

أولا. حدوث موجات جفاف وتصحر مساحات كبيرة من الأرض.

ثانيا. زيادة عدد وشدة العواصف والأعاصير.

ثالثا. احتمالات متزايدة بوقوع أحداث متطرفة في الطقس.

رابعا . ازدياد الفيضانات لأن أجزاءً كبيرة من الجليد ستنصهر وتؤدي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر.

خامسا. غرق الجزر المنخفضة والمدن الساحلية.

سادسا. التقلبات الكثيرة في الجو.

سابعا. حدوث كوارث زراعية وفقدان بعض المحاصيل.

ثامنا. زيادة حرائق الغابات.

تاسعا. انقراض العديد من الكائنات الحية.

عاشرا. انتشار الأمراض المعدية في العالم.

ويرى التقرير الذي اعده نيكولاس ستيرن، خبير اقتصادي إنجليزي، ان الاحتباس الحراري العالمي سوف يؤدي إلى كلفة اقتصادية كبيرة جداعلى عموم العالم .

وقد أدى اتفاق واسع النطاق بين العلماء على أن الزيادة مستمرة في ارتفاع درجات الحرارة عالميا إلى أن تقوم بعض الأمم والهيئات وبعض الأفراد بإنجاز أعمال جديه وواسعه كرد فعل للاحتباس الحراري.وتأتي ردود الفعل هذه إما بمحاولة التخفيف من المسببات أو محاولة التأقلم

جفاف الارض وموت النباتات بسنن الاحاباس الخراري

مع تغير البيئة العالمية.

 وفي يناير 2005 أعلن الاتحاد الأوروبي عن مشروع الاتحاد الأوروبي لتجارة الانبعاثات حيث ترتضي الشركات بالاشتراك مع الحكومات الحد من الانبعاثات أو شراء رصيد من أصحاب الانبعاثات الأقل من الحد المسموح. كما أعلنت أستراليا في 2008 خطة الحد من تلوث الكربون حيث من الممكن استخدام هندسة المناخ لمعالجة غازات الدفيئة، لغرض إزالة هذه الغازات من الغلاف الجوي عن طريق عزل ثاني أكسيد الكربون.

في قطاع الزراعة، نجح التأقلم في اختيار المحاصيل الملائمة للأحوال المناخية الجديدة. فعلى سبيل المثال، يزرع الفلاحون في أوريسا في الهند أرزا من فصيلة تشامبيسوار التي تتحمل الفيضانات. وفي أفريقيا، تم اكتشاف أنه مع زيادة معدل هطول الأمطار أو انخفاضه يتحول المزارعون بين المحاصيل التي تستهلك كميات كبيرة من المياه وبين المحاصيل التي تتحمل الجفاف .

كما تشمل الإجراءات المقترحة بناء السدود وتغييرات في الرعاية الصحية والتدخل لحماية الأنواع المهددة بالانقراض .

  1. اتفاقية كيوتو:

 تمثل هذه الاتفاقية خطوة تنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة المبدئية بشأن التغير المناخي ، وهي معاهدة بيئية دولية خرجت للضوء في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبيئة والتنميه، ويعرف باسم قمة الأرض الذي عقد في ريو دي جانيرو في البرازيل، في الفترة من 5 إلى 14 يونيه/حزيران 1992. هدفت المعاهدة إلى تحقيق تثبيت تركيز الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي عند مستوى يحول دون التدخل البشري في النظام المناخي.

نصت معاهدة كيوتو على التزامات قانونية للحد من انبعاث أربعة من الغازات الدفيئة )ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروس وسداسي فلوريد الكبريت(، ومجموعتان من الغازات )هيدروفلوروكربون، والهيدروكربونات المشبعة بالفلور، التي تنتجها الدول الصناعية، ونصت أيضا على التزامات عامة لجميع البلدان الأعضاء. واعتبارا من عام 2008 م، صادق 183 طرفا على الاتفاقية، التي كان قد اعتمد استخدامها في 11 ديسمبر 1997 في كيوتو في اليابان، والتي دخلت حيز التنفيذ في 16 فبراير 2005. وامتنعت الولايات المتحده الأمريكيه على التوقيع ودولة أخرى عن التوقيع.

وافقت الدول الصناعية في إطار اتفاقية كيوتو على خفض الانبعاث الكلي للغازات الدفيئة بنحو 5.2٪ مقارنة بعام 1990. ألزم الاتحاد الأوروبي بتخفيض قدره 8 ٪، والولايات المتحدة بنسبة 7٪، واليابان بنسبة 6 ٪، وروسيا بنسبة 0 ٪. سمحت المعاهدة بزيادة انبعاث الغازات الدفيئة بنسبة 8 ٪ لأستراليا و 10 ٪ لآيسلندا.

5.الالتزامات:

أن البروتوكول يلزم الدول الموقعة عليه بقائمة محددة من الالتزامات لا يتم التفرقة فيها بين الدول المتقدمة والدول النامية، فهي التزامات مشتركة تتكفل بتنفيذها كافة الأطراف المتعاقدة. هذه الالتزامات هي:

قيام 38 دولة متقدمة بتخفيض انبعاثات الغازات المسببة لتأثير الدفيئة وذلك بنسب تختلف من دولة لأخرى، على أن يجرى هذا التخفيض خلال فترة زمنيه محددة تبدأ في عام 2008 وتستمر حتى عام 2012. وبلغت نسبة التخفيض المقررة في حالة الاتحاد الأوروبي 8٪ أقل من مستوى عام1990، وفي حين بلغت هذه النسبة في حالة الولايات المتحدة واليابان 7٪، 6٪ على التوالى. وتشمل هذه الانخفاضات 6 غازات محدده هي: ثانى أكسيد الكربون، الميثان، أكسيد النيتروجين، بالإضافة إلى ثلاثة مركبات فلورية.

تتعهد الدول المتقدمة بتمويل وتسهيل أنشطة نقل التكنولوجيا منها إلى الدول النامية والأقل نموا، خاصه تلك التقنيات الصديقة البيئة في مجالات الطاقة والنقل والمواصلات وغيرها.

كما تتعهد الدول المتقدمة بدعم جهود الدول النامية والأقل نموا في مجالات مواجهة الآثار السلبية للتغير المناخى والتأقلم معها.

ومن خلال إجراء مقارنة سريعة بين المجموعتين من الالتزامات فإن اتفاق كيوتو يضع مسئولية تنفيذ العبء الأكبر من الالتزامات الواردة فيه على عاتق الدول المتقدمة، إذ يلزمها بتقديم الدعم المالى والفنى اللازم لإعانة الدول النامية والأقل نموا على تنفيذ الالتزامات المشتركة

ذوبان جبال الجليد بسبب الحراره

لحماية البيئة من مظاهر التلوث التي تداهمها.

ومن هنا فإن الدول النامية والأقل نمواً )منها العراق( تنظر بعين الرضى والارتياح إلى اتفاق كيوتو نظرا لقلة الالتزامات التي ألقاها على عاتقها في مجال حماية البيئة ومكافحة التلوث المناخى . يضاف إلى ذلك أن الدول النامية والأقل نمواً لا شأن لها في ظاهرة انبعاثات الغازات الدفيئة، حيث أنها قد حدثت بفعل درجات التصنيع التي وصلت إليها الدول المتقدمة خاصة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. بل أكثر من ذلك فإن الدول النامية والأقل نمواً ترى في نفسها ضحية سياسات التصنيع الخاطئة، و لا تملك الموارد المالية والتقنية التي تعينها على مواجهة هذه الظاهرة.

 لكن ترى الولايات المتحدة الأمريكية أن الاتفاق ظالم لها، ولا يحقق مصالحها. وتستند في ذلك إلى وجود دول وإن كانت نامية في الوقت الحالي، إلا أنها ليست كذلك في المستقبل القريب، خاصه الصين والهند، حيث ستتحول هذه الدول الأخيرة لتصبح من بين الدول المسئولة عن ظاهرة انبعاثات الغازات الدفيئة.

إقامة نظم ومناهج بحث لتقدير انبعاثات الغازات الدفيئة، و دراسة الآثار السلبية الناجمة عنها، والتبعات الاقتصادية والاجتماعية لمختلف أوجه مواجهة المشكلة.

التعاون في تطوير التعليم وبرامج التدريب والتوعية العامة في التغير المناخى.

العمل على إنتاج وتطوير تقنيات صديقة للبيئة من خلال التركيز على الأنواع الأقل استهلاكا في الوقود، وبالتالى أقل من حيث احتراق الوقود وانبعاثات الغازات الضارة.

 العمل على تخفيض الانبعاثات وتقليل الآثار الضارة، ولكنها في نفس الوقت تسعى نحو بلوغ الهدف بأقل الخسائر الممكنة .

ومن خلال إجراء مقارنة سريعة بين المجموعتين من الالتزامات فإن اتفاق كيوتو يضع تنفيذ العبء الأكبر من الالتزامات الواردة فيه على عاتق الدول المتقدمة، مثل تقديم الدعم المالى والفنى اللازم لإعانة الدول النامية والأقل نموا لحماية البيئة من التلوث )منها العراق(. مع التأكيد أن هذا الاتفاق ألزم الدول المتقدمة بالعمل على تخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسب محددة وفقاً لجدول زمني معين.

  1. اتفاق باريس.

انبثق اتفاق باريس استكمالا لاتفاق كيوتو وسد الثغرات فيه، وضمانا لمواجهة الاحتباس الحراري ومفاجآت المناخ على كامل المعموره.

وقّعت مائة وخمس وتسعون دولة على اتفاق باريس بشأن المناخ ودخل حيّز النفاذ في 4 تشرين الثاني/نوفمبر 2016 .

وهو يعتبر اتفاق منصف ويتفاوت بحسب المستوى الإنمائي للدول.

يقرّ الاتفاق بأن مسؤولية التصدي لتحدي تغيّر المناخ هي مسؤولية مشتركة بين الدول ولكنها تتفاوت بحسب قدرات كل دولة .

ويراعي الاتفاق مستوى التنمية والاحتياجات الخاصة للبلدان الأضعف،حيث يتعيّن على الدول الصناعيه التزامات ماليه و تيسير نقل التكنولوجيا، والتكيّف مع الاقتصاد منزوع الكربون.

 و ينشئ الاتفاق نظاما لمتابعة تنفيذ الالتزامات الوطنية تجاه البلدان النامية ) منها العراق( .

يُتوخى من هذا الاتفاق احتواء ارتفاع معدل درجات الحرارة بوضوح دون الدرجتين المئويتين مقارنة بمستويات درجات الحرارة في الحقبة ما قبل الصناعية، ومواصلة تنفيذ الخطوات الرامية إلى الحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى أكثر من 1،5 درجة مئوية .

ولتحقيق هذه الغاية، ينصّ الاتفاق على أن تراجع جميع البلدان التزاماتها كل خمس سنوات بغية خفض انبعاثات غازات الدفيئة التي تتسبب بها .

وتنتظر الأطراف في الاتفاق وصول ذروة انبعاثات غازات الدفيئة المستوى العالمي في أقرب وقت لكي يتسنى تحقيق التوازن بين الانبعاثات والتعويض عنها في النصف الثاني من القرن.

ويقرّ الاتفاق بمشاركة الجهات الفاعلة غير الحكومية كالمنشآت والبلديات والجمعيات المبادرات المتنوعة بشأن المناخ. وتتيح التزامات الجهات الفاعلة غير الحكومية تجسيد النقلة النوعية في الانتقال إلى اقتصاد خفيض الكربون. ويضمّ برنامج العمل حاليًا أكثر من 70 مبادرة من شأنها أن تحشد جهود زهاء 10000 جهة فاعلة في 180 بلدًا .

التزمت الدول المائة والخمس والتسعون الأطراف في اتفاق باريس وهذه هي أول مرة يُبرم فيها اتفاق عالمي في مجال مكافحة تغيّر المناخ .

و التزمت البلدان المتقدمة بتقديم الدعم المالي للبلدان النامية من أجل تنفيذ الاتفاق .

لكن في 1 حزيران 2017 أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحابه من اتفاق باريس للمناخ.

واعتمدت الدول الأطراف قرارًا يقضي بتحديد عدّة خطوات تهدف إلى مواكبة تنفيذ اتفاق باريس بشأن المناخ والتحضير له، وذلك عندما تنعقد الدورة الرابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف التي ستكون في بولندا أواخر عام 2018، بغية تقييم الجهود الميدانية التي تُبذل على الصعيد العالمي وتحديد فرص التعاون و تحقيق الطموح المناخي المرجو على نحو سريع .

 7.الاستنتاجات و المقترحات:

أولا.بموجب اتفاقية كويوتو واتفاقية باريس، فأن العراق دوله ناميه، وينظر بعين الارتياح نظرا لقلة الالتزامات التي ألقيت على عاتقه في مجال مكافحة التلوث المناخى . ولا شأن له في ظاهرة انبعاثات الغازات الدفيئة على نطاق واسع، حيث أنها قد حدثت بفعل درجات التصنيع التي وصلت إليها الدول المتقدمة خاصة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وأنها ضحية سياسات التصنيع الخاطئة .

وهذه فرصة العراق كي يعكف على مشاريعه الداخليه، وأهمها المشاريع الصديقة للبيئه.

ثانيا.الشروع في مشاريع عملاقة للطاقة المتجدده وفي مقدمتها الطاقة الشمسيه.

ثالثا: يجب أن يسرع العراق باستغلال الغاز المصاحب للنفط لأنه ثروة مهدورة تفوق ثروة النفط من جانب، وحفاظا على البيئة من جانب آخر.

رابعا. يقتضي التقليل من استعمال وسائل النقل بواسطة النفط ومشتقاته التي تسبب انبعاث الغازات السامة، والتحول إلى النقل بواسطة الطاقة الكهربائيه والطاقة الصديقه للبيئه.

خامسا. تشجيع العمل الفردي ضد ظاهرة الاحتباس العالمي، وتشجيع الإجراءات المجتمعية والإقليمية للحد منها. وتحديد حصة ثابتة من الإنتاج العالمي للوقود الأحفوري بصفته أكبر مصدر مباشر لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون،

ومن ضمنها العراق.

سادسا. ان على العراق مراعاة عدم احداث أي تلوث في عمليات استخراج النفط ونقله وتحويله إلى المشتقات النفطيه.

سابعا. ان على العراق الاسراع في استثمار الغاز المصاحب لاستخراج النفط، لأن هذا هدر للموارد الماليه من جانب وزيادة في تلويث الهواء.