عالم أكبر من أحلامنا

لم تخطر على بالي اللغة لأدفنها فوق رأسي، كنت أبحث عن الما فوق، لأستجلي فهماً لحركة جديدة، فالعالم على استعداد دائم لتقبّل الفوق قبل التحت، وهذه مشكلة صراعية منذ بدء التكوين… لم يتكيَّف فهمنا للطاقة كعلم أو كمدار أو كمخزون لغوي تتحرك الأشياء من ضمنه… فالصيرورة الزمنية أسبق من الحق العيني المدرك… اللعبة قد تكون سوداء أو بيضاء، لا خوف من اصطراع الألوان، طالما عمى البسيطة مأخوذ براحته، وليس الخلاف على عامودية العالم وأفقيته سوى دلالة على غباء الحروف داخل الدائرة، واللجوء من الشمال الى اليمين، ومن الشرق الى الغرب سوى تحريف لوحدة القضايا والهروب من خط الاستقامة…

نحن عالم دائري يخطط للجوء الى المستنقع أو القعر، ولا نعرف متى يكون الماء سطحاً أو عمقاً، لأن لا مرتكز فني ودلالي لوحدة الدائرة…

هكذا نحن، عنيفون في يومياتنا، عنيفون في أحلامنا، لست أدري من أين يأتي هذا الكم من العنف داخل الدائرة التي لا وجهة لها سوى أنها تدور دون دراية منّا…

لست أدري،

لماذا يبتكر العالم عنفه، يريد أن يصوغ مشهدية لعالم مدفون في خلايانا، ويتحرك داخلنا نتيجة الخوف من أنفسنا لعدم اكتمال الدائرة فينا، وعدم الاكتمال يشعرنا بالنقص، فيزيد الخوف، ويكبر القلق، وينتاب المرء حالة من الفوضى في كرياته الدموية…

أصدقكم القول :

العالم يضيق بي.. لم أعد أعرف من أنا…

لكن ما أحب أن تعرفوه هو أن العالم ليس ما تراه عيوننا بالتأكيد…