مستقبل اليابان في عام 2040: عناصر القوة والضعف في الجسد القومي

ا. د. مازن الرمضاني*

بعد الحرب العالمية الثانية بفترة زمانية قصيرة تحولت اليابان من دولة مهزومة عسكريا ومحطمة اقتصاديا ومنهارة نفسيا إلى دولة ترتقي، وبخطى ثابتة وواثقة سلم الهرم الدولي مستندة على ركائز فاعلية داخلية مؤثرة. وبهذا الصدد يقول المؤرخ والمستقبلي الامريكي، بول كيندي ان اليابان اضحت افضل »…البلدان استعدادا لمواجهة تغييرات الغد«. وعليه نتساءل: هل ستعود اليابان في هذا القرن كما كانت قبل عام 1945 قوة لم يكن بمقدور احد تقرير اي شئ في الشرق الاقصى دون ان يأخذ في الحسبان تأثير دورها؟

إن الاجابة على هذا السؤال تقتضي، أولا تحليل مدخلات القوة والضعف في الجسد القومي الياباني وثانيا استشراف مشاهد الدور الياباني خلال عقدين من الزمان ابتداء من عام 2020. في مقالنا هذا سننصرف إلى تحليل هذه المدخلات. اما في مقالنا اللاحق سنعمد إلى استشراف تلك المشاهد.

مدخلات القوة في الجسد القومي الياباني

منذ ان بدات اليابان بالبروز في الستينيات من القرن الماضي كقوة اقتصادية مؤثرة والاجتهادات متعددة ومختلفة. وتكفي الاشارة إلى اجتهاد بول كندي. فهذا اكد ان التفوق الياباني يكمن في تأثير اربعة مدخلات مهمة هي: (1) التوظيف الياباني الناجح للولايات المتحدة (2) النزوع الداخلي نحو الادخار (3) اتساع السوق المحلية (4) الانفاق الواسع على البحث والتطوير. وبغض النظر عن مدى دقة هذا الاجتهاد أو ذاك في تفسير مدخلات النهوض الياباني نرى ان المدخلات الاساسية لهذا النهوض تكمن في الآتي:

1. 1 النظام القيمي الياباني

تتوافراليابان على خصوصية ثقافية وخلفية حضارية وبمخرجات ادت بالفرد الياباني الى ان يتميز بولاء وانتماء فريد الى بلاده. لذا قيل: »ان حب المجتمع الياباني لذاته قد بلغ درجة الانفصال غن الاخرين«.

إن ما تقدم يعود إلى الأثر الممتد للنظام القيمي وبضمنه الاخلاقي السائد في اليابان منذ قرون. فهذا النظام، وكما يقول الباحث الياباني (Moyumi Hoh) استمر يقوم على الطاعة والتراتيبية والتمسك بالتقاليد الموروثة والسيطرة على الذات ونبذ الفردية فضلا عن الانغماس في العمل.

وجراء تأثير هذه القيم لم يؤد تبني اليابان للنظام الرأسمالي إلى أن تؤدي (الآنا) الدور ذاته في مجتمعات اخرى. فالعمل كفريق والولاء للمؤسسة مثلا يعبران عن خاصية قومية يابانية استمرت تدفع بالياباني إلى ايلاء الانتاج كما ونوعا اولوية خاصة على الاستهلاك.

2. 1 توظيف الدعم الامريكي

بعد الاستسلام الياباني في نهاية الحرب العالمية الثانية ذهبت الولايات المتحدة الامريكية الى الابقاء على اليابان دولة ضعيفة. بيد ان معطيات السياسة الدولية في نهاية الاربعينيات وخلال الخمسينيات من القرن الماضي فرضت على الولايات المتحدة انتهاج سياسة مختلفة حيال اليابان. فالابعاد الجيواستراتيجية للثورة الصينية عام 1940 والحرب الكورية عام 1950 احدثت تأثيرا مهما في نوعية ادراك الولايات المتحدة الامريكية لمستقبل دورها في آسيا. فادراكها ان ابقاء اليابان ضعيفة ينطوي على اضعاف دورها الاسيوي ادى بها إلى اعادة تأهيل اليابان من أجل ان تكون ابرز حلفائها وأهم ادواتها في القارة الآسيوية. لذا تدفق الدعم الامريكي، بانواعه إلى اليابان. وقد جاءت حرب فيتنام في الستينيات من القرن الماضي لتؤكد الحاجة الامريكية لليابان وعلى نحو دعم الانفتاح الامريكي عليها بعنصر مضاف.

وبالمقابل لم تتوان اليابان عن توظيف هذه الحاجة لصالح دعم عودة نهوضها مجددا. ومما ساعد على ذلك ان الاحتلال الامريكي لليابان كان قد اجج عصبية قومية قديمة قوامها القبول بما لا يُقبل وتحمل ما لا يُحتمل فضلا عن الدفع نحوالبدء بمراجعة شاملة لكيفية النهوض مجددا اعتمادا على الذات ضمن سياسة التحالف مع الولايات المتحدة الامريكية.

3. 1فاعلية نظام التربية والتعليم

تؤكد آراء ان عهد الميجي (1912-1868م) الذي شهد انفتاح اليابان على الحضارة الغربية هو الذي أسس البداية التاريخية لنظام التربية والتعليم الراهن في اليابان خصوصا وان سعى إلى القضاء على الامية عبر التعليم الالزامي واختيار الصفوة من المتفوقين لتبوء المواقع القيادية في الدولة اليابانية. ومن هنا جاء انشاء (53760) مدرسة ابتدائية و(256) مدرسة متوسطة و(8) جامعات تلبية لهذه الغاية المركبة.

إن مخرجات النظام التربوي والتعليمي في عهد الميجي والاصلاحات التي طرات علية بعد عام 1912 لم تود إلى نشر التعليم على نطاق واسع حسب وانما ساعدت كذلك على جعل اليابان تتوافر على قدرة مضافة ساعدتها لاحقا على ان تكون قوة اسيوية مهمة التاثير.

إن سنوات الاحتلال الامريكي لليابان وان أدت إلى جعل نظامها للتربية والتعليم منساقا وراء الاهداف الامريكية بيد ان هذه السنوات لم تستطع الغاء تلك القناعة اليابانية القديمة بان الارتقاء لا يكون بمعزل عن الاهتمام المكثف بالتربية والتعليم. لذا عادت اليابان بعد انتهاء هذه السنوات إلى الاخذ بنظام للتربية والتعليم قوام، مركزية التوجيه الذي تتولاه وزارة التربية ولا مركزية التنفيذ الذي تتحمل مسؤوليته، آلاف المدارس التي استمرت تحتضن الملايين من الطلاب.

وتتوزع هذه المدارس على رياض الاطفال والابتدائية والمتوسطة، والثانوية. وفي هذه المدارس يتلقى الاطفال والتلاميذ تعليما الزاميا خاصا يستوي ونموهم الجسدي والعقلي عبر ايام دراسية مجموعها في السنة (220) يوما بالمقارنة مع(180) يوما في الولايات المتحدة الامريكية وبعدد ساعات لا يقل عن (30) ساعة اسبوعيا. وتبعا لذلك صار التلميذ الياباني وبعمر (14) يحصل على معرفة لا يحصل عليها نظيره الامريكي إلا اذا بلغ (17) او (18) سنه كما يؤكد بول كنيدي.

إن الحرص على نشر المعرفة داخل المجتمع الياباتي افضى إلى مخرجات تثير الاعجاب. ومنها مثلا ان الامية في اليابان تُعد الادنى في العالم ونسبة كانت في بداية هذا القرن نحو0. 7 من مجموع السكان انذاك والذي بلغ 127. 443. 563 مليون نسمة في عام 2019. والاعجاب ينصرف ايضا إلى التعليم الجامعي الذي تتراوح مدته بين3-4 سنوات تبعا للنظام الدراسي المعتمد في الجامعات اليابانية والذي ينطلق من رؤية يابانية خاصة مفادها ان الدراسة الجامعية هي للصفوة التي يمكن ان تتبؤ وظائف قيادية في الدولة. لذا يتطلب الدخول إلى هذه الجامعات وهي كثيرة اجتياز امتحان قبول صعب.

ووراء هذه الرؤية تطلع يرمي إلى تحقيق التوازن بين شعبية التعليم على صعيد ما قبل الدراسة الجامعية لاشباع الحاجة المتزايدة إلى الملاكات الفنية المتعلمة، وبين اعداد القادة استعدادا للمستقبل. ويلتحق بالجامعات اليابانية نحو 44 من الشباب وهي نسبة تتفوق فيها اليابان على الدول الاوروبية، التي يلتحق نحو 20-25 من الشباب بالدراسة الجامعية.

على أن فاعلية نظام التربية والتعليم في اليابان لا تكمن في خصائص، بحد ذاتها حسب، وانما ايضا في مدخلات سابقة عليه ساعدت مخرجاتها على ان يؤدي دورا مهما في تحقيق النهوض الحضاري لليابان. ولعل ابرز هذه المدخلات هي الخلفية الحضارية والقومية لليابان فضلا عن الرعاية الرسمية له.

فحضاريا تتميز اليابان بانها احدى الامم التي لم تتوان عن التفاعل الحضاري مع سواها مع الحرص، في الوقت ذاته على الاحتفاظ بخصوصيتها الثقافية. فالنزوع نحو المعرفة كجزء من ظاهرة آسيوية عامة دفع باليابانيين إلى استطلاع ما لدى الحضارات الاخرى من معارف وتجارب ومن ثم توظيفها لصالحهم. ومن هنا كانت انماط سلوكهم حيال الحضارتين الصينية والغربية تتماهى وانماط سلوك طالب المعرفة الجاد. وقد ادى هذا إلى ان تترسخ روح التلمذة في الذات اليابانية هذا فضلا عن تمتع المعلم بقيمة اجتماعية خاصة ناهيك عن انتشار ادراك اجتماعي مفاده ان نوعية التعليم هي التي تحدد للفرد الياباني دوره في المجتمع. وجراء ذلك صار الربط بين التحصيل العلمي والنجاح في العمل والحياة قيمة اجتماعية عليا في اليابان.

اما قوميا فتعد اليابان أمة متجانسة في تكوينها القومي. فالعرق الياباني يشكل اكثر من 94 من مجموع السكان. لذا يخلوالمجتمع الياباني من التناقضات والصراعات العرقية والثقافية الامر الذي سهل نشوء نظام تربوي وتعليمي يتميز بوحدة التوجيه والادارة وبمخرجات سهلت بناء جيل ياباني متماثل التكوين.

اما بالنسبة للرعاية الرسمية فعلى الرغم من مشاركة حكومة المركز وحكومات المقاطعات والولايات، الا ان حصة المركز كانت دوما هي الاعلى. فمنذ منتصف الثمانينيات من القرن الماضي كان الانفاق الحكومي على التربية والتعليم يساوي 16. 1 صعودا من مجمل الانفاق الحكومي الياباني. وغني عن القول ان هذه النسبة من الانفاق تجعل اليابان في مقدمة الدول التي تخصص نسبة عالية من مواردها للتربية والتعليم في موازناتها المالية.

4. 1 مخرجات الانتماء إلى عصر الموجة ما بعد الصناعية

قبل نهاية القرن الثامن عشر كانت اليابان دولة متخلفة. ولم يبدأ هذا الحال بالتغييرالتدريجي إلا مع مجيء الامبراطور الميجي. فاصلاحاته الشاملة كان لها الدور الحاسم في نقل اليابان انذاك من حال إلى اخر مختلف نوعيا. وتتفق اراء مع قول بول كنيدي ان مخرجات هذه الاصلاحات ساعدت اليابان لاحقا على ان تحقق »… في بضع عشرات من السنين مما اقتضى تحقيقته(خلال سنوات اطول في الغرب) اذ اصبحت… امة عصرية ذات مؤسسات متطورة… «

ومنذ الستينيات من القرن الماضي بدأت اليابان بالبروز كاحد رموز الابتكار والتطور التقني على صعيد الصناعات التي تنتمي إلى عصر الموجة الحضارية ما بعد الصناعية. ولم تحل السياسات الحمائية ومن ثم القيود المفروضة على استيراد البضاع، اليابانية دون انتشارها الواسع عالميا. إن هذا الانتشار جعل حصيلة التبادل التجاري بين اليابان والعديد من دول العالم لصالح الأولى. ومثال ذلك استمرار تباين حجم الصادرات اليابانية إلى السوق الامريكية بالمقارنة مع حجم الصادرات الامريكية إلى السوق اليابانية.

ويتفاعل ايجابا الانتشار الواسع للبضاعة اليابانية عالميا مع حرص ياباني على الاستثمار الخارجي المباشر ومنذ عام 1951 والناجم عن تراكم الثروة على مدى الزمان. وعلى الرغم من ان هذا الاستثمار يتوزع على دول العالم بنسب مختلفة بيد انه استمر يتمركز في الدول المتقدمة بالمقارنة مع سواها. وقد حظيت الولايات المتحدة الامريكية بالمركز الاول بين هذه الدول. فاستثمار اليابان في الولايات المتحدة الامريكية يفوق استثمار الاخيرة في الاولى.

وقد دفع تأثير هذين المتغيرين: استمرار الفائض التجاري لصالح اليابان وتصاعد حجم استثماراتها داخل الولايات المتحدة الامريكية في العلاقة الثنائية اليابانية ـ الامريكية إلى ان تقترن ومنذ مدة طويلة سابقة بسمة الصراع الاقتصادي الكامن. وجراء مخرجات هذا الصراع، لا مغالاة في القول ان الانسياق السابق لليابان وراء الولايات المتحدة اخذ يتجه وان تدريجيا إلى ان يكون من معطيات الماضي. ومما يساعد على ذلك استمرار ادراك ياباني مفادتهان الولايات المتحدة تسعى الى الحد، في الأقل من النهوض الاقتصادي الياباني ومشروعها القومي: اسيا للاسيويين بقيادة اليابان.

2. مدخلات الضعف في الجسد القومي الياباني

إن عناصر القوة التي يتميز بها الجسد القومي الياباني لا تلغي تأثير مخرجات عناصر الضعف فيه. ونرى ان اهمها تكمن في الآتي:

1. 2 الافتقار للموارد الأولية الأساسية

اليابان ارخبيل ضيق يتكون من (3000) جزيرة تفتقر إلى مصادر الطاقة والمعادن غير الوقودية وكذلك إلى الموارد الغذائية والحيوانية. إن هذا الواقع جعل اليابان من بين الدول الفقيرة في العالم. ولا يغير من ذلك توافرها على قدر محدود منها لا يكفي لاشباع الحد الادنى من الحاجة الداخلية المتزايدة إلى هذه المصادر والموارد. وقد افضى هذا الواقع الطبيعي إلى الآتي:

اولا ان اليابان اضحت شديدة الاعتماد على المصادر الخارجية لتأمين حاجاتها الاساسية. ومنها النفط مثلا. فحاجتها الفائقة اليه ادت إلى ان تكون بمثابة الدولة الاولى في العالم المستوردة له. ومن المرجح ان تبقى كذلك في الزمان اللاحق. وتُعد منطقة الخليج العربي من بين أبرز مناطق الفيض النفطي في العالم أهمية بالنسبة لليابان خصوصا وانها تؤمن لها نحو 76 من مجمل استيراداتها النفطية.

ثانيا إنها جراء نوعية اعتماديتها الخارجية اضحت من بين أبرز الدول المتقدمة صناعيا تأثرا بتلك الأزمات الاقليمية والعالمية، التي تنطوي على تعطيل لتدفق استيرادتها الامر الذي يجعلها اكثر انكشافا امام اداة الترهيب السياسي الخارجي.

ثالثا إن الانفاق الواسع على الاستيراد أدى إلى ان تتعرض احدى مقومات نهوضها اي الادخار إلى استنزاف مستمر خصوصا وان قائمة الاستيرادات اليابانية للموارد الأولية مفتوحة النهايات. لذا تُشكل مشكلة نقص الموارد الاولية تحديا مهما لليابان. صحيح انها عمدت إلى ابتكار تلك الموارد البديلة للحد من آثار هذه المشكلة بيد انها تبقى مؤثرة.

2. 2 شيخوخة المجتمع الياباني

تتميز اليابان كسواها من الدول الاوروبية مثلا بارتفاع نسبة المعمرين من السكان(65 سنة صعودا) بالمقارنة مع الفئات العمرية الاخرى: الاطفال والشباب. وقد استمرت هذه النسبة بالتصاعد عبر الزمان حتى وصلت في اوائل القرن الحالي إلى نحو 16. 3 من مجموع السكان. ومن المرجح استمرار تصاعدها وهو الامر الذي سيجعل معدل نمو السكان في سن العمل في اليابان هو الأقل بين القوى الصناعية الكبرى.

وينطوي النمو المستمر في عدد المعمرين و/أو المتقاعدين في اليابان على احتمالية تحول المجتمع الياباني إلى مجتمع لكبار السن: قليل الانتاج وكثير الاستهلاك، فضلا عن الحد من زخم الاندفاع الياباني التقليدي إلى الامام. ان هذه الاحتمالية لا يلغيها القول ان اليابان تتوافر على قدرة توظيفهم في اعمال تتناسب واعمارهم، أو استخدام الانسان الالي بديلا عنهم، وعلى نحو يجعل دورهم يستوي ومثيله في الدول الصناعية الاخرى.

على ان الامر لا يقتصر على البعد الاقتصادي وانما يمتد ليشمل كذلك ابعادا اخرى. ولعل من بين اهمها وابرزها احتمال تصاعد المطالبة الداخلية بالعودة إلى تبني سياسة العزلة تامينا للاستفادة من الانجازات الداخلية، وتجنبا للدخول في صراعات مع دول اقليمية تتقاطع مشاريعها مع المشروع الياباني في القيادة الاسيوية كالصين خصوصا.

3. 2 افتقار النموذج الياباني للمعنى

كمفهوم للمعنى دلالات متعددة ومن بينها القدرة على نشر قيم ثقافية خاصة باحدى الامم، أو الدول في العالم ولاغراض قد يكون منها التعويض اما عن نفوذ دولي محدود أو مفقود أو دعم تأثير دولي موجود بعنصر مضاف. وفي كلتا الحالتين تقترن الغاية النهائية لهذا النزوع برفد قدرة هذه الامة، أو الدولة على الفعل الدولي بعنصر مضاف.

وبالقدر الذي يتعلق باليابان لا يختلف الراي في ان نموذجها في الارتقاء الحضاري ولاسيما في جانبه المادي يستحق الاعجاب بيد ان هذا النموذج يفتقر إلى القدرة التي تدعمه ثقافيا اي يفتقر بعبارة اخرى للمعنى هذا لصعوبة التوفيق بين النمو الاقتصادي والقدرة على صنع المعنى. وقد راى زكي العابدي واخرون في ذلك »… تعبيرا في حد ذاته عن وجود قوة دون رسالة«.

ويكمن ما تقدم في تأثير انتشار شعور ياباني بالتميز عن الغير تأسس على قناعة بالنقاء العرقي دعمه انغلاق طويل على الداخل وتجنب التفاعل الحضاري اضافة إلى انجاز اقتصادي فريد أدى إلى الثراء. ويتفاعل الشعور بالتميز مع لغة تتسم بالصعوبة وعلى نحو أدى إلى تعطيل التعرف عالمياعلى الانتاج الثقافي الياباني. ولا يعني ذلك ان اليابان لا تسعى إلى نشر لغتها وتسويق ثقافتها.

*استاذ العلوم السياسية ودراسات المستقبلات

العدد 101 –شباط 2020