معرض بيروت العربي الدولي للكتاب 65

الصّمود الثقافي نموذجًا

لم تتوقف بيروت يوماً عن إبهار العالم بقدرتها على الصمود والمواجهة حتى في أعتى الأزمات وأصعب الظروف. إذ استطاعت طيلة السنوات العجاف التي مرّت، أن تبقى في صلب المشهد، الثقافي والحضاري، مبرهنة للعالم أن في استطاعتها تجاوز المحن مهما عظمت وتفاقمت. كما أثبتت جدوى الدور التاريخي الذي تؤديه، على مستوى الريادة والثقافة والكتاب والنشر والصحافة والأدب والعلم والفنون.

الافتتاح

وها هو عميد المعارض العربية يعود لهذا العام في دورته 65، معرض بيروت العربي الدولي للكتاب، في دورة متميزة وناجحة على جميع المستويات، برعاية رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وبحضور رسمي وثقافي ودبلوماسي.

وفي الافتتاح يوم 23 ديسمبر، قال رئيس الحكومة “إن اللقاء هو قدراللبنانيين خصوصا في هذه الظروف العصيبة التي نعيشها و يوجب على كل طرف التقدم خطوة باتجاه الآخروالبحث عن مواطن التلاقي في حياتنا الوطنية”. وأضاف: “قد يستغرب البعض، في خضم الحرب المستمرة منذ شهرين في غزة وجنوب لبنان، أن نكون هنا لنحتفل بافتتاح “معرض بيروت العربي الدولي للكتاب”، لكن الرد على هذا الاستغراب يأتي بديهياً وتلقائياً، فالمعرض الذي يفتتح اليوم دورته الخامسة والستين، صمد رغم كل ما مرّ على لبنان من حوادث وحروب خلال السنوات الماضية واستمر، لأن اللبنانيين يصرون على النضال لتبقى بيروت عاصمة الثقافة والفكر والكلمة الحرة. لقاؤنا اليوم يمثل خير تجسيد للمقاومة الثقافية لكل الارهاب الذي يمثله العدو الاسرائيلي، وبأن الكلمة كانت وستبقى الرد الأقوى والأنبل على كل الحمم التي يطلقها ضد جنوبنا الباسل حاصداً البشر والحجر، فمعرض بيروت للكتاب كان ولا يزال ملتقى للمساحاتُ المشتركةُ الكثيرة، وأهمُّها شهاداتُ الدم التي بذلَها اللبنانيون بأطيافهم كافةً، ولا يزالون يبذلونها، من أجل حريتهم واستقلال بلدهم وسيادته.”

على مدخل المعرض

وألقت رئيسة نادي الثقافي العربي السيدة سلوى السنيورة بعصيري كلمة أكدت فيها أن اللقاء بمهرجان الفكر والعقل الذي ينظمه النادي منذ عام 1965 في دورته 65 في خضم جنون آلة القتل والدمار حيث تجتاح قطاع غزة، وتنفذ الإبادة الجماعية والتهجير والتطهيرالعرقي على مرأى ومسمع المجتمع الدولي. وأضافت :”لقد آمن النادي الثقافي العربي، الذي يكاد يكمل سنواته الثمانين بأهمية السلام العالمي المبني على القيم الإنسانية، وفي مقدمها حق الشعوب في تقرير مصيرها، وبناء دولها على قواعد السيادة والعدل والحرية والديمقراطية، كذلك آمن النادي الثقافي العربي بأن حصون السلام تبنى عبرالارتقاء بوعي الفرد والجماعات على مسارات تحقيق إنسانية الإنسان، وبأن السلام يدعم بالنضال الفكري من أجل تجذير ركائزه”.

وقد شهدت هذه الدورة إقبالاً كبيراً من حيث مشاركة دور النشر والرواد الذين لامست أرقام حضورهم عشرات الآلاف من مختلف المناطق،لا سيما طلاب المدارس والمعاهد والجامعات، كما تميزت ببرنامج ثقافي غني من الأنشطة المتنوعة والمتعددة التي تجاوزت الستين بين الندوات

من احدى الندوات

والمحاضرات وورش العمل، توزعت عناوينها بين الثقافي والفني والشعري والسياسي والإقتصادي والأدبي واللغوي وصولا إلى الإعلامي والدراما وغيرها من العناوين،وكانت فلسطين وغزة حاضرتين في نشاطات المعرض على أكثر من صعيد. وخصص المعرض جناحا خاصا باللوحات الفنية والرسوم المختلفة والمسابقة الخاصة بطلاب الجامعات والنشاط الترفيهي الخاص بالأطفال في فترتي الصباح والمساء،حيث نُظمت ورش للأطفال، ومسرحيات خاصة بهم، كما كانت للسينما محطة خاصة، إلى تواقيع الكتب التي وصلت إلى 150 توقيعاً في الشعر والأدب والرواية والفكر والسياسة وغيرها.