وللحب عيد 

عرفنا الحب في اللحظة التي تنفسنا فيها هواءً خارج أرحام امهاتنا ، او قبل ذلك ،، عرفناه باحتضانهن لنا ،، برعايتنا ،،بشغل ايامهن على راحتنا وبسهر لياليهن للاطمئنان على هدوء نومنا وصحتنا .

عرفناه بحنوّ ابائنا وتعاطف أقاربنا وجيراننا ، عرفناه مع زملائنا وأصدقائنا في مراحل حياتنا المدرسية او العملية ،، ولم نتساءل عن الحب ،، كيف ومتى جاء ،، وهل وجب علينا الاحتفاء والاحتفال به كحدث خارجيّ ؟ ام انه حاجة خلقها الله في نفوس كل مخلوقاته تظهر وتترجم بشكل طبيعي في سلوكها منذ بدء الخليقة والى ان يرث الله الارض وما عليها ؟؟؟

يعبّر الانسان عن حبه ومشاعره بكلمات او افعال قد تكون بامور كبيرة او لفتات صغيرة لا يُستغنى عنها ،، الا ان للمخلوقات الاخرى أساليب وطرق تعبّر بها فنراها ونحمد الله ونسبحه على خلقه . الم نلاحظ القطة الوالدة حديثا وهي تقدم الطعام لصغارها ولا تقربه الا بعد ان يشبعوا وان كانت جائعة ؟ ونشاهد الدجاجة تذود عن فراخها وتحميهم وان تعرضت للموت ؟؟. حتى الشجرة المثمرة تنحني وتجعل من اوراقها غطاءً يحمي الثمرة حتى تنضج ؟؟ كل هذا هو الحب . فهل افلس المجتمع الإنساني فأوجد له يوما في السنة كي يتذكر انه يجب ان يحب ؟؟؟

أبداً ،،،،، فالشباب الذي يضحي بحياته من اجل حرية بلده ،، هذا حب ،، وان يرفض اغلب الشعب العربي اتفاقيات الذل والهزيمة مع الكيان الصهيوني ،،، هذا حب ،،، ان يهاجر البعض من بلاده خوفا على حياته واولاده ثم يتمزق ألما وحزناً كلما شاهد او سمع بمأساة تحصل في بلاده على أيدي من احتل او استعبد شعبه بشكل او باخر ،،، هذا حب .

ان يوقّع مئات الصحفيين والاعلاميين المصريين على تجديد العهد بعدم قبول التطبيع مع اسرائيل رغم مرور اكثر من أربعين سنة على اتفاقيات ( كمب ديفيد ) ،،، فهو تعبير يشهد لهم بحبهم لمصر وللأمة العربية وإيمانهم بحق الفلسطينيين في ارضهم ومزارعهم وبيوتهم ،، هو حب يوجه بوصلته في الاتجاه الصحيح ، بوصلة الحق والحريّة والكرامة لكل الارض العربية من المحيط الأطلسي وحتى الخليج العربي ،،،،

وللامانة فان شعب مصر وطليعته من المثقفين والصحفيين والاعلاميين والفنانين لم يخذلوا الأمة العربية على مرّ عصور التاريخ وحين كانوا في مركز القيادة اوفوها حقها رغم المؤامرات التي دُبرت له ،،،

وان نحيي شعب مصر بوقفة طلائعه من القضية الفلسطينية فهذا تعبير منا عن حبنا لمصر ولكل بلد عربي

العدد 114 / اذار 2021