سليم نصار

بقلم: ابراهيم يوسف يزبك

خارج الموضوع؟

اجل، اذا ظل الموضوع اياه: رصد سياسات عواصم المنطقة،والغوص في بحورها، واستقراءمعالمها ومخابئها! وفي هذا الميدان، ما برح سليم نصار يتابع شؤون الشرق الاوسط وشجونه ويواصل عرض ما استقصى في اطلالاته الصحافية اليومية والاسبوعية، فيطلعنا على ما لم نعلم بروّية ودقة حيث الانباء والتحليل والنقد المميزة بالرصانة والمعرفة. وقد استمرت تلك الشيم سمته اياها على مرّ الزمان. ففي تلك المجالات وهي في رأيه، الموضوع الاساسي، ما يزال سليم نصار، منذ بضعة عقود السنين، الباحث الثقة والناقد المنزّه، فلم ينقطع عطاؤه ولم تنضب براعته بل انه بقي عذب المشرب، دمث الخلق، سلس السجيّة.

قد يكون كتابه الاخير »خارج الموضوع« المحافظ على تلك الوجوه المميزة، قد جاوز المرتع المألوف. لان ميدان الصحافي المحلل تخطى هنا اولويات الديار العربية والشرقية. وقد تخلى عن الحدث الآني وملابساته وخلفياته وانتقل الى العالم الأوسع فاختار صانعي التاريخ واربابه ونجومه وسلّط الضوء على وجوه جهلها الكثيرون أو جهل نواحي مهمة فيها.

وفي ذلك نهّج محدث في التركيز على سيماء انسانية لوجوه يجهلها الاعلام المألوف أو يتجاهلها: مانديلا، راسل، يوليوس قيصر… وفي هذا التجوال العالمي لا تمحّي كل المشاعر الشخصية لكلامه على نيكسون وبرتراند راسل واميل خوري »الاستاذ الكبير«… فضلا عن نواح انسانية مؤثرة كالحديث على ابنة ستالين.

من اجل هذه، رأى الكاتب ان مؤلفه جاء خارج الموضوع،الموضوع المألوف، الذي يهم قارئ الجرائد والمجلات. هل صحّ المآل، انه المرجّح. لان في هذا الكتاب لوحات تعزز وجه التاريخ فصلاً عن صفحات تستعيد الاحداث وتدغدغ الحقائق التاريخية كالاهتمام في اعادة محاكمة قاتلي القيصر بعد اكثر من الفي سنة.

كل ذلك نقرأه باهتمام وعناية ومتعة اذ يبدو الراوي، من خلاله، صحافي الزمان الماضي ومؤرخ الزمان الحاضر.

عشية تسلّمه جائزةنوبل، كتب الصحافي والاديب الفرنسي، المولد والمنشأ، البير كامو، قال: »إنّ الصحافي لمؤرخ الحاضر«.

قلنا: وما سليم نصار الاّ ذلك!

ـ غلاف »خارج الموضوع«

ـ الزميل سليم نصار