»يحب ان نستمسك بالاحلام«

جاد الحاج

ظلال التين والزيتون

آن فيربيرن

ضوء قمر شاحب

رأيت فيه الوجه المضطرب لسميح القاسم

متنهداً وقائلا: الاشواك تمزقنا

نعيش كأننا عبيد

بوابات رفح موصدة بحظر التجول

وحين تُفتح تبدو جراحاً

وينضم محمود درويش ناشداً:

جبل الكرمل فينا، اعشاب الجليل جفوننا

الارض قمح ونجوم

وملحها نحن، وجرحها نحن

نستمسك بالاحلام في ليال محزنة

فدوى طوقان قالت:

انهم يجلدون قدسنا، موصد دوننا قلب العالم

شقيقها ابراهيم يغني لصفاء الروح وثبات القلب

تقول مي صايغ: اشجار البرتقال تبكينا

يصدح توفيق زياد في رام الله،

في اللد، في الجليل

سنظل نحرس ظلال التين والزيتون،

واطل المتنبي البليغ بعينيه النجمتين

وسوسنة في يده وقال:

يجب ان نستمسك بالاحلام دائماً

قزم جميل واحلام كثيرة

بيتر باكوسكي

احلم بقزم رأسه جميل

بكآبة البهلوان، ببسمة الزاني البلاستيكية

بما يفكر به الشنّاق

بنواطيرالمنارات، بخفر الصرع الأزرق

بإطفائيين يخمدون النار بمواء قطة

بالشيطان يعب الجعة

براعي بقر يحطم كرسياً على نافوخ سترافنسكي

احلم بجان دارك تضحك

بقساوسة يقامرون

بزوارق ملأى بعصافير الدوري

بنزيف هزات ارضية

يقع الفقراءايضاً فريسة انياب الطبيعة

 احلم بشهامة الاوز الفريدة

بالذي اخترع النابالم، بطقل يشتري مسدسه الاول

ببلطة قاطع الرؤوس ملطخة بالدم

بمُشعل الحرائق مغنياً

احلمني اعبر النروج، احلمني ابكي في مصح عقلي

احلم بالسماء تمطر دماً فجأة

والجميع يصرخون في الشوارع

احلم بفاجعة قطيع داخل دائرة النار

بقبلات شوكٍ من حسرة القطيع

بالمتخفين في وسائل النقل، بآكلي اللهب، بنساك الجزائر

بإيمان الألباتروس، بدمعة نابوليون الاخيرة

بمشردين ينامون على درج بنك

برصاصاتٍ قتلت رجالاً كانت ايديهم تحرث الارض

وبأيدي الصبايا الراقصات

احلم بكل الدموع التي ذرفت في روسيا، ايرلندا وبولندا

باطفال يتقافزون فوق الالغام

يالرجل الذي يضع رأس حية شرسة في فمه

بالرجال الذين يضعون فوهات البنادق في افواههم

بزفرات متسكع مهيض الجناح

بما يفكر به بائع الصحف الصبي الابكم

احلمني متسائلا ماذا يرى الله في المرآة

احلم بحب بسيظ كرشاشة الزرع

بحب يرفرف متسامياً فوق الشرح

بحب مثير كالحرية

بالموت مثل شجرة، أنفضُ الخريف ببساطة عن كتفي

بموت بسيط ليس بشظية

كم اتمنى ان اموت وقد نقلت اليكم كل الاشياء

الجميلة التي في قلبي

كي تدووور وتشتعل

اخترت القصيدتين اعلاه من كتاب »عندما ينظر الله في المرآة« الذي يحتوي على حوالى ثمانين قصيدة لشعراء استراليين. ترجم القصائد وقدم لها الشاعر اللبناني المهاجر إلى استراليا شوقي مسلماني.

 آن فيربيرن شاعرة استرالية مخضرمة بالغة الاهتمام بالشعر العربي منذ عقود. وبيتر باكوسكي من اصول بولندية-المانية ومواليد ملبورن 1954 رحالة متأثر بالشعر الاميركي الحديث، يتمتع بصوت فريد، بسيط العبارة. وقد فاز باكوسكي بجوائز عدة منها الجائزة الادبية الكبرى لحاكم ولاية فيكتوريا سنة 1996