ألإعلام سلاح العصر 

قديماً قيل ( آفة المجتمعات ،، ألجهل والفقر والمرض ) ،، وقيل ( لو كان الفقر رجلاً لقتلته )

يحدثنا التاريخ أن المجتمعات البشرية يُقاس رُقيُّها بما توفره لشعوبها من إمكانياتٍ لرفع مستواهم العلمي والإقتصادي والصحي ،، والأمة القادرة على حلّ المعادلة التي تضمن حق كل المواطنين بفرص العيش بمعدلٍ  يتجاوز خطوط الفقر المادي وفرص التعليم والصحة البدنية والعقلية ، تكون جديرة بقيادة شعبها والامم الأقل منها شأناً في احدى أعمدة الحياة الجيدة ، ،، وكما يُحدثنا التاريخ عن قيام دولٍ كبرى وامبراطورياتٍ واسعة النفوذ ،، يخبرنا كيف تتهاوى لصالح دوَلٍ وإمبراطوريات أكثر حداثة وأوسع علماً ورفاهيةّ اجتماعية ،،، فتكون الجديدة قد وفّرت متطلبات القوة والمَنَعة لتقود غيرها ،،، وهكذا ،،،،

أما الآن وما يُستَقبل من سنوات قد تطول أو تقصر  حسب قواعد المنافسة المعروفة وغير المعروفة ، فقد تغيرت قواعد اللعبة ،،، فالسلاح الأقوى هو ( الإعلام )

لم يكن الإعلام أكثر تأثيراً مما هو عليه اليوم ، فبفضل وسائله التي تتسارع في التطور والتنوع ، أصبح المسيطر والموجه الأساس لكل مناحي الحياة ،، كما اصبحت وسائلُ التواصل الإجتماعي بديلاً للعائلة والمدرسة في تربية الاطفال وتنشأتهم بعيداً عن القوانين والأعراف التي كانت تحكم المجتمعات وبمتطلبات ذات قيَمٍ وأخلاق إرتضتها بعد قرون عديدة من تراكم الخبرات والحضارات الانسانية المتنوعة . إن اراد الإعلام أن يُعلي من شأن خُلُقٍ  أنكرته المجتمعات ورفضته لكونه يُسئُ لتركيبة المجتمع ويفسده ، فما عليه الا ان يُشير له باستحسانٍ  ويفرضه بدعوى ( الحرية الفردية ) وبين يومٍ وليلة تسقط المحرمات  ويتدافع الناس ليكونوا جزءً من ( التطور ؟؟) الجديد .

وقد استغلت الشركات والمؤسسات التي تسعى للربح السريع ولأغراض كثيرة اخرى لا مجال لإحصائها هذه السيطرة كي تتحكم أكثر في رقاب البشر دون وازعٍ من ضمير او خلقٍ سويّ .

فحين أرادوا إختبار قدرتهم على جعل الشعوب تستكين لإرادتهم ، أعلنوا عن اجتياح مرض ( كوفيد ١٩) وصوروه واقفاً أمام كل باب بيت ليحصد ارواح البشر ،،

وبعد أن حصدت شركات الدواء المليارات من جيوب المواطنين ،، توقف المرض عن الإنتشار ولم يعد قاتلاً ،، بل تحولت وجهتهم الى حربٍ مفتعلة بين روسيا واوكرانيا ،، ولتتراكم المليارات في جيوب شركات السلاح  ، والضحية قتلى ومهجرين وانهيار اقتصادي في الكثير من بلدان العالم ،، والنهاية لم تصل بعد .

والسؤال ،، هل مالكي الشركات الرابحة هم انفسهم مالكي ومحركي الإعلام ،، ام العكس هو الصحيح ؟

الجواب في نصف القرن القادم ،، بإذن الله