العدد الخمسون بعد المائة …وتستمر المسيرة 

أود أن أتحدث عن كل ما يتزاحم حولنا من أحداثٍ وقضايا يصعب أن لا نتطرق لإحداها ،،

يسعدنا مرور ما يقارب الثلاث عشرة سنة وإصدار العدد المائة والخمسين من ( الحصاد ) مما يدعوني لتثمين ما قُدمَ فيها من جهودٍ بذلها كتّابها ومحرروها وهيئتها الإدارية من تنوّعٍ في المواضيع وفي إخراجٍ متميّزٍ نفخر به ، وتوقيتٍ نبذل جهدنا أن لا يتأخر عن موعده المحدد كل أول شهر

ولنتحدث عن لغتنا العربية ، الرابط الحقيقي الأصيل الذي تبقى لنا يذكّرنا أننا شعبٌ عربيٌ من الخليج العربي حتى المحيط الأطلس ،،، اللغة المعبّرة عن قيَم الحضارة والتاريخ والتراث والدين والإنسانية بأجمل صورها ،، أمةٌ تجمعها اللغة وتفرقها السياسات ،، ينبهنا الأستاذ رؤوف القبيسي إلى خطورة تراجع الإهتمام باللغة العربية على الأجيال القادمة وعلى مستقبل أمة ( الضاد ) وخطورة استعمال لغاتٍ أخرى بدلاً عنها ،  ومن جانبنا نؤيد تخوفه وندعو المعلمين والكتّاب إلى الحثّ على التعلّم الصحيح والتصدي للأخطاء اللغوية المنتشرة في كثير من الكتب والصحف ووسائل التواصل الاجتماعي وما أكثرها ،، ولو كان الدكتور المرحوم ( مصطفى جواد ) بيننا اليوم لأمتشق قلمه ليضيف صفحاتٍ كثيرة على برنامجه الشهير ( قل ولا تقل ) كما بيّنه لنا الدكتور حسين رشيد الطائي في مقاله ،،، وللدكتور نسيم الخوري رأيٌ وتخوفٌ  من ضاهرة تزايد الجامعات الأجنبية في البلدان العربية دون رقابة حقيقية من وزارات التربية والتعليم العالي ، مما خرّج طلاباً بشهادات عليا بعضها مزوّر ،

هذه بعض همومٍ أمتنا العربية ،، والأمر الذي وعدنا أنفسنا أن لا نتوقف عن التركيز عليه حتى يتوقف العدوان البشع وجرائم الإبادة العنصرية بحق شعب فلسطين وبالذات شعب غزة التي مافتئ جيش الاحتلال الإسرائيلي يقتلهم بالآلاف ومازال الضمير العربي والإنساني متحجراً وهو يشاهد كل شئ أمام أعينه . وقد كان لنا لقاء مع سفير فلسطين (الدكتور حسام زملط ) في مكتبه وتجدون نصّه في صفحات هذا العدد ،، وأود أن أتقدم له بالشكر أن وفّر لنا وقتاً للحوار رغم كثرة مشاغله ومواعيده المتواصلة فهو الرجل الذي يتحدث بإسم الفلسطينيين أجمعهم ويصد كل هجومٍ عليهم من الآخرين .

الحرب مستمرة على غزة وفلسطين كلها ،، عفواً ليست حرباً بل إبادة جماعية لشعبٍ عربيٍ فلسطينيٍ حر يؤمن بحقه في أرضه وحياته ويريد الإسرائيليون والموالون  لهم عرباً وغير عرب أن يُبادوا ولا تقوم لهم قائمة ،، إلا أنّ النصر حليف الشعوب وإن طال الزمان .