العرب وإسرائيل 

منذ اسابيع إبتدأ صوم المؤمنين المسيحيين قبل عيد الفصح المجيد ، ومنذ أيام قليلة هلّ شهر صوم المسلمين في أقدس شهر ( شهر رمضان الذي أُنزِلَ فيه القرآن هدىً للناس ) ،، ومع كل صوم وصلاةٍ يناشد المؤمنون العرب ربَّ السموات والارض أن يُعيدَ أرض فلسطين حرةً لأهلها وأن يعودَ العرب أحراراً في بلادهم دون تدخُّلٍ  من ايِّ  قوىً أجنبية أياً كان مصدرها .

قالت شهيدة عراقية قبل إستشهادها في فلسطين ( كفانا تنظيراً وفلسفةً وبحثاً عن من يؤيد التضحية او يرفضها ،، ألحلُّ في المقاومة بالسلاح كيفما كان شكله ) ، بعدها التحقت بالمقاومة الفلسطينية لتعود بعدها مرفوعة على الأعناق وتُزفّ بأكبر تظاهرة في بغداد الى دار الحق ( عسى الله ان يتقبل شهادتها من أجل فلسطين والأمة العربية )

ثلاث وخمسون سنة مرت على يوم استشهادها في (آذار ،،مارس 1970 م ، وما زالت قوافل الشهداء تتابع على هذه الارض الطاهرة ،،إن كان طُهرها لقدسيتها او لتتابع  الانبياء والرسل على أرضها أم لقدسية دماء الشهداء الذين آمنوا بأن طريق الحرية لن يأتي بالخضوع والإستسلام بل بالمجابهة والشجاعة والإصرار على إحقاق الحق وإبطال الباطل ( وقل جاء الحقُ وزهق الباطل ، إنّ الباطل كان زهوقا ) .

يقول المثل العربي ( إشتدّي أزمة تنفرجي ) فهل آن الأوان للإنفراج ؟ تنمّر إسرائيل ليس على الفلسطينيين وحدهم بل على كل العرب ،، ان يخرج وزير خارجيتهم بخارطة تُلحق الاردن بإسرائيل إضافة الى ما ضمته من أجزاء في سوريا ولبنان والضفة الغربية من أرض العرب ، ويُعدُها ارضاً اسرائيلية ، هو بذلك يصفع كلّ من دعى الى الصلح والإعتراف وحاول اجبار  الشعب في بلده على التطبيع مع إسرائيل ، رغم رفض أغلبية الشعب العربي لهذا التطبيع مهما كانت وعود السلام والأمن التي وعدوه بها ،، الا أنّ اصغر طفل عربي يعرف أنْ لا عهد لإسرائيل منذ أن نقضوا عهودهم مع كل الأنبياء والرسل الذين بعثهم الله لهداية البشر ، وبالرغم من احترام الجانب العربي لتلك العقود الا أنهم ما عملوا الا على خيانتها والتملص منها .

آن الاوان ان يلتفت العرب الى عدَمية الدوران في محيط الغرب وعلى الخصوص أمريكا وحلفائها وان يكتشفوا قوتهم الذاتية إن اجتمعوا على كلمةٍ توحد موقفهم من الخليج العربي وحتى المحيط الاطلسي ، وأن يكون تعاملهم مع الاخرين الند للند ،، لهم ما لهم وعليهم ما عليهم ، وأن لا يحيدوا عن ما يخدم امتهم العربية ومساندة بطولات الشعب الفلسطيني في تحدِّ الإستعمار ألصهيوني وتأكيد قسَمهم أن لا يستكينوا حتى تعود فلسطين حرة لأصحابها .

 وقد قالها الفلسطينيون ، لا طريق للحرية الا بالقوة كما أُخذت بالقوة ، وكما اعلنها زعيم الامة الخالد ( جمال عبد الناصر ،، رحمه الله ) ما أُخذ بالقوة لا يُسترد الا بالقوة ،، ولن تأتي القوة من الخارج بل من عمق الشعب العربي أينما كان.