الغذاء التكنولوجي

حليب بلا أبقار ,لحم بلا أغنام, سلمون بلا بحار, طماطم بلا تربة ,رز بلا مزارع, بيرجر بلا لحوم……!!!؟؟؟

يتسأل الكثيرون هل يعقل هذا و هل هذا الطعام اصبح متاحاً ؟

و للإجابة على هذا السؤال سوف نفصل بتاريخ هذه الصناعة و منتجاتها و ايجابياتها و سلبياتها

ما هو علم تكنولوجيا الغذاء؟

حسب قاموس أكسفورد فان علم تكنولوجيا الغذاء(Food Science and Technology): هو العلم الذي يهتم بتطوير الأطعمة و تصنيعها و حفظه, و يستخدم هذا العلم الذكاء الاصطناعي و انترنت الأشياء و جمع و تحليل البيانات و التكنولوجيا الحيوية و الهندسة الوراثية و تعتبر سنغافورة الدولة الأولى عالميا بهذا العلم.

و قد أصبح هذا العلم يُدرس بالجامعات يدرس الطالب بهذا التخصص مواد مختلفة في علوم الأغذية وتقاناتها وحفظ وتصنيع وكيمياء وصحة وسلامة والكيمياء الحيوية وعلوم الأحياء الدقيقة للأغذية, إذاً هو علم يجمع بين الفيزياء و الكيمياء و الاحياء و الهندسة و التغذية و الأحياء الدقيقة.

نرى أن الكثير من الدول المتقدمة  تركز على الابتكارات، كالزراعة العمودية والدقيقة, واللحوم ومنتجات الألبان البديلة،  وتساعد هذه الابتكارات و الاختراعات في جعل سلسلة الإمداد الغذائي أكثر كفاءة و استدامة، و رغم ذلك لا تعتبر هذه التقنيات الأساليب المثلى لإطعام البشرية بظل زيادة السكان الخيالية و خصوصاً بالدول الفقيرة إضافة لكون الشركات المصنعة لهذا الغذاء صغيرة و ناشئة و لا تحقق الربحية بعد و تعتمد على الجودة و التميز أكثر من الكمية , و عدم اقدام عمالقة الغذاء العالمي بالاستثمار بهذه التكنولوجيا.

و اليكم حقائق و احصائيات عن الغذاء العالمي:

  • في كل عام ، نهدر ثلث الطعام الذي ننتجه ، وأحيانًا قبل أن يصل إلى موائدنا. علاوة على ذلك ، يعاني 26٪ من سكان العالم من السمنة أو الوزن الزائد.
  • يؤثر نظامنا الغذائي على البيئة من خلال استهلاك الطاقة المتعلقة بالطعام وتوليد النفايات.
  • إن إفقار الأراضي ، وإهدار المياه ، والصيد الجائر ، وتدهور النظم البيئية البحرية يقوض قدرتنا على توفير الغذاء.
  • تستهلك صناعة الأغذية العالمية 30٪ من الطاقة التي ننتجها وتنبعث منها 22٪ من إجمالي الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
  • تشكل شركات تكنولوجيا الغذاء حصة 250 مليار دولار عام 2022 و منها شركة البيرغر الشهيرة (Beyond Meat) و المنتجة للبيرغر من الخضار و المدرجة بمؤشر ناسداك ,و المدعومة من بل غيتس مؤسس ومالك شركة مايكروسوفت.
  • تلقت الشركات الناشئة في مجال تكنولوجيا الأغذية تمويلًا إجماليًا مذهلاً بقيمة180 مليار دولار بعام 2020.

اتجاهات وأمثلة لتكنولوجيا الأغذية

ما هي شركات الفود تك؟

Food Tech – دمج كلمتَي الغذاء والتكنولوجيا – يشمل الشركات والمشاريع التي تستخدم تقنيات مثل إنترنت الأشياء (IoT) ، والبيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي (IA) ، من بين أمور أخرى ، لتحويل صناعة الأغذية الزراعية إلى صناعة أكثر قطاع حديث ومستدام وفعال في جميع مراحله من تحضير الطعام إلى توزيعه واستهلاكه .

عادة ما تكون مشاريع البحث والتطوير هذه في أيدي الشركات الناشئة المبتكرة للغاية التي تستثمر بكثافة في محاولة تقديم حلول إبداعية وتكنولوجية للتحديات المعاصرة مثل النمو السكاني وتداعياته على الأمن الغذائي ورقمنة المجتمع والآثار كتغير المناخ ونقص الموارد الطبيعية وهدر الغذاء والأثر البيئي لإنتاج الغذاء.

تشمل أهم الاتجاهات في الثورة الغذائية التي سببتها شركات التكنولوجيا الغذائية الزراعة التكنولوجية الحيوية ، ومنصات تداول المنتجات الزراعية ، والطاقة الحيوية والمواد الحيوية ، والروبوتات الزراعية ، والأغذية العضوية وأنظمة المحاصيل الجديدة. تحدد بوابة مجلة TechFood بعض اتجاهات تكنولوجيا الغذاء:

  • الوجبات الخفيفة وإعادة التدوير:تعد الحشرات والأعشاب البحرية وجلد السلمون من المكونات التي يمكن العثور عليها بالفعل في فئة المقبلات الصحية ، مع سوق دولي يمكن أن يصل إلى 32 مليار دولار بحلول عام 2025.
  • تتبع الغذاء: بدأت محلات السوبر ماركت والهايبر ماركت في استخدام تقنية blockchain بكثير من المنتجات و من تطبيقاتها الحالية تستطيع تحديد أن لحم الدجاج يأتي من دواجن خالية من المضادات الحيوية.
  • الأتمتة في محلات السوبر ماركت والمطاعم: يعد النوادل والطهاة الآليون ، ومركبات التوصيل التي يتم التحكم فيها عن بُعد ، والطائرات بدون طيار التي تشرف على رفوف العرض وتجري عمليات الجرد في الوقت الفعلي من بعض الابتكارات في مبيعات التجزئة.
  • البروتينات النباتية واللحوم الاصطناعية:يتلقى الهامبرغر المختبري تقييمات جيدة ويسبب ضجة كبيرة بين عامة الناس. هناك أيضًا نماذج أولية لشرائح اللحوم الاصطناعية  و الأسماك كالسلمون التي أصبحت تقدم ببعض المطاعم بسنغافورا و إسرائيل.
  • الحليب المنتج بدون مزارع أو أبقار: تستخدم الشركة السنغافورية ( TurtleTree) التكنولوجيا القائمة على الخلايا لإنتاج منتجات ألبان نظيفة ومخمرة. يستخدم خلايا الثدي التي تسمح بإنتاج الحليب دون تدخل الحيوان.
  • أنظمة غذائية شخصية: تبلغ قيمة هذا السوق العالمي 127 مليار دولار وقد حقق نجاحًا في اليابان من خلال برنامج يستخدم الذكاء الاصطناعي والشبكات الاجتماعية والحمض النووي لإنشاء قوائم تتكيف مع كل شخص.
  • تستخدم تكنولوجيا الغذاء لمراقبة مزارع العسل (إسرائيل و تونس),و مزارع الأسماك و الطحالب(ماليزيا و سنغافورا) , و توفير الماء و الغذاء للمحاصيل بشكل مستمر و دوري حسب حاجة المحاصيل و متابعة الآفات الزراعية و معالجتها (الولايات المتحدة و إسرائيل) ,و يتم ذلك من خلال جمع البيانات و تحليلها وبتقنية الذكاء الاصطناعي(AI) و انترنت الأشياء(IoT) لزيادة المحاصيل و متابعة نموها من خلال المعدات الذكية و منها الموبايل.
  • استخدام التكنولوجيا و الانترنت في شركات توصيل الغذاء و التي أصبح الفضاء الالكتروني مزدحماً بها أمثال (Deliveroo-Uber Eat-Just Eat – Hello Fresh – Huel-Amazon-Tesco-Costco).
  • ربط المزارعين المحليين بالمشتريين من خلال منصات الكترونية تُوفر الوقت و المال على الطرفين.
  • توفير منصات تغذية خاصة مثل منصات لاغذية خالية من غلوتين(Elite Sweets) و السكر ,أو( (FitnessGenes عبارة عن منصة لاختبار الحمض النووي تفسر نتائج الحمض النووي وتطور خطة تدريب وتغذية مفصلة خطوة بخطوة.

الأمن الغذائي العالمي:

تحذير جديد أطلقه (الصندوق العالمي لصون الطبيعة) من الحالة الكارثية التي تعيشها الموارد الطبيعية وحالة التنوع الحيوي والنظم البيئية في العالم، والتي تهدِّد حياة البشرية وبقاء كوكب الأرض حياً.

والتقرير الذي تضمن هذا التحذير وتطرق إلى (حالة الكوكب.. الحالة المتغيرة للتنوع الحيوي والنظم البيئية والطلب البشري على الموارد الطبيعية)، والذي يصدر كل سنتين، يظهر بصورة جلية ضرورة تبني جميع الموجودين على هذه البسيطة دوراً فاعلاً من أجل إبقاء كوكب الأرض حياً، من خلال توفير الغذاء والماء والطاقة للجميع، والحفاظ على النظام البيئي النابض بالحياة ، والذي يدعم بقاء الحياة على الأرض.

وفي كلمته التي صدَّر بها التقرير ، يقول المدير العام للصندوق العالمي لصون الطبيعة جيم ليب: إن المخططات البيانية التي تظهر الكيفية التي تستنزف بها موارد الأرض وقدرتها الذاتية على التعويض ليست بالغريبة على معظمنا.

ويضيف: إن هذا الإصدار من تقرير الكوكب الحي لعام 2012 يهدف إلى جمع هذه المعلومات معاً، لرسم صورة متكاملة عن حالة كوكبنا، تصوِّر الضغط المتراكم الذي نمارسه على الكوكب، والتدهور الناتج عنه في صحة الغابات والأنهار والمحيطات التي تجعل حياتنا ممكنة.

إننا نعيش كما لو أن لدينا كوكباً إضافياً تحت تصرفنا، فنحن نستخدم موارد أكثر مما يمكن للأرض تقديمه بنسبة 50%، وما لم نقم بتغيير سلوكنا، فسوف يستمر استهلاكنا في النمو، بل وبحلول عام 2030، لن تكفينا موارد كوكبين بحجم كوكب الأرض.

ويقول ليب: إن هناك خيارات تسمح لنا بأن نؤسس لمستقبلٍ يوفِّر الغذاء والمياه والطاقة للمليارات التسعة أو ربما العشرة الذين سيحتضنهم هذا الكوكب بحلول عام 2050، كما أن بإمكاننا إنتاج الغذاء الذي نحتاج إليه، وتكمن الحلول في تبني أساليب نقلِّل بها من مستوى الهدر، وفي استخدام بذور وتقنيات زراعية أفضل، وفي إعادة الأراضي المتردية إلى الإنتاج، وتغيير حميتنا الغذائية، ولا سيما من خلال تخفيف استهلاك اللحوم في الدول ذات الدخل المرتفع، وبإمكاننا أيضاً ضمان وجود مياه كافية لحاجاتنا، والمحافظة على الأنهار والبحيرات والسبخات التي تأتي هذه المياه منها.

وعلى سبيل المثال، يمكن لتقنيات ري أذكى وتخطيط أفضل للموارد أن يساعدا على استخدام المياه بصورة أكثر كفاءة. ويمكن تلبية جميع حاجات البشرية من الطاقة من مصادر نظيفة ومتوافرة بكثرة كالرياح والطاقة الشمسية.

 إنّ الأمر الأول والأهم هو الحصول على أكبر ناتج ممكن من الطاقة التي يستخدمها البشر، وبزيادة كفاءة استهلاك المباني والسيارات والمعامل للطاقة، يمكن تخفيض استهلاكهم الكلي للطاقة إلى النصف.

وتتطلب رؤية الصندوق العالمي لصون الطبيعة أن تتم إدارة رأس المال الطبيعي ومشاركته والتحكم فيه ضمن الحدود البيئية لكوكب الأرض. وإضافة إلى حماية رأس المال الطبيعي والعمل على تجديده، يدعو الصندوق إلى توفير خيارات أفضل في نظم الإنتاج والاستهلاك، مدعمة بإعادة توجيه التدفقات المالية وإدارة الموارد بمعدل أكبر.

كل هذا، إضافة إلى أمورٍ أخرى، هي أمور جوهرية من أجل فصل التطور البشري عن الاستهلاك غير المستدام (الابتعاد عن السلع المستهلكة للطاقة والمواد بصورة كبيرة)، وتجنب انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، والمحافظة على سلامة النظام البيئي، وتوفير أسس تنمية وتطوير تساند الفقراء.

بلا شك تعتبر التكنولوجيا الغذائية و الزراعية محركين هامين لجعل سلسلة التوريد الغذائي أكثر كفاءة , و هما من مفرزات الثورة الصناعية الرابعة و التي لم تحدد بحدود بالرغم من جمعها للمتناقضات و الطعام التكنولوجي هو أحد مفرزاتها و الذي يصمم و يختبر بالمخابر عالية التقنية و ينتج بمزارع و شركات بتقنيات عالية من المعالجة و الطباعة ثلاثية البعد و التأثيرات الفائقة بالدقة و الجمال جعلتنا نحتار بل لا نميز بين الغذاء التكنولوجي المصنع و الطعام الحقيقي المنتج بالوسائل التقليدية,هذا و يجب التنويه بالنهاية للهندسة الوراثية و التي أصبحت من مفرزات ثورة الغذاء والتي تشير الدراسات الحديثة أن هذه التقنية تؤدي الى انتاج غذاء بكميات مهولة و لكن ليست بالقيمة الغذائية و الجودة المطلوبة لذلك يجب التدقيق و التمحيص و الحذر.