الوطن يساوي الحرية

رغم محاولاتنا في مجلة الحصاد ومحاولات البعض من المثقفين الابتعاد عن ما ينغص الحياة لجيلنا المخضرم وللاجيال الشابة القادمة ، ورغم تشجيعنا الانفتاح على مناحي الحياة الاجتماعية والفنية والثقافية التي تبعث الامل في النفوس وتنير الدروب باشراقة تحفز الابتسام والحماس لممارسة دورهم المرجو بانجازات تفيض حباً للحياة وللوطن ،، الا اننا نخضع مرغمين لتأمل الاوضاع السياسية في البلاد العربية وهي بكل تأكيد لاتسر .
نعم هناك طاقات نور وامل يمثلها شباب مكافحون يصرون على احتضان بلادهم وامتهم ولا يجدون امنهم وامانهم الا في حرية البلاد من كل قيود الاستعمار باشكاله وصوره المتعددة ، وانصع مثال لهم شعب فلسطين بشبابه نسائه ورجاله شيوخه واطفاله ،، شعب ما زال يعطي دروساً في التضحية والفداء تُخجل من يتخلى عن واجبه تجاه بلده بحجة العجز وضعف الحيلة.
نظرة الى لبنان ، بلد الارز والسياحة والاناقة والفن ،، ماذا ابقت له الطائفية المذهبية والسياسية غير دمار وانهيار اقتصادي ولا ابالغ ان قلت اخلاقيّ ايضاً ، مما حدى بقوى الشباب العاملة وذوي الكفاءات للبحث عن مجالات عمل ورزق في اي مكان في العالم ،، وبذلك يزداد الانهيار الاقتصادي اضعافاً مضاعفة .
وعود الى العراق ،، بعد سقوط بغداد على يد امريكا وبريطانيا وادعياءٌ من العراقيين ان الاستعمار الامريكي سينقذهم من ( الديكتاتورية ) !!! تكالبت قوى الشر والرجعية المتمثلة بالطائفية الدينية والمذهبية وادعياء السياسة ليُسلّم العراق لقمة سائغة للطامعين به تاريخيا وجغرافياً ،، ايران من الشرق تركيا والاحزاب الكردية مع عرّابيهم الصهاينه من الشمال والغرب ،، اما الجنوب حيث دول تدّعي العروبة فلم تقصّر في طعنه كعدوٍ لهم .
وهل ازيد ؟ تسارع الحكومات ” العربية ” لتقديم فروض الطاعة لاسرائيل وتسهيل الزيارات المريبة لعملية تطبيع لا تخدم الا العدو الاسرائيلي.
ويبقى للاوطان امال عراض بشباب يؤمن بحريته وبحقه ان يعيش كما اراده الله آمنا لا يخشى في الحق الا الله.

العدد 132 / ايلول 2022