تأثير اللغة العربية في اللغات الأخرى

خديجة العلاق

هناك العديد من النظريات في نشأة و تاريخ اللغة العربية لغة الضاد ولغة القرآن فهناك من يقول بأنها اللغة التي تكلم بها آدم عليه السلام في الجنة وبأنها أم اللغات وآخرون يقولون بأن أول من تكلمها هو النبي اسماعيل عليه السلام )الدكتور مصطفى محمود برنامج العلم والايمان اللغة التي تكلم بها آدم(. ولكن من النظريات الأقل تحيزا والأقرب إلى العلمية هي أن أبناء قبيلة يعرب بن قحطان هم أول من نطق بالعربية ولكنهم وحسب المؤرخين كانوا يتكلمون لغة تختلف عن العربية الحالية. ويقول البعض الآخر من المؤرخين بأن اللغة العربية تطورت في القرن السادس في مملكة كندة بعد اهتمام العرب بالشعر. أما الحقيقة المتفق عليها فهي أن العربية التي نعرفها ا

خديجة العلاق
خديجة العلاق

لآن هي لغة قبيلة قريش والتي نزل بها القرآن الكريم وتحدث بها النبي محمد )ص( في بداية القرن السابع.

ومن المؤكد أيضا أن اللغة العربية وكأي لغة أخرى لا بد أنها تطورت على مدى قرون وبشكل شفوي أولا وهذا ما يحدث في الغالب حيث تكون الحاجة الى اللغة شفويا من أجل التخاطب ومن ثم يتم الاهتمام بكتابتها وحسب الحاجة إلى ذلك. ويبدو أن عرب الجزيرة العربية في القرون الأولى من بعد الميلاد طوروا لغتهم واستخدموها للكلام والابداع الأدبي بالدرجة الأولى ولم يهتموا كثيرا بكتابتها. ذلك يبدو جليا من الشعر الجاهلي الذي وصلنا لاحقا ومنها المعلقات الشهيرة التي حفظت في صدور العرب قبل أن تدون في ما بعد إثر انتشار الكتابة في السنين التي تلت الرسالة المحمدية.

 ومن دراسة المعلقات نعلم بأن اللغة العربية قد أصبحت على مستوى عال من التطور والغنى اللغوي الشعري في القرن الخامس على الأقل حيث يقول المؤرخ فيليب حتي في كتابه شتاريخ العربش في هذا المجال: »عندما جاءنا الشعر الجاهلي كان تام النمو منذ أول ظهوره وأن أقدم القطع الشعرية التي جاءت الينا نظمت قبل الهجرة بما يقارب 130 عاما وذلك في أثناء حرب البسوس«.

وبسسب قلة الكتابة وانعدام المخطوطات التي وصلتنا من تلك الحقبة من الزمن يصعب علينا دراسة مراحل التقدم التي طرأت على تطور اللغة العربية، ولا نعرف عنها كثيرا سوى أنها وصلت إلى قمة الروعة شفويا على الأقل في أواخر القرن السادس متمثلة بالمعلقات التي يصفها فيليب حتي »كباقة من الأزهارالأرجة ألقيت إلينا من فوق جدار عظيم الارتفاع لا يدري الرائي ما خلفه من آيات ومشاهد، إلا أن هذه الباقة تكفي للدلالة على وجود روضة زاهية«.ومما لاشك فيه أبضا أن اللغة العربية قد تحدت نفسها و بلغت منتهى الرفعة و البلاغة عندما نطق بها الوحي في رسالة الاسلام. أما كتابة اللغة العربية فقد تأخرت كثيرا عن بداية نشأتها وتطورها، ويعتقد بعض العلماء بأن ابجديتها قد انبثقت من النبطية القديمة المشتقة من الآرامية وكتبت في البداية بخط عرف بخط المسند. ولقد تم العثور على بعض الأدلة القليلة المتمثلة بمخطوطات للغة عربية بسيطة ترجع إلى القرون الأولى للميلاد كتبت بخليط من الابجدية النبطية والآرامية. ومن أقدم المخطوطات التي ظهرت بها بعض الحروف العربية بالاضافة إلى النبطية هي ما يسمى بنقش نمارة وتمثل عبارة كتبت على ضريح امرىء القيس في القرن الرابع.

برزت الحاجة للكتابة بشكل ملح في فترة ما بعد ظهورالاسلام وذلك في أواسط القرن السابع وخاصة في مهمة تدوين القرآن الكريم. أما بعد الفتوحات الاسلامية وانتشار العرب في مناطق متباعدة فقد ازداد الاهتمام بالكتابة للاتصال والتواصل ومن ثم تنقيط الأحرف العربية من أجل أن يستطيع قراءتها غيرالناطقين بها الذين بدأوا يتعلمونها للحاجة إليها وبذلك تطورت الكتابة والخطوط العربية أيضا التي أصبحت في ما بعد فنا مهما.

إن مقارنة سريعة مابين تاريخ وتطور اللغة العربية وتاريخ وتطور اللغات المحيطة بها، شرقية كانت أم غربية تبين بأنها قد سبقت العديد من هذه اللغات من حيث القدم والتقدم والانتشار. ومن هذا المنطلق فمن الطبيعي أن نجدها تأثر في لغات الشعوب المجاورة بها وخاصة بعدما أصبحت لغة العلم والثقافة في العالم في القرون الوسطى وذلك بسبب هيمنة العرب والمسلمين السياسية على بقاع مترامية الأطراف بالاضافة إلى تقدمهم الحضاري الذي ساد العالم آنذاك.

 ومن هنا نستطيع أن نعزي سبب تأثر اللغات الشرقية مثل الفارسية والهندية بالرغم من قدمها للعامل الحضاري. أما في ما يخص اللغات الغربية وخاصة الأوروبية منها فإن عاملي القدم والتقدم الحضاري يلعبان دورا مهما في هذا المجال. فمثلا يبدأ تاريخ اللغة الانكليزية في القرن الخامس حيث مرحلة اللغة الانكليزية القديمة التي جاءت الى الجزر البريطانية مع المحتلين الأنكلوساكسونيين الذين قدموا من الشمال الاسكندنافي واستمرت هذه المرحلة إلى القرن السابع ثم تلتها الانكليزية الوسطى وكانت نتيجة الفتح النورماندي الذي اتى بمفردات اللغة الفرنسية اللاتينية إليها. أما المرحلة الثالثة فكانت في القرن الخامس عشر حيث اللغة الانكليزية الحديثة الأولى والتي تأثرت بالنهضة الأوروبية واكتشاف أمريكا وهي أيضا لغة شكسبير، ولقد دخلت في اللغة الانكليزية في هذه الفترة ما يقارب 12 الف كلمة جديدة من اللغات الأوروبية. أما المرحلة الحديثة فقد جاءت في نهاية القرن السابع عشرعندما تم توحيد كتابة ولفظ الكلمات الانكليزية وانشاء القواميس الحديثة.

لقد انتشؤت اللغة العربية في بلدان الشرق الأوسط العربية وأصبحت لغة ذات أهمية دنيوية ودينية اسلامية ومسيحية وحتى يهودية تقام بها الصلوات وتقرأ الأدعية و تنشد الترانيم. كذلك أصبحت اللغة الثانية وخاصة في مجال إقامة شعائر الدين الاسلامي في العديد من الدول غير العربية مثال بلاد فارس وتركيا وافغانستان والهند والباكستان، واستخدمت حروف أبجديتها في بعض اللغات مثل الفارسية والتركية والأردو كما واثرت في لغات عديدة أخرى.

 ومن أجل أن تؤثر أي لغة في شعوب أخرى وتنتشر يجب أن تتمتع بعناصر قوة وميزات مهمة بالاضافة إلى توفر وسائل الانتشار. من أهم خصائص اللغة العربية أولا: قدمها كما اسلفنا وثانيا: غناها اللغوي وثالثا: كونها أصبحت لغة التقدم الحضاري في العصور الوسطى أي أنها احتوت على مفردات ومصطلحات وتعبيرات لا توجد في اللغات الاخرى الأقل تحضرا.

لا تخفى خصائص وميزات اللغة العربية من الناحية اللغوية على دارسيها فهي عديدة ونذكرعلى سبيل الحصر لا الإسهاب بعضاً منها:

مقارنة اللغة العربية باللغات الأخرى
مقارنة اللغة العربية باللغات الأخرى

تتميز اللغة العربية بنظام اشتقاق ذي قواعد ثابتة ومتعددة متمثلا باشتقاق الأسماء العديدة من الأفعال بالإضافة إلى اشتقاق أفعال متعددة من الفعل الثلاثي المجرد

الإيجاز في كلمات الجملة مقارنة بلغات أخرى

الحرف العربي له معنى أيضا فمثلا حرف الحاء يدل على الحرارة فأغلب الكلمات التي تحتوي عليه تدل على ذلك: حار حمى حريق حميم حنضل (د مصطفى محمود في حلقة اللغة التي تكلم بها آدم برنامج العلم والإيمان)

تكاد تكون اللغة الوحيدة التي تجود بصيغة المثنى (يومان، كلا اللذان(، وصيغية التصغير )كتاب/ كتيب، شجرة/ شجيرة بحر/ بحيرة)

غنية في الأسماء التي تعبر عن الصوت (طقطقة همهمة قهقهة)

كثير من الأفعال تدل على صوتها (قطع قصم دق قطف)

غنية بمفردات تدل على مراحل حالة معينة فمثلا بعض الكلمات التي تصف مراحل النوم هي: النعاس الوسن الكرى الاغفاء الرقاد الهجوع السبات وكلمات أخرى

تحوي على عدد كبير من الكلمات المترادفة التي تسمي شيئا ما أو حيوانا ما فمثلا للسيف 100 اسم وللعسل 80 اسما وللاسد 500 مفردة

غزيرة في الكلمات الوصفية التعبيرية:  جيد حسن ممتاز بديع عظيم رائع مميز متميز

وجود كلمات ليس لها مرادف في اللغات الأخرى مثال: حلال حرام حجاب قبلة زكاة

ولكي تؤثر لغة ما في لغات الشعوب الأخرى لا بد من احتكاك متحدثيها مع تلك الشعوب. ولقد كانت وسائل وأسباب احتكاك العرب المسلمين بالآخرين في القرون الوسطى عديدة منها انتشار الديانة الاسلامية بين العديد من الشعوب وحكم العرب لمناطق ساشعة كذلك التجارة والصناعة بالإضافة إلى العلاقات الدبلوماسية و تبادل الرسائل بين الخلفاء العرب من جهة وملوك وحكام البلاد المعروفة آنذاك من جهة أخرى. كذلك مجيء وسفر المهتمين بالحضارة العربية الى الحواضر العربية من أجل الدراسة والاطلاع وبالتالي ترجمة الكثير من المواد العلمية والأدبية العربية إلى اللغات الأخرى وخاصة اللاتينية هذا بالاضافة الى الحروب والغزوات التي جرت بين الدول العربية الاسلامية والدول المجاورة وخاصة الحروب الصليبية التي دامت مئات السنين.

و لعل من أهم اسباب تأثر اللغات الأخرى باللغة العربية و خاصة الأوروبية هو التقدم الحضاري للثقافة العربية. فمنذ القرن التاسع وخلال القرون التي تلت أصبحت المدن العربية مثل بغداد ودمشق والقاهرة وقرطبة في الأندلس بقعا مضيئة للحضارة الانسانية في كافة المجالات العلمية والأدبية والفنية وخاصة في مجال الطب والرياضيات و الفلك والهندسة والعمارة والزراعة و الصناعة والفلسفة و كتابة الشعر والموسيقى والغناء. لنا اذاً أن نتصور تأثيرهذه العلوم وهي في أوج تقدمها في عامة الناس وكلها مكتوبة ومحكية باللغة العربية.

كل ذلك التقدم جعل من هذه المدن محط أنظار العالم المعروف آنذاك ممتدا من الشرق وإلى شمالأوروبا وبالأخص مدينة قرطبة المجاورة إلى المدن الأوروبية التي كانت في ذلك الوقت لا تزال تعيش في العصور المظلمة. ذلك جعل بعض المتمكنين والمهتمين من سكان تلك المدن القيام بزيادتها من أجل التمتع بجمالها والاستفادة من خدماتها وشراء البضاعة الفريدة منها. في هذا السياق يوضح فيليب حتي ويقول« كان أمراء ليون ونافار و برشلونة إذا احتاجوا جراحا أو مهندسا أو مغنيا أو خياطا ولوا وجوههم شطر قرطبة فذاع صيت العاصمة الاسلامية حتى أقاصي ألمانيا، حيث وصفت راهبة سكسونية قرطبة بأنها جوهرة العالم«. كان الأوروبيون في القرن التاسع والعاشر يرحلون في طلب العلم الى مصر والشام والعراق وبلاد فارس وحتى الصين ولكن انعكست الآية في القرنين التاليين فصاروا يذهبون إلى الأندلس من أجل الدراسة وتعلم اللغة العربية. وهكذا » فاض سيل المعارف الأندلسية في القرن الثاني عشر بحيث طما على أوروبا نفسها«.

إن لانتشار الشعر والغناء العربي اثرا بالغا أيضا في تاثر الشعوب الأخرى باللغة العربية ليس فقط من الناحية اللغوية بل من الناحية الفكرية والعاطفية أيضا. فلقد أعجب الأوروبيون به وصاروا يقلدونه وتعلموا منه الرومانسية ومباديء الفروسية وتطويع الخيال في رسم الصور الشعرية. ولقد تاثر شعر الحب العذري في اللغة الاسبانية منذ القرن الثامن بالشعر العربي »واخذت طبقة التروبادور )ولعل هذه اللفظة مشتقة من كلمة طرب العربية( التي زهت في القرن الثاني عشرتقلد معاصريها الجنوبيين متشدي الزجل«.

وللترجمة أهمية كبرى في نقل التقدم العلمي والأدبي من العالم العربي الاسلامي إلى أوروبا ففي القرن الثاني عشر بدأت حركة الترجمة في مدينة طليطلة في اسبانياعلى يد العديد من الدارسين الأوروبيين مثل جرارد الكرموني وميخائيل سكوت وادلاف اوف باث الذين درسوا اللغة العربية ونقلوا أمهات الكتب العربية في العلم والأدب والفلسفة وحتى القرآن الى اللغة اللاتينية التي كانت سائدة فيأوروبا في تلك العصور كلغة رسمية للدراسة والثقافة بشكل عام. إذاً عن طريق اسبانيا انتشرت اللغة العربية وحضارتها إلى فرنسا وألمانيا والجزر البريطانية، وعن طريق العرب في صقلية إلى ايطاليا ومنها إلى مناطق أخرى في أوروبا.

ولفد لعبت ترجمة كتب الفلسفة العربية الاسلامية وخاصة كتب ابن رشد دورا هاما في تنوير الفكرالأوروبي عامة فبعد أن ترجم العرب كتب الفلاسفة الاغريق أمثال ارسطو وسقراط وافلاطون في بغداد في القرن العاشر وشرحوها وزادوا عليها استمر الفلاسفة العرب في الأندلس في تطوير الافكار الفلسفية لتتماشى مع المنطق والعلم في ما يخص الامور الدنيوية والدينية. يوضح ذلك فيليب حتي ويقول »إن أعظم مأثرة للطبقة المثقفة في الأندلس كانت في الفكر الفلسفي ذ حيث ربطوا فلسفة اليونان بالفلسفة الاسلامية العربية فألبسوا هذه الفلسفة ثوبا جديدا وهو التوفيق ما بين الايمان والعقل وبين الدين والعلم« وهكذا تدفق الفكر الجديد الى أوروبا وأعلن بدء زوال العصور المظلمة ويزوغ فجر عصر النهضة.

قبل أن نبحث في مدى تأثير اللغة العربية في اللغات الأخرى يجب أن نؤكد بان تبني أي لغة لمفردات من لغات أخرى هو شيء طبيعي فاللغات الحية يجب ان ترقى إلى مستوى مستعمليها وحاجاتهم فهي أساسا وسيلة للتخاطب والتعبير والرقي.

ويجب ان نعترف بأن اللغة العربية كأي لغة حية استعارت الكثير من الكلمات من لغات أخرى فمن اللغة الفارسية أخذت كلمة سروال وأستاذ وخنجرو نازك ومن التركية مثلا كلمة بصمة وجمرك وماسورة واستمارة وطباشير كلمة فانوس وجغرافيا وقرطاس من اليونانية،و سيجارة من الاسبانية، وكلمة فاتورة وماكنة وبالون وسلطة من الايطالية وكلمة فرن من اللاتينبة وكلمة تلمبذ ودمية من العبرية. ولكن من الجدير بالقول بأن البعض من المفكرين ومنهم الدكتورعلي منصور الكيالي لايعترف بذلك حيث يعتقد بأن العربية هي اللغة الأم وإن هذه الكلمات هي أصلا عربية ذهبت إلى اللغات الأخرى ورجعت إلى العربية )حلقته التلفزيونية بعنوان شاللغة التي تكلم بها سيدنا آدمش(

إن أكثر لغات العالم تاثرا باللغة العربية هي اللغة الفارسية فحوالي 60 في المائة منها كلمات عربية. وتأتي بالدرجة الثانية اللغة الاسبانية فيها حوالي 1000 جذر عربي و3000 كلمة مشتقة وكلمات عربية من لهجات عرب شمال أفريقيا وتعتبرالنسبة الأكبر بعد اللاتينية.أما في اللغة البرتغالية فهناك 300 كلمة تقريبا هذا ماعدا أسماء الأماكن العديدة في شبه الجزيرة الآيبيرية. تأتي التركية بعد ذلك في عدد الكلمات التي تبلغ حوالي 6436 كلمة أغلبها في مجال الحكم والقانون. أما الأردو اللغة الرسمية للباكستان ولغة ست ولايات هندية تعتبر من أهم اللغات الاسلامية بعد الفارسية والتركية فيها حوالي 7500 كلمة ما عدا أسماء العلم والعبارات الاسلامية كذلك الهندية المشابهة للأردو تحوي كلمات عربية كثيرة.

لغة الملايو والاندنوسية استعارت حوالي 3300 كلمة عربية وحوالي 65 في المائة من اللغة السواحلية عربي.أما المالطية فهي مشتقة من العربية خاصة من اللهجتين الليبية والتونسية وحتى اليونانية ورغم قدمها فقد أخذت بعض المفردات العربية و في الالبانية مفردات عربية عديدة وكذلك في الرومانية والبلغارية.

في اللغة الانكليزية يعتقد أن هناك أكثر من 1000 كلمة في المجالات العلمية مثل الطب والكيمياء وعلم الفلك وعلم الحيوان. إن الكلمات الموثقة في قواميس اللغة الانكليزية هي حوالي 330 كلمة، ولكن وحسب الدكتور مهند عبد الرزاق الفلوجي في كتابه شمعجم الفردوسش فإن هذه »المجموعة من الكلمات تمثل فقط القمة من جبل جليد عائم«. ورغم أن معظم الكلمات التي يذكرها يبدو لفظها ملتوبا وبعيدا إلى حد ما من اللفظ العربي فإنه يعلل ذلك بأن أكثر الاستعارة كانت عن طريق غير مباشر لبعد الجزر البريطانية عن العالم العربي فقد جاءت أكثر الكلمات عن طريق وسيط من الفرنسية أو اللاتينية.

لقد اعتمد الفلوجي اسساً عديدة لبحثه منها ما يسميه بالكلمات اللقيطة التي لا يعرف مصدرها الأصلي مثل كلمة ذيل )tail(وكلمة جدول )schedule( أو الكلمات ذات الاصول المتعددة وعندما تقارن بالعربية تبدو واضحة المعالم أكثر مثل كلمة )wise( واعظ أو الكلمات الأعجمية التي دخلت العربية قبل الاسلام وذكرت في القرآن رغم أن أصولها يونانية أو فارسية مثل كلمة )street( سراط أو كلمات عربية قديمة ضاعت معانيها حديثا أو مشتقة من جذرعربي مثلا كلمة من جذر الفعل راغ )arrogant( أو ترجمة لكلمات قديمة مثل كلمة عشتار)star(. وعلى هذا الأساس فإن الفلوجي يستنتج أن عددا هائلا من الكلمات الإنكليزية أصولها عربية وتشمل تلك المجموعة الأسماء والصفات وحتى الأفعال.

أما في الوقت الحاضر ورغم ما يبدو من انحسار تأثيرها والمد العكسي للغات أخرى عليها مؤخرا وخاصة اللغة الإنكليزية فإن تأثير اللغة العربية في اللغات الأخرى سيبقى أزليا مادامت هذه اللغات حية وإنها لا تزال من أهم لغات العالم رقيا وانتشارا. تتمثل هذه الأهمية ليس فقط في عدد الشعوب التي تتحدث بها وتسكن رقعة جغرفية ستراتيجية شاسعة و لكنها تتبين أيضا من كثرة الإهتمام بتعلمها في أنحاء مختلفة من العالم من قبل غير الناطقين بها و كذلك العدد الهائل للمؤسسات التي تدرسها حاليا شرقا وغربا.

ـ كلمات مترادفة المعنى: الصبابة.. الوحد.. الهيام.. الود.. العشق