زلزال المغرب وإعصار ليبيا 

حين تصدّعت ارض ( مراكش ) في المغرب العربي وزلزلت الارض زلزالها ، ودمّرَت المساكن على رؤوس ساكنيها ، عظُمَ الأمر على جميع الناس وتداعَوا ليقفوا مع الشعب المغربي ، يشدون أزرهم ويقدمون ما أمكنهم تقديمه ، كلٌ حسب قدرته ،، الا مدينة ( درنة ) في ليبيا فقد تحولت الدموع الى إعصارٍ وسيولٍ هدّمت الجسور و جرفت الحرثَ والنسلَ ،، المدينة بأكملها لم يعد لها وجود ،، نكبتان أصابت بلدين عزيزين في شمالِ أفريقيا وكأنها تؤشر لوحدة الارض العربية مهما وُضعت بينها من حدودٍ وقوانين ،، فإن تصدّع جزءٌ من المغرب العربي بكى له وأحسّ بوجعه المشرق العربي ،، فلا حدود قادرة على أن تفصلَ الحسَّ الإنساني الذي يجمع ويؤصلُ هذه العُرى التي نشأت ونمت عبر عصورٍ كثيرة وليس آخرها زلزالُ المغرب العربي وإعصار ليبيا .

زلزالٌ من نوعٍ آخرَ في السودان فهل سيتوقف زلزال السياسة فيه ؟ وهل يعود النيل يمنحُ الحياة والرخاءَ والأمل للشعوب التي يجري عبرها ؟ وهل ما يجري في أواسط أفريقيا شرقها وغربها ، انتفاضات تحرير وتخلصٍ من سيطرة الاستعمار الذي دام عقوداً كثيرة وهو يستنزف خيراتها ؟

وزلزال سوريا وتركيا الذي دمّر حياة الالوف من الناس ،، هل أعاد الحياة التي كان يرفل بها شعب سوريا بالخير والأمان ؟ أم اكتفى بتدمير البشر والبنى التحتية للبلد ؟

زلزالٌ في لبنان ينتظر الإفراج عنه ( بانتخاب رئيسٍ للجمهورية ورئيس وزراء ونوّاب ) يصلحون ما فسُد من هذا البلد الجميل الذي عشقه العرب وغيرهم لأمدٍ طويل .

والعراق وما أدراك ما العراق ! وليس آخر الزلازل أن يستشري الفساد وعصابات القتل بالجملة والتهجير المنظّم لخلق مناطق تُقسّمُ طائفياً ، لتسليم الارض وما في جوفها ومياهها وميناؤها الوحيد على الخليج لمن يشتري !!

ولهذا يحدثنا الدكتور فارس الخطاب عن الأسباب الحقيقية والتي أُخفيت لزمنٍ  لقرار غزو العراق من قِبَلِ امريكا وبريطانيا ( منفردَين دون موافقة الجمعية العامة للأمم المتحدة ) ولتحطيم البنى التحتية وبثّ الطائفية والجهل وكل ما يبعده عن الحضارة والتطور واستقلال الارادة .

وبمناسبة حلول عيد المولد النبوي ،، ندعو الله ان يشمل الأمة العربية برضاه ورحمته ،، فسبحان الله الذي نصر ( نوحاً) والمؤمنين معه وأغرق الفاسدين والمفسدين .