فلسطين بين جرائم الغرب وتخاذل العرب 

كشف الغرب عن وجهه القبيح مرة اخرى حين تداعى حكامه للتعاطف مع القتلى الاسرائيليين ،، وحمّلوا كل الفلسطينيين مسؤولية ما قامت به منظمة حماس كرد فعل لجرائم اسرائيلية تطاول زمنها ليصل لأكثر من خمس وسبعين سنة ،،، من تهجير لأصحاب البلد الأصليين ،، سرقة دورهم ومزارعهم ومرافق حياتهم المختلفة إضافة الى القتل العشوائي ،، جعلوا من الفلسطينيين شعباً من المهاجرين لا يمتلكون حتى الخيام التي أُلجِئوا اليها بأكبر جريمة في التاريخ البشري ولأكثر شعوب الأرض حضارة وتجذرا في الأرض ،، وغزة التي حُشِر فيها مليونا إنسان فلسطيني ليقيموا في سجن حرّاسه وحوش وفدوا من كل مجتمعٍ نبذهم في الغرب ليصبوا حقدهم وخستهم على الابرياء من العرب الفلسطينيين .

تعاطف حكام الغرب مع المعتدي  ( اسرائيل ) ونسي المعتدى عليه ( الغزاويين ) وليس في جعبتهم غير جملة حفّظهم اياها أساطين الصهيونية العالمية ( من حق اسرائيل الدفاع عن نفسها ) !!! وكم تشدّقوا بحقوق الإنسان والطفل والمرأة ! وكأن ليس في الشعب الفلسطيني اطفال ونساء وشيوخ لهم هذه الحقوق ؟ أين منظمات حقوق الإنسان من قذف القنابل على المستشفيات في غزة والمدارس ومواقع ( الاونروا ) ؟ والمساجد والكنائس التي لجأ لها الاطفال كي يحتموا بها مع اهاليهم ،، فجرها الجيش الاسرائيلي على رؤوسهم .

المسألة أنّ فريقاً صغيراً ( حماس ) قد مرّغ أنفَ رابع أكبر جيش في العالم بالخزي وهو يصحو على أسوأ مفاجأة له في عقر داره . جيش مدجج بكل ما اخترع الانسان من ادوات الدمار المحظورة دولياً؟؟ وغير المحظورة ،، ومع ذلك لم يستطع التكهن بما قامت به هذه المنظمة الصغيرة .

فهل استفاق الحكام العرب من سباتهم العميق ؟ وما كان ردة فعلهم في نصرة ( العرب الفلسطينيين ) ؟

اجتمعوا في القاهرة ( قاهرة المعز ،، قاهرة جمال عبد الناصر ،،، قاهرة العبور في السابع من تشرين ١٩٧٣) فهل ساندوا اهل غزة ؟ هل اقتحموا الاسوار حتى يستطيعوا ايصال الماء والدواء والغذاء لمن ما يزال حياً يجود بحياته ولا يسّلم بلاده ؟

ابداً ثلاث وعشرون دولة عربية تعوم على بحارٍ من النفط والغاز وانهار وبحور وشواطئ ،، ومع ذلك لم يُدخلوا قنينة ماءٍ للغزاويين ( هذه جملة مُقتبسة من شابة ٍ لم تفهم كيف كل هؤلاء المجتمعين غير قادرين ان يُنقذوا شعباً صغيراً من الموت على ايدي المحتلين الصهاينة )

ومع ذلك خرجوا يصفقون انهم نجحوا في التوسل لاسرائيل ان تفتح بوابة كي تدخل بعض الشاحنات والتي لا تساوي قطرة بحر في احتياجات غزة ،، وبعد ان تفتش القوات الاسرائيلية كل ما تحمله وتوجهه للمكان الذي تشير اليه .

وكما لم يطالبوا بإيقاف المحتل عن الاستمرار بالقصف العشوائي في الضفة الغربية ولا جنوب لبنان ولا ان يمتنعوا عن إغلاق المسجد الأقصى وكنيسة القيامة ومنع المصلين من صلواتهم .

 ومرة أخرى خذل الحكام العرب أطفال غزة وهم ذاهبون الى بارئهم يشتكون الفسق والفجور الذي أذهب النخوة العربية والحمية والضمائر الإنسانية ممن  يظن انه في موقع اتخاذ القرار .

الظلم لن يدوم وإن دام دمّر ،،، والحق يعلو ولا يعلى عليه ، والأيام دول ،، والنصر دائماً حليف الشعوب المؤمنة .