في الذكرى الخامسة والستين لثورة 23 يوليوعام 1952

لندن ـ أمين الغفاري

كان لابد من الأطاحة بهم أولا لكي يقود السادات الثورة المضاده

كانوا من الشرف والنبل والوفاء بحيث لايمكن للثورة المضادة أن تفترس الشعب والوطن في وجودهم ولذلك كان لابد من تنحيتهم وتصفية تأثيرهم سواء بالسجن بقضية سميت ب )المؤامرة( أو )مراكز القوى( وتتم الأشارة اليها بتاريخ )15مايو1971( مع ان تحقيقات النيابة قد قللت من احداثها وقيمتها وطالبت بحفظها، ولكن كيف يقبل منطق الحفظ، والمطلوب هو الأدانة، لكي تستخدم نتائجها في التمهيد لتغيير نظام بأكمله، ويتلقف المهمة الدكتور مصطفى ابوزيد فهمي الذي سبق وأن نصبه الرئيس انور السادات في موقع )المدعي العام الأشتراكي( فيقوم على اعادة صياغتها وتركيبها من جديد ولكي تؤدي الغرض المطلوب ولتعزيز التلفيق يصفها بأنها قضية سياسية أكثر منها جنائية ويشكل لها تحت سقف هذا التعريف )محكمة ثورة( لأن القانون العادي لايوفر الحكم المطلوب بالأدانة ثم يجري النفخ فيها من جديد حتى تليق بتهمة )الخيانة العظمى( التي وجهها المدعي العام الى ما وصفهم )بمراكز القوى( علي صبري وسامي شرف وشعراوي جمعة ومحمد فائق وفريد عبدالكريم وأمين هويدي وضياء الدين داوود وغيرهم. كانت التهمة )الخيانة العظمى( توجه الى من يشغلون مواقع الوزراء، أما غير الوزراء فكانت التهمة )الأشتراك في الخيانة العظمى( وفي الجانب العسكري )الفريق أول محمد فوزي( الذي لم يسلم من التلفيق حتى يعطي للقضية وزنا آخر بوجود العنصر العسكري، وهو من هو الذي أعاد تشكيل الجيش وتدريبه وتجهيزه وخاض به حرب الأستنزاف التي توصف بأنها )الحرب المنسية( على مدى ثلاث سنوات حقق الجيش من خلالها انجازات كبيرة اكتملت بانشاء شبكة الصواريخ على طول جبهة القتال وكانت الدرع الواقي للعبور عام 1973 وقد بلغ عدد المتهمين في هذه القضية )91 متهما( من الوزراء واعضاء وابناء التنظيم السياسي الأتحاد الشتراكي والتنظيم الطليعي وهم في الحقيقة مجموعة قيم من الوطنية والشرف تظلل رؤوسهم كأفراد، ثم العمل على تشويه الصورة بالحملات الأعلامية بعد أن عجز جهاز المدعي العام الأشتراكي أن يجد ثغرة واحدة لتوجيه تهمة فساد أو كسب غير مشروع أو الأستيلاء على أرض أو استغلال

سامي شرف سكرتير الرئيس للمعلومات  الصوت العالي لتصحيح المعلومات ودحض الأكاذيب
سامي شرف سكرتير الرئيس للمعلومات
 الصوت العالي لتصحيح المعلومات ودحض الأكاذيب

نفوذ أو تجارة في العقارات أو أطعمه فاسدة من تلك النوعية من الجرائم التي اصبحت تنسب الى رجال تبوأوا مراكز حاكمة أو مواقع مؤثرة في العهود التالية خصوصا في عهدي السادات ومبارك. فرض السادات الحراسة على ممتلكات مجموعة القيادات الناصرية فلم يجد في حوزتهم سوى الذمة الطاهرة، فعمد الى أسلوب آخر وهو تشويه الصورة والموقف باطلاق العنان لمجموعة من الكتاب تنهش في لحمهم في البداية وحين وجدت الضوء الأخضر للمزيد من الهجوم والأفتئات على المبادئ والقيم وليس الأشخاص فحسب امتدت الكلمة الحرام الى الفعل الحرام حين تجاوز الكاتب الصحفي جلال الدين الحمامصي كل الحدود فاتهم ذمة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر انه اختلس 15 مليون دولار على صفحات )جريدة أخبار اليوم( وبعنوان مثير )حوار حول الأسوار(، وحين شعر السادات بأنه يشعل حريقا لاقبل له بها أثر غضبة شعبية هائلة مصرية وعربية واجه أثرها في الكويت حين تصدى له احد الشيوخ في احداللقاءات وقال له )بماذا تدينون ذمة عبدالناصر حتى يسدده لكم شعب الكويت ؟(، ثار على هذا الأتهام وكلف لجنة برئاسة الدكتور علي الجريتلي )وزير المالية الأسبق( لتبحث الأمر، وتخرج النتيجة ناصعة البياض، وتعلن طهارة اليد من كل اثم وجهته نفس ضعيفة وقلم كذوب.. انهم رفاق مسيرة عبدالناصر وسواعده التي عملت وأنجزت تحت قيادته. كانوا العقبة الرئيسية أمام قائد الثورة المضادة أنور السادات سواء على صعيد السياسة الداخلية وكوارث الأنفتاح الأقتصادي وما صاحبه من ظهور الطبقات الجديدة التي تاجرت بقوت الشعب وانتهكت ملكية الأراضي وحقوق الفلاحين، ومن ثم فتكت بالطبقات المتوسطة والفقيرة على السواء، وعلى صعيد السياسة الخارجية التي ارتهنت بالقطب الواحد باعتباره يملك 99 من حل القضاية الوطنية، وتوجت بالقيام بالزيارة المشؤومة للقدس. كان لايمكن لتلك السياسات أن تتخذ أو أن تنطلق في وجودهم، وكانوا من الزهد والتضحية ونكران الذات ذ وربما كان ذلك هو خطأهم ذ بحيث أنهم تخلوا طواعية باستقالات معلنة عن مراكز الحكم ومقاعد السلطة حتى لا يتطور الأمر الى نزاع مسلح تزهق فيه روح أو تراق من خلاله نقطة دم مصرية في معركة داخلية بينما هناك عدو ترتفع اعلامه في تحد سافر على الضفة الأخرى من القنال. اختلف معهم كما شئت لأنهم لم يتصدوا أو يقاوموا هجمة السادات وتوجهاته وتحالفاته في حينها، وكانوا يملكون من اسباب القوة المادية والأعلامية والتنظيمية والشعبية مايمكنهم وأن يحقق لهم النصر الأكيد. انتقدهم كما تريد، ولكن لايمكن لمنصف حتى ولا لمغرض ان يقترب من طهارتهم وعلوهامتهم ونظافة اليد ونقاء الضمير الذي لديهم.

جانب آخر من الصورة

 كان من رجال عبدالناصر أيضا رفاق اسهموا بقدر كبير في التجربة الوطنية، وكانت لهم انجازاتهم التي تنطق مجسدة في هياكل مرئية تدعو للفخر والاعتزاز ممثلة في حركة التصنيع النشطة والمتعددة في مجالات مختلفة وفي مواقع كثيرة والتي بلغت مايربو على الف مصنع تقدم انتاجا يغمر السوق المصرية ويصدر الى الكثير من الدول العربية ويفتح مجالات اخرى للتصدير في الدول الأفريقية وقد ساهمت شركة النصر للتصدير والأستيراد وهي شركة عملاقة ورائدة في ذلك الاتجاه، وكان الرائد لتلك المصانع التي أنشئت، والصناعات التي ازدهرت هو الدكتور المهندس الراحل )عزيز صدقي( وبقدر الصفحة النقية لذلك الرجل فقد كان له كذلك موقف أظنه رحل وهو يعض بنان الندم عليه، فقد آثر ان يعلن انحيازه الى الرئيس الراحل انور السادات في الأنقلاب الذي قام به، فانطلق يعلن في بيان مذاع منتصف ليلة الخميس 13 مايو اثر اقالة شعراوي جمعة واذاعة استقالات المجموعة الناصرية، واصفا هذا التصرف بأنه الفتنة التي تطل برأسها، وفي يوم 15السبت 15 مايو عام 1971 خرجت تلك المظاهرات المدبرة من القطاع الصناعي الذي يقف على رأسه الدكتور عزيز صدقي تعلن تأييدها للسادات وتعلن )افرم افرم ياسادات( وهي عبارة صكها الرئيس السادات في خطبته، ويشاء القدر أن يعيش الدكتور عزيز صدقي لكي يرى بعينيه مصانع القطاع العام وهي تباع بأرخص الأثمان في تصفية صريحه لكل انجازاته التي حققها في اطار سياسات عبدالناصر للتصنيع وتلبية حاجات

محمد فائق.. وزير الأعلام ومسؤول الملف الأفريقي ودعم حركات التحرر في بلدانها
محمد فائق.. وزير الأعلام
ومسؤول الملف الأفريقي ودعم حركات التحرر في بلدانها

الجماهير، وتكوين طبقة عاملة حقيقية تساهم في نهضة البلاد. رأى عزيز صدقي بعينيه مغبة تأييده للرئيس انور السادات، وكذلك الراحل الكبير محمد حسنين هيكل الذي يلقب ب)مهندس انقلاب 15 مايوعام 1971(، وبقدر مكانة الرجل واسهاماته التي لاينكرها أحد، الا انه قد تنكب الطريق وزلت قدمه، وأظنه أدرك متأخرا مغبة الفعل وسوء التقدير، فوقف يعارض ويندد ومن أقواله بعد ان تم طرد الخبراء السوفييت )أصبحت محامي العلاقات المصرية السوفييتيه( وعلى كل تم ابعاده بخروجه من الأهرام، لكي ينطلق الى آفاق أرحب وأوسع استنادا الى موهبته والى الرصيد الكبير وتجربته العريضة في النظام الناصري )وان كان لم يعتذر عن رهانه الخاسر على السادات(، وتتعدد الأسماء التي خدعتها شعارات السادات فتعاونت مع نظامه لكي ترى نفسها في نهاية المطاف وقد شملتها عمليات الأقصاء ومنها الدكتور فؤاد مرسي أو )الرفيق خالد( القطب الماركسي الكبير الذي شغل منصب وزير التموين وتم اقصاؤه بضغوط تجار شارع الشواربي حيث تكمن البضاعات المستوردة أو المهرّبة لكي تنافس المنتجات المصرية، والدكتور اسماعيل صبري عبدالله، وشغل منصب وزير التخطيط، ومالبث في تعديل وزاري سريع ان اصبح خارج الدائرة المطلوبة أو المرغوبة. ناهيك عن د. محمد عبدالسلام الزيات وعبدالرحمن الشرقاوي صاحب عبارة )الجمهورية الثانيه( وتوفيق الحكيم وكتابه )عودة الوعي(. وبين الذين خدعوا والذين تراجعوا من الكتاب والصحفيين سقط الكثيرون، ومنهم والأكثر مرارة من كل ذلك بعض قيادات مجلس قيادة الثورة مثل عبداللطيف البغدادي وكمال الدين حسين وحسن ابراهيم، وقد صدر عنهم كتاب )الصامتون يتكلمون( في تصور ان العجلة يمكن ان تعود الى الوراء ويتصدرون من جديد مكانة كانوا يتطلعون اليها، وقد اقترحوا ان يعود )مجلس قيادة الثورة( من جديد بعد رحيل عبدالناصر، وكان تعقيب خالد محيي الدين وهوعضو سابق بالمجلس المذكور أن )مجلس قيادة الثورة( مرحلة انتهت وأصبحت في ذمة التاريخ. ذلك هو الجانب الآخر من الصورة.

ماذا بقي من ثورة 23 يوليو ؟

ان الثورات العظيمة وحدها هي التي تنسج مجموعة من القيم التي تبشر بها وتعمل تحت لوائها ولذلك كانت أول قيمة طرحتها ثورة 23 يوليو هي الأستقلال الوطني وحرية الأرادة. رفض عبدالناصر الشروط البريطانية في اتفاقية الجلاء ورفض الدخول في احلاف ورفض المساومات على مد مصر بالسلاح ورفض شروط البنك الدولي لبناء السد العالي ورفض مشروع ايزنهاور، ومن خلال تلك القيمة خاضت الثورة معاركها في التحرر الوطني والتحرر الأجتماعي في آن واحد، وبامتلاك الأرادة الوطنية قامت بتأميم قناة السويس وبناء السد العالي، وقد بقي هذان العملان حتى الآن رغم كل التشوهات التي قامت بها الثورة المضادة لضرب منجزات ثورة يوليو الخالدة عصيّين على النيل منهما باعتبار أن الأول مصدر رئيسي من مصادر الدخل القومي للبلاد والثاني حامٍ لمصر الوطن وللمصريين الشعب من العطش والدمار في سلة واحدة. ويبقى منها قيمة التخطيط وطموحاتها في مضاعفة الدخل القومي في عشر سنوات وماصاحبها في التوسع الزراعي والصناعي والخدمات خصوصا في التعليم والصحة وبناء قاعدة أساسية في الثقافة والفنون والنشر والأعلام والأعجاز الذي تحقق في الخطة الخمسية الأولى ثم مجابهة العدوان والنكسة وحرب الأستنزاف وقدرة القطاع العام في تحمل تلك العوارض بانجازات مؤكده، ونموذج سياسات مساندة حركات الكفاح ضد الأستعمار على المستوى العربي والأفريقي وعدم الأنحياز على المستوى العالمي. يبقى منها ما ذكره عبدالناصر )ان الأستقلال ليس علما ونشيدا ومقعدا في الأمم المتحدة.. ان الأستقلال هو حرية الأرادة لشعب حر على ارض حره(

ثم.. تحية للرجال

كانوا جهاز العمل الذي اعتمد عليه عبدالناصر في تنفيذ مشروعه الوطني والقومي، وكانوا الثوب الأبيض الناصع والشفاف الذي لم تعلق به شائبة، ولم تلحق به شائعة سواء كانوا في الحكم أو في خارجه، وقد رحل منهم عدد كبير منهم السيد علي صبري، وقد سمعت ذات مرة من الراحل الكبير احمد بهاء الدين أنه كان )فاترينه( طيبة للنظام، فكرة صاف ومرتب، يتفهم فلسفة الحكم واهدافه ويجيد الحوار حولها، وقد شغل موقع رئيس الوزراء وأبدى كفاءة عالية، وشعراوي جمعة وزير الداخلية وامين التنظيم في الأتحاد الأشتراكي وكذلك أمين التنظيم الطليعي، وكان يلقب في وزارة الداخلية بأنه وزير العساكر، نظرا لتعاطفه وعنايته بالمستويات الصغرى في الوزارة، ومن أجل الأرتفاع بمستوى الجندي في الوزارة كانت فكرة )أمناء الشرطه( التي حاول تحقيقها في اطار منظومة كاملة للأرتفاع بمستوى رجل الشرطة. كثيرون يمكن

Image processed by CodeCarvings Piczard ### FREE Community Edition ### on 2014-11-26 23:12:08Z |  |
علي صبري رئيس وزراء مصر الدور الفعال في تنفيذ الخطة الخمسية الأولى

الحديث عنهم باستفاضه. لكن يبقى منهما رجلان أمد الله في عمريهما هما سامي شرف ومحمد فائق.

سامي شرف وهو الأعلى صوتا ان اقتربت همسة وليست مجرد كلمة تمس ثورة يوليو أو زعيمها جمال عبد الناصر، واعتقد أنه لو قدر لكلمة الوفاء ان تتجسد في كيان يسير على قدمين فسوف يكون اسمها بالتأكيد سامي شرف، هو مستودع كبير للمعلومات، وهو أمين على مايعرف، وسؤول عما التزم به واقتنع، وقد حمل على اكتافه مسؤولية التصدي لمن يعتدي على قناعاته أوعلى من ينحاز له أو لهم. دخل في جدالات كثيرة، وخاض حوارات متعددة، ويشهد مسلسل )الجماعة 2( الذي كتبه وحيد حامد جدلا واسعا احد ابطاله الكبار سامي شرف نظرا لماذكره وحيد حامد ان عبدالناصر كان اخوانيا وهو ماينفيه بصلابة سامي شرف، وقد فتح مخزون معلوماته ولاأقول اسراره في العديد من الحوارات والمقالات وكذلك الأصدارات التي بلغت خمسة كتب تمثل أجزاء تحت عنوان واحد )سنوات وأيام مع جمال عبدالناصر(.

محمد فائق وزير الأرشاد ثم الأعلام وقبل ذلك وبعده المسؤول الأول عن الملف الأفريقي وعن حركة الأتصالات مع منظمات المقاومة الأفريقية، وقد امتدت علاقاته بالكثير من القيادات الأفريقية ومنهم من انتصرت حركة كفاحهم وتقلدوا المواقع الأولى وفي المقدمة منهم نلسون مانديلا، ولذلك كان حريصا على لقاء محمد فائق حين قام بزيارة مصر وكان حريصا ايضا على دعوته الى جنوب افريقيا بعد تحررها. كان احد الرموز التي اعتقلها انور السادات، وبعد انتهاء فترة العقوبة عشر سنوات عاد واعتقله من جديد ضمن اعتقالات شهر سبتمبر الشهيرة. ما زال يقوم بدور في الحياة العامة من خلال عمليات النشر )دار المستقبل( ثم )حقوق الأنسان( كان من رأي الراحل احمد بهاء الدين أنه كان ألأنسب لرئاسة الحزب الناصري في بدايات التكوين.

يمثل الأثنان معا الرموز الحالية لمرحلة كان لها الملايين من المريدين الذين ارتبطوا بها في انحاء العالم العربي وليس في مصر وحدها، وما زالت حتى الآن تتوالد المرحلة في ملايين آخرين لم يعيشوها، ولكنهم لامسوها أو قرأوا عنها فتركت بصماتها في عقولهم وقلوبهم على السواء. يلقبها البعض بالحلم الرومانسي في دولة تعرفت على دورها، وفي زعيم كانت له كاريزما كان لها مفعول السحر على الجماهير، ويرى البعض الآخر أنه دور لاتملك مصر الفكاك منه أو التفريط فيه فقد شكلت هذا الدور عوامل الجغرافيا والتاريخ، وأصبح لامناص من القيام والألتزام به أمنا لمصروتقدمها وأمنا للأمن القومي العربي وسلامته واسهاما أكيدا لقضايا الحرية والأستقلال والتنمية والتعاون والبناء لدول العالم الثالث خصوصا واستقرارا لحركة السلام العالمي عموما فهو حكم الطبيعة وعبرة ودرس التاريخ.

الرئيس الراحل أنور السادات  قائد الثورة المضادة في 15 مايو 1971
الرئيس الراحل أنور السادات
 قائد الثورة المضادة في 15 مايو 1971