مشاهدات لاجيء لبناني على سفوح الألب

معمر عطوي

أمام روعة المشاهد الطبيعية وعظمة الإنسان في بناء دولة نموذجية تشبه الى حد كبير الدولة الفاضلة في خيالنا، أو كما رآها الفلاسفة، يتوقف التفكير لحظات طويلة عند معادلات فلسفية  ـ علم نفسية وابستمولوجية ذإناسية وتربوية قد تكون عوامل مؤسسة لهذا التطور الذي تعيشه سويسرا اليوم.

معادلات قد يعجز عن فهمها الكثيرون ممن لا يزالون يشكّون بقدرة الإنسان على الخلق والإبداع، محيلين كل شيء على عاتق »الجوهر« الميتافيزيقي.

أمام هذه اللطافة في التعامل والقدرة الهائلة على التنظيم وتسييد القانون بالتربية والتعليم، لا يمكن إلا رفع »الشابو« احتراماً لهذه الأمة المكونة من كانتونات متعددة اللغات والثقافات، والتي استطاعت أن تخلق جنة حقيقية غير قائمة فقط على المتع الجنسية وتوفر ما لذ وطاب من الطعام والشراب، بل على العلوم والصناعات والتكنولوجيات الحديثة والفنون التشكيلية والموسيقية والمسرحية الخ.

شعارها الصليب وبعض من سكانها يؤمنون بالمسيح وقد يظهر ذلك من خلال تحيتهم التي تختلف عن الكثير من مدن وقرى أوروبا »غروس غوت« أي سلام الله على طريقة »السلام عليكم« عند المؤمنين بالإسلام. لكن الدين هنا لا يتجاوز عتبة الكنيسة وأحاديث بعض المبشرين المتجولين. حتى أن بعض الشبان يحيلون هذه التحية الدينية على كبار السن وسكان بعض الأرياف خصوصاً. أما القيم الإنسانية النبيلة المعمول بها هنا فهي مصداق الفرضية القائلة بأن الأخلاق لا علاقة لها بالدين، وربما تكون سابقة على وجود الأديان. إذ أن لكل مجتمع قيماً وحدوداً يقف عندها في ممارساته وتصرفاته وبناه العلائقية مع الآخرين.

قد يطغى الجانب الميتافيزيقي على الجانب الأخلاقي، أو قد يكون العكس، بيد أن القيم هنا متلازمة مع تربية مجتمعية مدنية بحتة، هدفها الحفاظ على نموذج دولة عصرية جمعت المتناقضات سابقاً وآلفت بين قلوب متحدثي لغات متعددة )ألمانية وفرنسية وإيطالية ورومانية قديمة-لاتينية(. كل هذا التفاهم والتعاون يأتي لمصلحة دولة مكتفية زراعياً وصناعياً، وطبياً وعلمياً وأكاديمياً، إضافة إلى قانونها العصري الذي يضع خدمة الإنسان في رأس القائمة.

وقوف سويسرا على الحياد عسكرياً لم يمنعها من تشكيل جيش للدفاع عن كانتوناتها الستة والعشرين، لا سيما أنها تقع على حدود ثلاث دول قوية كان لها دورها الكبير في إشعال حربين عالميتين )فرنسا وألمانيا وإيطاليا(. لكن هذا البلد الصغير في حجمة الذي يشبه جنة من جنات موعودة كما في كتب الأديان، لا تقف على الحياد في المواضيع الإنسانية؛ هي ملجأ لكل مضطهد هارب أو منفي من بلاده ومن الظلم والحرب وشظف العيش. لذلك لم تمنع برن عبور حدود البلاد من قبل جحافل »الغزاة« الجدد الذين قد يغيّرون معالم الخريطة الديموقراطية للقارة العجوز. بل سعت بكل قدراتها الى تجنيد عدد من الموظفين للعمل في مهمة استقبال اللاجئين، إنطلاقاً من مفهومها لحقوق الإنسان واتفاقية اللاجئين التي وقعت في أشهر مدن سويسرا جنيف في 28 تموز العام 1951.

ولعل وجود مراكز أبرز المنظمات الأممية الإنسانية والعلمية من مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ومفوضية اللاجئين، و»اليونيسكو« والعديد من منظمات الأمم المتحدة إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي مروراً بالمنظمة العالمية للملكية الفكرية ومنظمة الصحة العالمية وغيرها الكثير.

من ناحية أخرى احتفلت مدينة شاتو دي Châteaux dصOex التابعة لكانتون فو)جنوب غربي سويسرا(، شهر أيار/ مايو، بمرور 100 عام على استقبالها عشرات آلاف أسرى الحرب العالمية الأولى.

فبموجب اتفاقيات مع الدول المُتحاربة التي دفعت تكاليف العلاج، استقبلت سويسرا، قبل قرن من الزمن، 68000 من الأسرى الجرحى البريطانيين، والفرنسيين، والألمان، والبلجيكيين، والكنديين، والهنود، لعدة أشهر في عدد من المصحات والفنادق والمنتجعات السياحية في جبال الألب، ما أسس لظهور دور جديد للبلاد يتعلق بموقعها الطبيعي كمكان للعلاج الصحي والنفسي في آن.

ولا تزال سفوح جبال الألب الواقعة في قلب أوروبا

النابض بالحياة، مكاناً نموذجياً لينشد الهدوء والسكينة. فالحياة في هذه البلاد، حتى في المدن إلى حد ما، هادئة لا يشوبها إزعاج ولا مشكلات كبيرة. حتى الإرهاب نأى بنفسه عنها بفضل الأجهزة الأمنية الساهرة، ومواقف برن السياسية المحايدة، ذلك على الرغم من عدم ظهور واضح لرجال الأمن والشرطة في الشوارع والميادين العامة.

هنا يمكن للزائر أن يجالس العصافير ويتقاسم معها لقمة خبز، وقد يجد في أي مزرعة من المزارع المنتشرة حول المدن وفي ضواحيها فسحة من الوقت لملاطفة حصان هنا أو تيس ماعز هناك. كل ما حولك طبيعي من المياه التي تنتشر عبر عيون وصنابير ونوافير صالحة للشرب، مروراً بالمنتوجات الزراعية غير المعدّلة جينياً، وصولاً إلى لطافة وبساطة السكان الذين لا يتأخر معظمهم على إلقاء التحية عليك حين يصادفك تمشي في الحقول أو تجلس في أي مكان عام، حتى ولو كان لا يعرفك.

أما إذا رآك أحدهم حائراً تنظر في خريطة أو الى لوحات الإرشادات العامة، فإنه سرعان ما يبادر ليرشدك إلى طريقك بتفاصيل كافية وافية.

مع ذلك وأمام هول هذا »الغزو الديموغرافي«، بات السؤال الجوهري المطروح بقوة، هو مصير هوية البلاد الثقافية، وصعوبة تطبيق سياسة الإندماج التي نجحت الى حد كبير بين القوميات السويسرية. لعلها إشكالية الإندماج مع شعوب مغروسة حتى أذنيها في تقاليدها وعاداتها ومفاهيمها الدينية وذهنياتها الصعبة.

أما هذه الضغوط التي أجبرت الحكومات المحلية على فتح الملاجئ النووية لاستيعاب العدد الكبير من اللاجئين، بفعل صغر مساحة البلاد وعدم جهوزيتها لتطورات مفاجئة أعقبت التحولات التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط، بقي المواطن السويسري متمسكاً بقيمه الإنسانية، وفي الوقت ذاته محافظاً على وعيه السياسي والإقتصادي الذي تجلى في الاستفتاء الأخير.

وعي إقتصادي

السويسريون الذين رفضوا منذ أسابيع قليلة تخصيص راتب شهري لكل فرد يبلغ نحو 2500 فرنك )ما يعادل 2600 دولار(، أثبتوا أنهم شعب يدرك مصلحته الاقتصادية ويعي أن هذه الرفاهية الإضافية التي تقترحها الحكومة ستؤدي الى التضخم بعد فترة وستكون وبالاً على اقتصادهم. ففي الاستفتاء الشعبي الذي أجري يوم 5 حزيران/ يونيو 2016، رفض معظم الناخبين السويسريين المقترح الداعي إلى إقرار دخل أساسي غير مشروط لفائدة كل السكان من الميلاد إلى الوفاة، لكن عدداً قليلاً جداً من المناطق خالفت التوجّه الوطني العام، بحسب ما أورد SWISSINFO على موقعه الإكتروني.

ورفض 76.9 في المئة من الناخبين مبادرة الدخل الأساسي، في ظل إجماع الكانتونات الست والعشرين على ذلك. ولم تؤيّد الفكرة سوى بلدية واحدة تقع في غرب البلاد إضافة إلى بعض الأحياء الموصوفة بالشعبية في مدينتيْ جنيف وزيورخ.

يهدف المقترح إلى إصلاح أنظمة الضمان الإجتماعي، وتعزيز العمل التطوّعي، والتخفيف من وقع التأثيرات الإجتماعية الناجمة عن التغيّرات التكنولوجية المتسارعة، بحسب »سويس إنفو« الناطقة بلغات عديدة بينها العربية.

تضيف المؤسسة الإعلامية الرسمية الرائدة، أنه خلال الحملة الإنتخابية، لمّح المؤيدون لهذا المقترح بأنه بمقتضى هذه الفكرة سيحق للبالغين الحصول على 2.500 فرنك سويسري للفرد الواحد، وعلى مبلغ 625 فرنكاً لمن هم دون 18 عاماً.

وجاء تعليق وزير الشؤون الداخلية في الحكومة الإتحادية آلان بيرسي، بالقول: »إن النتيجة تبرز تأييد الجمهور الواسع لنظام الضمان الإجتماعي القائم في البلاد«، وأنه »ليست هناك حاجة لإعلان الثورة عليه«.

هذا التصويت تزامن مع تصويت آخر كان لمصلحة اللاجئين الذين يطلبون الرعاية الاجتماعية والصحية في البلاد كما في باقي دول أوروبا اليوم.

لقد منح ثلثا الشعب السويسري تأييدهم لأحدث مراجعة للقانون الإتحادي الخاص باللجوء. مراجعة ترمي إلى تسريع الإجراءات المتعلقة بدراسة الملفات وإلى خفض التكاليف. وتمثل هذه النتيجة هزيمة نكراء لليمين المحافظ الذي كان وراء إطلاق الإستفتاء، بحسب ما يرى موقع »سويس إنفو« الالكتروني.

تحسين وضع اللجوء

لقد حظي تعديل القانون الفدرالي الخاص باللجوء بموافقة 66.8 في المئة من الناخبين، فيما لم يحصل الإستفتاء الذي دعا إليه »حزب الشعب السويسري« على تأييد أيّ من الكانتونات.

لعل هذه النتيجة ضاعفت من آمال العاملين في مساعدة اللاجئين، وشجعتهم على المضي قدماً في تأمين كل ما يدعم أو يساهم في تحسين أوضاعهم.

وربما كان خير مثال لذلك، ما عبّرت عنه مديرة  »المنظمة السويسرية لمساعدة اللاجئين« ميريام بيهرينس، التي رحبت بهذه النتيجة، قائلة: »سيتم تحسين حق اللجوء للأشخاص الباحثين عن حماية«، بينما قال المتحدث باسم المنظمة ستيفان فراي، إن »السكان سيتجاورون مع أشخاص أكثر استعداداً للإندماج مقارنة باليوم«. وهذا ما يؤكد أن الضغط الهائل لزحف المهاجرين نحو القارة العجوز، لم يضعف من الحس الإنساني لدى أكثرية المواطنين.

الحس الإنساني تجاه أشخاص وافدين من دول مختلفة لغوياً وفي العادات والتقاليد الإجتماعية وطبيعة الذهنيات والإنتماءات الدينية والسياسية، أكثر ما يتجلى في تلك النشاطات التى ترعاها منظمات غير حكومية تهتم باللاجئ. نشاطات وفعاليات تتكامل مع ما تقدمه الحكومة بكافة مؤسساتها من دائرة الهجرة إلى الشؤون الإجتماعية ومع ما تقوم به الأندية الثقافية والرياضية ومراكز تعليم اللغات. ففي اليوم العالمي للاجئ الموافق في العشرين من حزيران/ يونيو من كل عام، تنظم فعاليات كبيرة للاجئين تتضمن فقرات موسيقية ورقصاً ومآدب طعام ومباريات رياضية وحفلات تعارف بين المهاجرين والمواطنين الذين لا يتأخر بعضهم عن إعلان نيته استقبال لاجئ أو عائلة في منزله الخاص، كتعبير عن دعمه لقضية هؤلاء الفارين من الاضطهاد العرقي أو الديني أو الحروب والمجاعات في بلادهم.

لقد منحت الكونفدرالية اللجوء السياسي أو الإنساني إلى آلاف الأشخاص الوافدين من مناطق نزاع مختلفة، وخاصة من البلقان وآسيا ومنطقة الشرق الأوسط، وخصوصاً سوريا وأفغانستان وإيران والعراق في الفترة الأخيرة.

صعوبة الإندماج

في المقابل لا يمكن تجاهل حقيقة أن سياسة اللجوء في ظل هذا النزوح الهائل نحو الشمال تؤدي لظهور ردود فِـعل متباينة داخل الطبقة السياسية وفي صفوف السويسريين.

وهنا لا بد من لفت الانتباه إلى صعوبة إندماج بعض هؤلاء في المجتمع الجديد المضيف، وعدم احترام بعضهم الآخر لوتيرة حياة المواطنين الهادئة المعتمدة على نظام صارم في تطبيق القوانين بدءاً من عدم الإزعاج في أوقات معينة من النهار وأوقات النوم ليلاً، وصولاً إلى المحافظة على الحريات الشخصية والالتزام بالحفاظ على الممتلكات العامة والنظافة ووسائل النقل والمكتبات العامة، والمنشآت المعدة مجاناً للترفيه مثل المسابح والحدائق والأندية الرياضية والإجتماعية.

مشاهدات عديدة يخرج بها الزائر لهذا البلد الذي يرتاح على سفوح جبال الألب حيث يشابه بياض ثلوجها كثيراً بياض قلوب الناس هنا. هذه اللفتات الإنسانية تجدها في خروج الموظف المختص بالتعامل مع اللاجئين في مراكز الاستيعاب عن جديته المعهودة ليلاطف طفلاً هنا أو يطلق نكتة أو دعابة خلال حديث عابر مع لاجئ هناك. حتى أن بعض الموظفين لا يجد حرجاً في ملاعبة أطفال اللاجئين عبر حملهم على الأكتاف او تعليمهم قيادة الدراجة لدرجة تحمّل ضرباتهم و»شيطنتهم«. ناهيك بفسح المجال أمام الكبار والصغار لتعلم الموسيقى والرقص واللغات والعديد من المهارات والهوايات والرياضات التي تشتهر بها سويسرا.

ابتسامة دائمة

من عربة القطار والحافلة إلى مخيم اللاجئين مروراً بالمقهى والمحطة والشارع والمتنزه وعاملات المتاجر الكبرى، لا تشاهد سوى الابتسامات والتحيات.

لقد تحدث الكثير من الكتاب والفلاسفة عن جغرافية الفكر، واعتبر البعض أن في هذه الفرضية عنصرية مخبأة أو تجنيات استشراقية هدفها الإنتقاص من شعوب العالم الثالث تحديداً. لكن هذا التطور الهائل الذي جعل بلداً مثل سويسرا بمثابة جنة على الأرض، قد يقود الى الأخذ في عين الإعتبار تأثير عاملي المناخ والطبيعة على قدرات البشر العقلية.

الذهنية السويسرية التي تتجاوز في رقيّها، العديد من ذهنيات غربية أخرى، ذهنية شبيهة بحياد الدولة التي تعيش فيها. يستمع السويسري اليك بهدوء ولا يقاطعك ولا »يتفلسف« عليك على غرار »جهابذتنا« العرب الذين يعرفون حقائق السياسات الدولية و»مؤامراتها« ويناقشونك في كل العلوم والفنون وصولاً الى تحديد شكل الله ومواصفات الجنة وعصافيرها وحور عينها. أما هنا فيتجلى التواضع في كل شيء رغم الفارق الكبير الذي قد يتوفر في المؤهلات والقدرات بين المضيف والضيف. فاحترام الضيف واجب ليس فقط في عاداتنا البدوية الأصيلة، بل هو واجب علمي وثقافي وحضاري هنا من خلال الاستماع وعدم المقاطعة، لأنه يدرك أن »أهل مكة أدرى بشعابها« فلا يزعم معرفة في هذه الشعاب أكثر من أهلها.

كيف لا وسويسرا تشتهر بفلاسفة وعلماء وفنانين كثر تحفل بهم الكتب والمسارح والصالونات الثقافية. وربما تكون البلد الأهم من حيث الاكتشافات الطبية. ففي سويسرا علماء رياضيات مثل  بول بارنيز )1888ذ1977(، ودانييل برنولي )1700ذ1782(، ويعقوب بيرنولي في الفيزياء والرياضيات )1654ذ1705(، و أرمان بورل )1923ذ2003(.

أما في مجال الفلسفة فنجد أسماء كبيرة مثل جون جاك روسو )1712ذ1778( المولود في جنيف، وريتشارد أفيناريوس )1843ذ1896(، والفيلسوف الشاعرهنري فريديريك اميل)1821ذ1881(، وبنيامين كونستانت )1767ذ1830(، وجين هيرش )1910ذ2000(، وهنري لاونر )1933ذ2002(، والفيلسوف المعاصر دومنيك بيرلر )ولد في 1965(، والفيلسوف ألكساندرو زافران )1910ذ2006(.

ومن العلماء رائد النظرية النسبية ألبرت أينشتاين )1879ذ1955(، الحاصل على جائزة »نوبل« في الفيزياء سنة 1921. ومن العلماء المعاصرين ريتشارد إرنست )ولد في 1933(، حاصل على »نوبل« في الكيمياء عام 1991، وإدموند فيشر )ولد في 1920(، وحصل على »نوبل« في الطب )علم وظائف الأعضاء( في العام 1992.

إضافة إلى ذلك في سويسرا نشأ عالم الرياضيات ومخترع لأجهزة القياس، يعقوب آمسلر )1823-1912(، وعالم الرياضيات غوست بورغي )1552-1632(، وعالم الحيوان يوهان بوتيكوفر،)1850-1929(، وعالم الفيزياء أوغست فوريل )1848-1931(، ورائدة علم البحيرات  فرانسواز ألفونس فوريل )1841-1912(، وعالم الحشرات  يوهان كاسبار فوسلي )1743-1786.

لا بد من مقارنات وان كانت صامتة وذاتية عند كل مشهد من مشاهد التطور الإنساني، مشهد تواضع موظفي خدمة اللاجئين وحرصهم على بقاء الابتسامة على ثغورهم،

رغم ضغط العمل وكثرة مطالب الوافدين من مناطق الحروب والنزاعات.

الموظف هنا لا يرى مشكلة في تلبية أي طلب حتى لو كان سخيفاً، مع احترامه لتقاليد وعادات كل فئة، ومعرفته المسبقة بالخلفيات التي يتحدر منها هؤلاء الآتون من وراء البحار.

الإنسان أولاً هو ليس مجرد شعار هنا، بل هو ممارسة متواصلة تجدها في الشارع حيث الأولوية للمشاة في العديد من الطرقات التي تركت من دون إشارات إضاءة لتنظيم حركة السير. حتى الشرطي هنا غير متواجد الا في أماكن من الضروري أن يتواجد فيها. الشرطي هنا فعلاً في خدمة الشعب. والقانون في خدمة المواطن وأمنه ورفاهيته.

ـ الشعب السويسري من أطيب والطف شعوب العالم

ـ سويسرا جنة طبيعية على الأرض

ـ جان جاك روسو من مواليد جنيف