التصنيف: بحبر إمرأة

بحبر امرأة ريما كركي البارحة أحرقت الرسائل.. رميت هداياك من على الشرفة.. قصصت كل قطعة حميمة لبستها لأغريك بها يوما… مزقت خرائط استدراجك لابتلاع سمومي المقدسة… البارحة كسرت المزهرية وبعثرت…

ريما كركي لا أعرف لماذا نختار في عالمنا العربي ان نتطرف عاطفيا في اي موضوع نحارب لأجله، لدرجة اننا احيانا نظلم الاخضر في حربنا على اليابس، فنخلق عناوين وشعارات لأيام…

ريما كركي انتحرت سمر … ليس لأنها لم تحصل على مهند، بل لأنها ضحّت بكرامتها وكبريائها من أجل من لا يستحق… خانت صورتها عن نفسها، صورة كانت تحميها من تلوث…

أحبك، ولكن »لا قد البحر ولا بعد السما«… أحبك، ولا أحتمل وصف عشقي لك ولو بحدود اللا محدود… فكل وصف لحبي لك، افتضاح يُحجّمه، وما لا يقال يبقى دائماً صاخباً…

ريما كركي في الحديقة الخلفية… الحديقة السرية… السحرية… حيث الخطايا تنادينا نحن النساء… خطايا مغرية، مخلّصة، مقدسة… خطايا لا بد منها للاستمرار… لا بد منها لنشعر اننا هنا… جميلات بعد…

منتصف الليل استفاقت من أرق لا ينتهي… جلست تسترجع الحوار الاخير…. الحوار الاحادي الاتجاه، الذي قالت فيه ما أراد قوله… الذي أنقذته فيه من خنقة انسحاب لا يجرؤ على المبادرة…

ريما كركي من خلف الزجاج تراقبه… تراقب خطواته، لهفته، فرحته… تنظر مدهوشة ولا تصدق ما تراه… هو، حبيبها الذي انتظرته عمراً كاملاً، الذي بكت ليالي طويلة لغيابه، الذي تجرأت لأجله…