ابعاد عالمية لأضراب الأسرى الفلسطينيين

ياسر عرفات ومروان البرغوتي… القائد الرمز والقائد المنتظر

لندن ـ أمين الغفاري

حتى مثول المجلة للطبع كانت الأخبار لازالت تتوالى عن الأنتشار الواسع الذي أحدثته عمليات اضراب الأسرى الفلسطينيين في السجون الأسرائيلية، أو كما اطلق عليها )معركة الأمعاء الخاوية في سجون الأحتلال الصهيوني(، وقد تضمنت حركة الأضراب مشاركة العديد من رموز حركة الكفاح الفلسطينية من مختلف القوى السياسية الذين تضمهم السجون الأسرائيلية وفي مقدمتهم رموز حركة النضال مروان البرغوتي واحمد سعدات وعباس السيد وغيرهم مستخدمين الماء والملح للبقاء على قيد الحياة، في ما تواصلت من جانب آخر الجهود المساندة للأضراب في جميع انحاء الضفة وباقي المدن الفلسطينية، ثم يتزايد ويتكاثر حجم التأييد على أصعدة مختلفة سواء بالأضراب عن الطعام كتأييد تضامني، أواعلان التأييد البارز والأدانات للنهج الأستعماري الذي يتعرض له الأسرى الفلسطينيون تحت قبضة الأحتلال، ويتضح ذلك في كم البيانات الصادرة من القوى الوطنية في العالم العربي والأجنبي التي غمرت صفحات التواصل الأجتماعي والألكتروني، تؤازر وتندد. وفي بيروت مثلا انعقد الاجتماع التحضيري الثالث للمنتدى التضامني مع الاسرى في )دار الندوة( بحضور منسق عام الحملة الأهلية لنصرة

القائد المنتظر المناضل مروان البرغوتي
القائد المنتظر المناضل مروان البرغوتي

فلسطين وقضايا الأمة معن بشور ومقررها د. ناصر حيدر والعديد من ممثلي الأحزاب والأتحادات والروابط والتجمعات التي ادانت وتضامنت مع حركة الأضراب وأصدرت بيانات جاءت فيها المطالبة بمقاضاة سلطات الأحتلال الأسرائيلي امام المحاكم الدولية، وأعلن الدكتور رفعت بدوي ممثلا الرئيس سليم الحص بأن الرئيس قد اعلن الاضراب عن الطعام تضامنا مع الأسرى المضربين. في القاهرة دعا أتحاد المحامين العرب في اجتماعه اوائل شهر مايو )المؤتمر القانوني العربي( الى قيادة تحرك قانوني عربي ودولي يضم كل الأتحادات الحقوقية والمنظمات المعنية بحقوق الأنسان من أجل احالة جرائم سلطات الاحتلال الاسرائيلي بحق الاسرى الى القضاء الجنائي الدولي، كما بادر الناشط السياسي الدكتور أشرف بيومي بجمع المئات من التوقيعات تضامنا وتأييدا ومطالبا بالمحاسبة على انتهاكات الأحتلال الصهيوني. في نفس الوقت نظم حزب التجمع المصري اعتصاما مفتوحا في مقر الحزب بالقاهرة تضامنا مع هؤلاء الأسرى. تعددت المؤتمرات في انحاء مختلفة من العالم. في هولندا أطلقت )مؤسسة الضمير( الهولندية التي تعرف اختصارا ب )docp( الداعمة للقضية الفلسطينية حملة لتوقيع عريضة تطالب الحكومة الهولندية بالضغط على سلطات الاحتلال للأستجابة لمطالب الأسرى وذلك في سياق الأنشطة الداعمة لصمود الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام. في العاصمة البريطانية نظمت الجالية الفلسطينية اعتصاما تضامنيا مع الاسرى المضربين في سجون الاحتلال الصهيوني أمام سفارة الدولة العبرية في العاصمة البريطانية، وقد شاركت فيه اعداد غفيرة من جنسيات مختلفة، وعبر المعتصمون عن تضامنهم مع الأسرى القابعين في سجون الاحتلال والمضربين عن الطعام لليوم السابع عشر على التوالي ورفعت الأعلام الفلسطينية كما دوت الهتافات تنادي بحرية فلسطين وحرية الأسرى في السجون الأسرائيلية.

في العاصمة البريطانية ايضا كان قد تحدد يوم 17 ابريل الماضي للأحتفال )بيوم الأسير( ثم عدل الى يوم 21 ابريل واتفق مع احدى دور العرض في منطقة ماي فير لعرض فيلم يتناول مسيرة المجاهد الوطني )مروان البرغوتي( لكن عادت دار العرض فألغته، ثم يتم الأتفاق من جديد مع احد الفنادق في منطقة هاي ستريت كينجستون، لكن تتم المفاجأة مرة ثانية بالغاء الأتفاق، وبدا واضحا مطاردة اللوبي المعادي لمنع عرض الفيلم، ولكن كان الأصرار من الجانب العربي، وليس فقط الجانب الفلسطيني على عرض الفيلم وفي اطار نفس الأسبوع على الأقل، وهكذا تم التنفيذ وعرض الفيلم أولا على جمهور عريض في احد المقرات الفلسطينية في منطقة ستون بريدج، وحضره السفير الفلسطيني مانويل حساسيان والسفير الفلسطيني المتجول عفيف صافية وألقى كل منهما كلمة تشرح وتوضح ابعاد حركة الكفاح الفلسطينية، وأنها ماضية في طريقها لكي تحقق اهدافها في حماية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني كما حضره محامي الأسرى الفلسطينيين جواد بولس الذي قدم عرضا شاملا لكل الجوانب القانونية والأنسانية التي تحيط بالقضية الفلسطينية ومساراتها القانونية، وعلى الاخص في ما يتعلق بقضايا الأسرى وحقوقهم المشروعة، كما عرض الفيلم الذي تناول مسيرة مروان البرغوتي في اطار حركة التحرر الفلسطينية، والمراحل العمرية التي صاحبت نضاله وعلاقته بالقائد التاريخي للكفاح الفلسطيني الراحل )ياسرعرفات(، وفي اليوم التالي تم عرض الفيلم مرة أخرى في احدى قاعات غرفة التجارة العربية البريطانية في اطار جمهور اوسع، وحوارات تتناول الشأن الفلسطيني وتطوراته على الساحة العربية والدولية، واحتل موضوع الأسرى وأساليب التعامل الأستعماري معهم بمايتنافى والمواثيق والقوانين الدولية معهم بل وأبسط حقوق الأنسان.

التحول النوعي في حركة الكفاح

وتتواتر الأنباء عن ان الكيان الصهيوني يعتزم نقل الأسرى المضربين عن الطعام من مختلف السجون والمعتقلات الأسرائيلية الى سجن موحد حتى لاتنتقل وتتزايد العدوى في الأضراب لتشمل كل السجون، ويرشح سجن )أوهلي كيدار( المركزي في المنطقة الجنوبية من مدينة بيرسبع ليكون المقر الجديد، ولهذا السجن تاريخ طويل فقد أنشئ عام 1970 في منطقة صحراوية في الطريق الى ميناء ايلات )قرية أم الرشراش سابقا قبل ان تستولى عليها اسرائيل( ويعرف عن هذا السجن التشدد في الأجراءات والقسوة في التعامل، ويعتمد على العقوبات الجماعية في اطار عملية المحاسبة، وهي سياسة متوقعة من الكيان الصهيوني في مواجهة حالة التحدي التي انفجرت لتشكل تلك المواجهة بين الغاصب المحتل، والفلسطيني الذي لايملك سوى سلاح المقاومة حتى في اطاره السلبي بالأضراب عن الطعام، وفي الأعتبار ذ كما تحمل الأنباء ذ ان اسرائيل تعمل الآن على فرض العنف في الأجبار على تناول الطعام لأنهاء حالة الأضراب التي استفحلت ونالت التعاطف العالمي.

ان هذه الأحداث بما يتواكب معها من تطورات وادانات للعنصر الصهيوني على هذا المستوى الدولي تعني تحولا نوعيا في حركة الكفاح الفلسطيني، فقد تم تمزيق سطوة السجون الأسرائيلية، بل والعمل على تحويلها الى منبر جديد يخاطب فيه الفلسطينيون ومن داخل العنابر باضرابهم ذلك المجتمع الدولي، ويكشف امام العالم زيف قشرة الحضارة التي تغلف الواقع الأسرائيلي باعتبارها دولة ديموقراطية تمثل وجه الحضارة الاوروبية. ان هذه الأحداث قفزة جديدة للنضال الفلسطيني يتحدى من خلالها ظلمة السجون أو ارهابها أو التهديد بالاعتقال وامتهان كرامة الانسان، بل وهو يتحدى الصلف الصهيوني، ولايخشى تعذيبا أو بطشا او حتى اغتيالا. لقد كسر الفلسطينيون اغلال الصمت داخل السجون، وأثبتوا أنهم قادرون على المضي قدما في استرداد حقوقهم اليوم داخل السجون وغدا خارجة. ان هذا العام يشهد تطورا في الحال الفلسطيني.انفجر بركان الغضب على نحو آخر، وطفح المخزون والمكبوت عبر السنوات الطوال حين دعا المناضل الشهير القابع في سجون الأحتلال )مروان البرغوتي( الى هذا الاضراب عن الطعام، وقد كانت الأستجابة تفوق توقعات المحتلين، فقد اشتعلت الدعوة للأضراب كالنار في الهشيم، فالقضية عادلة، والداعي لها مناضل له تاريخ في الدفاع عما يؤمن به، والأصرار على تحقيق اهدافه وهو )مروان البرغوتي( وهو قائد اكتسب بصموده ثقة الفلسطينيين واحترامهم ذ حتى وهو بين يدي اعدائه اسيرا مكبلا بالأغلال -، وأصبح يشكل لهم القيادة المنتظرة التي تتبلور في ظلها حركة تطور جديدة في اساليب الكفاح وتداعياته، والدفع بالقضية الفلسطينية الى آفاق أكثر رحابه تسجل فيها تقدما اوانتصارا جديدا.لقد ظنوا حين اعتقلوا )مروان البرغوتي( أنهم قد صادروا تأثيره أو كمموا فمه أو نالوا من عزيمته، ولكنهم يكتشفون الآن رغم مضي السنوات أن صلابته لم تهن، وأن عزيمته لم تفتر، وأنه مازال قادرا رغم الأسروغياهب السجن وظلامه أن يقود حركة تمرد تنذر بأن تتفاقم وتتطور، وأنه مازال القائد المسموع والمؤثر، وأن الثقة في قيادته تتعالى وتشتد، وأن السجن لم يكن له الا زادا جديدا يقوي عزيمته، ويشد عوده، ويدعم اصراره على مواصلة الكفاح الفلسطيني لاسترداد الأرض المغتصبة.

ان فلسطين وقضيتها لم تعد قضية ميدانها فقط الأرض المغتصبة كاحتلال ومقاومة، ولكن تخطى الأمرذلك من عقود من الزمن لتصبح قضية ارادة شعب ومحاولة محاصرته ان لم يكن كسره والأجهاز على ارادته تماما..حتى وان اختلفت الساحات باختلاف الأرض، وبالتالي اختلفت نوعية المعارك، ودخلت في حيز التعبير والرأي والأحتكام الى حقوق الأنسان والضمير العالمي، ووضع كل الحقائق نصب العيون، لكي تدرك وتعرف ماالتبس على العقول، وتم غطاؤه بطلاء الديموقراطية أو التقدم الحضاري الذي تدعيه اسرائيل.هي حقيقة اساسية سوف تظل ساطعة كشمس النهار، وتكشف عن نفسها مع كل حدث. ان الارادة الفلسطينية لن تنكسر، وهي عبارة لاتقال في اطار التمني وخداع الذات، ولكنها عبارة نحتتها التجربة وخضبتها بالدم، كما روتها بالدموع. وعلى المتشائمين في النظر الى المستقبل، وعلى المفتونين بقوى الأستعمار الأمريكي والعالمي والتأثير الصهيوني وعنفوانه، وعلى فاقدي الأمل في الحراك العربي، عليهم جميعا ان يقارنوا بين حال الفلسطينيين أثر نكبة عام 1948، حين كانت تناقش القضية الفلسطينية عبر وكالة غوث اللاجئين واحتياجاتهم من خيام او مقومات المعيشة، وحال القضية الآن رغم كل السلبيات، فهي ابرز حركة تحرر في العالم، وكان زعيمها الخالد )أبوعمار( هو ابرز قائد لحركة تحرر تفرض وجودها في معظم ان لم يكن في كل المؤتمرات العالمية، وهي القضية رقم واحد في الضمير العالمي، وعلى اجندات حقوق الأنسان، ولم يكن كل ذلك يتم الا بفضل النضال الفلسطيني وحركة الكفاح التي انطلقت، لكي تؤكد ان الوجدان الفلسطيني لايشغله سوى الوطن الذي سلب، والأرض التي سرقت، والكرامة التي انتهكت.لقد عبرت الأرادة الفلسطينية عن ذاتها في موجات المقاومة المتتالية التي لم تكن تهدأ الا كي تتجدد وهي قائمة وباقية وسوف تظل شعلة متقدة تتطلع الى كل حبة رمل وتتردد مع كل نسمة هواء أو خفقة قلب، وغارق في الوهم من يتصور ذ أثر ساعة انكسار- أن قضية فلسطين يمكن ان تنتهي أو تموت، أوأن شعبها سيقى محاصرا في الضفة أو في غزة أو أن قدره هو المنفي في أراض نزل بها ضيفا حتى وان اكتسب البعض جنسيتها، أو أنه سيستسلم داخل سجون أو معتقلات الأحتلال وزنازينه، فعبرة التاريخ تقول ان صمود الشعوب هو باب الأمل، وان اصرارها على الكفاح هو مفتاح الأنتصار، وشعب فلسطين رغم عمق المأساة، وفداحة الثمن، وغزارة الدم، مازال صلبا كالحديد، صامدا كالصخر، رابضا كالجبل، لم يتنازل ولم يفرط.قالت عنه جولدا مائير ذات يوم )ان الكبار من الفلسطينيين يموتون والصغار سوف ينسون( ولكن التجربة اثبتت بكل الموازين والمعايير ان الصغار لم تعرف ذاكرتهم معنى النسيان، وأنهم أشد بأسا وأمضى عزيمة، والأوطان في جوهر اي قياس هم الشباب مفاهيمه وقناعاته، هم عنصر البناء دائما كما انهم عنصر الدفاع أبدا.

القائد الرمز.. والقائد المنتظر

سيظل ياسر عرفات هو القائد التاريخي للشعب الفلسطيني، فهو القائد المؤسس حتى وان سبقه مناضلون كبار رفعوا رايه المقاومة، واستشهدوا على أرض المعارك، ومنهم ان لم يكن في طليعتهم الشهيد عبدالقادر الحسيني، وقد استشهد في شهر ابريل عام 1948 في معركة )القسطل( أثر معارك متواصلة وعلى جبهات متعددة على ارض الأبطال فلسطين، ولكن بعد قرار التقسيم عام 1947، وبعد النكبة في عام 1948، جاء )أبو عمار( لكي يؤسس من جديد لحركة مقاومة كانت معركة )الكرامة( بعد نكسة عام 1967 هي ميلادها الأعلامي وبروزها الشعبي، لكي تتسع بعدها حركة المقاومة وتتعدد فصائلها وتياراتها، وتتصاعد عملياتها وتكتسب ثقة وتعاطف الجماهير العربية، ويصل ابو عمار الى قيادة منظمة التحرير الفلسطينية التي جسدت الكيان الفلسطيني واصبحت تنطق باسمه وأصبحت أيضا ذات أثر عالمي، ويلقي أبو عمار خطابه التاريخي من على منبر الأمم المتحدة، وتصبح بعد ذلك عضوا مراقبا عام 2012 بعد ان اعلن قيام الدولة الفلسطينية عام 1988 من الجزائر، ومازال يطرح ويتداول موضوع قيام الدولتين في فلسطين، وينال تأييدا متواصلا، ولكن على الجانب الآخر اصبح لها مفوضيات ان لم تكن سفارات في عواصم عديدة في انحاء العالم، وبهذا يصبح ابو عمار هو القائد الرمز.تبرز حركة النضال الشعبي قياداتها على الدوام في اطار الفرز الطبيعي خلال حركة النضال وفي اطار من الأيمان بالرسالة، والحركة النشطة الدؤوبة، وعمق التأثير الجماهيري، وحجم الأتزان في توجيه الأحداث، وكذلك القدرة على استخدامها في ما يفيد الكفاح الوطني ويدعم مكتسباته. في هذا المجال يبرز اسم )مروان البرغوتي( يزكيه تاريخ طويل وتجربة ثرية العطاء لكي تعزز النظر اليه باعتباره قيادة صاعدة في تاريخ المقاومة الفلسطينية، وكانت اسرائيل وهي تتعقب حركته تطمع ان تناله بالأعتقال ان لم يكن بالأغتيال لمصادرة نشاطه ودأبه وحركته السريعة سواء في التعبئة أو في حجم التأثير والأثارة، وتنقله في المواقع المختلفة، وقدراته في التخطيط وفي المبادرة، ولذلك كان يمثل لها صيدا ثمينا حين نجحت في الأيقاع به، ولكن سرعان ماتكتشف أنه حتى في اسره قد حمل رسالته معه في سجنه، وأنه لازال على العهد في مقاومة الأحتلال، حتى وهو رهين الحبس بسنوات مؤبدة ومتعددة في احكامها، لكنها لم تأخذ أبدا العبرة من انطلاقه وايمانه بقضيته التي وهبها عمره. ان فلسطين لابد ان تتحرر من هذا الأحتلال الذي لازال يصادر مع الحرية السكن والمأوى، الأرض والزرع، الأخضر واليابس في حين أنها لم تستطع ان تصادر المبدأ والعقيدة، الأيمان والوفاء، و الجدير بالذكر أن هناك من يلقب البرغوتي الآن بأنه مانديلا فلسطين، وان كانت ظروف الأستيطان في فلسطين تفوق قضايا التفرقة العنصرية في جنوب افريقيا، ومن هنا فان دور البرغوتي أكثر عمقا من دور مانديلا. لكل ذلك فان دور البرغوتي المنتظر كقائد لساعات الخلاص بقدر ماهو مفعم بالآمال فهو ايضا مثقل بالكثير من الأعباء والهموم و الأحمال، وهو في حاجة الى تضافر الجهود الشعبية، ووحدة الصف من خلفه تؤازره وتدفعه الى الأمام حتى وان كان التقدم للأمام يستلزم الكثير من العرق والدم والدموع.ويبقى ان نقول كما أن الليل مهما طال وكان ظلامه دامسا وكئيبا فانه ليل له آخر، كذلك الأحتلال مهما كانت قسوته وسطوته وجبروته عنيفا وغليظا فان الجلد والصبر ومواصلة المقاومة كفيلة بأن تصرعه وتكتب له النهاية المؤكدة.

أمين الغفاري