سوزان ناثان كاتبة يهودية تدافع عن حقوق الفلسطينيين

جاد الحاج – بيروت

يمكن اعتبار “الجانب الآخر من اسرائيل” رواية معاصرة تجمع ما بين الشخصي والمعاش والمتخيل.     إلا أن هاربر كولينز ناشرة الكتاب اعتبرت ايضاً ان الحكاية المروية تطال بصورة جدية وملموسة ما يعاني منه الشعب الفلسطيني “المختبئ” في اسرائيل. اما مؤلفة الكتاب فلم تترك القارئ حائراً في مقارنة الشعبين: اليهود الاشكنازي والفلسطينيين العرب. وسرعان ما لمست سوزان نفاق “اصدقائها” الإسرائيليين بخصوص العلاقة بينهم وبين العرب إذ طالما أجابوا عن اسئلتها بخفة وسرعة مبهمين. واضح انهم يتهربون من الحقيقة التي ستقود سوزان الى واقع مخجل. والحقيقة ان السائقين العرب والعمال العرب والموظفين العرب لا يعاملون على مستوى واحد مع الموظفين في الدائرة الدولية الاسرائيلية.

 سنة 1949 ولدت سوزان ناثان في إنجلترا من ابوين يهوديين وتشرّبت منذ صغرها وقائع الهولوكوست ومآسي اليهود الواردة في الصحافة الغربية مما ترك اثراً عميقاً في نفسها. وبينما كانت ناثان الصغيرة تزور الأصدقاء والعائلة في جنوب أفريقيا في حقبة الفصل العنصري تعرضت لمواجهات عدة مع الوضع الاجتماعي والسياسي في جنوب أفريقيا.

عندما عادت إلى لندن وأكملت دراستها الاكاديمية أصبحت مستشارة في مجال علاج الإيدز.

وفي عام 1999 انفصلت عن زوجها وانتظرت ان يكبر اطفالها لتهاجر إلى إسرائيل بموجب قانون العودة، واستقرت في تل أبيب، حيث وجدت عملاً كمدرسة للغة الإنجليزية، تعمل مع العديد من منظمات يسار الوسط.

شكّلت ناثان وجهة نظر مفادها أن الكثير من السكان العرب في إسرائيل مُهملون ومضطهدون. نتيجة لذلك انتقلت في عام 2003 من منزلها في تل أبيب إلى مدينة طمرة العربية في الشمال  الفلسطيني. هناك كتبت الجانب الآخر من إسرائيل. ودرست في هذا العمل التيارات التاريخية والسياسية والثقافية للصراع في الشرق الأوسط. ثم كتبت عن جيرانها العرب وتحدياتهم وآمالهم والفصل والتمييز الذي شعرت أنهم يواجهونه في إسرائيل. تمت ترجمة الكتاب إلى تسع لغات، بما في ذلك المالايالامية عام 2008، بلهجة ولاية كيرالا في جنوب الهند.

في مالمو سنة 2006 تحدثت سوزان ناثان في مهرجان حقوق الإنسان السويدي، وألقت خطابًا بعنوان: “العيش بشكل متساوٍ وغير متساوٍ داخل إسرائيل 2006”. كان لديها مشاركات مكثفة استضافها مركز Olof Palme، ستوكهولم. في عام 2006، تمت رعايتها من قبل مركز Boniuk، وجامعة رايس، في هيوستن، بالإضافة إلى جامعات الرابطة العربية الأميركية في إنديانابوليس، دي باو، وجامعة ولاية إنديانا، ولجنة الشؤون الخارجية في إنديانابوليس، والعديد من المنظمات الكنسية في إنديانابوليس، كلية فرانكلين – إنديانابوليس، جامعة ولاية سان فرانسيسكو، ستانفورد، بيركلي، UCLA، وكانتا ضيفًا متحدثًا في ناشفيل، تينيسي لشركة خاصة كبيرة، وكذلك معهد العلاقات الدولية، مونتيري، كاليفورنيا. كما قدمت إلى مؤتمر رؤساء البلديات، لندن 2007، “جلب الديمقراطية إلى الشرق الأوسط”.

تكتب ناثان على نطاق واسع للصحافة السويدية، افتونبلاديت، وتغطي قضايا متنوعة داخل إسرائيل. وهي ناشطة في الترويج لقرار الأمم المتحدة رقم 1325 الذي يعزز دور المرأة في صنع السلام. كانت ضيفة على مهرجاني الكتاب في إدنبرة وأنتويرب حيث كان “الجانب الآخر من إسرائيل” من أكثر الكتب مبيعًا.

عودة الى الكتاب:

معروف ان جريدة “هآرتس” هي اهم الصحف اليومية الصادرة في تل أبيب وقد وظفت صحافيَين لتغطية الانتفاضة الفلسطينية هما أميرة هاس وجدعون ليفي اللذين بادرا الى وضع النقاط على الحروف في ما يخص التصرف العسكري الاسرائيلي على الارض تجاه الاولاد الفلسطينيين الذين لم يبلغوا سن الرشد. مع ذلك ما زالت “هآرتس” تبذل الجهود الضرورية لتصوير الواقع الفلسطيني المسحوق من قبل الجيش الاسرائيلي والقوانين التي تقوده الى هدم البيوت وتشتيت اهلها وزرع الحقد العميق في قلوب صغارها.

مبدئياً أمضى جدعون ليفي اوقاتاً طويلة في معالجة تلك المشاهد وساندته “هآرتس” بتوظيف صحافي عربي واحد لتفادي الاصطدام بالقوانين الصارمة تجاه كل ما هو “عربي” ناطقاً كان أم أبكم! أما سوزان ناثان فقد كتبت في “الجانب الآخر من اسرائيل”: “عندما تلقيت مكالمة من هآرتس أدركت عدم جدوى اختياري لمساعدة جدعون ليفي”.

تعمل ناثان حاليًا على كتاب ثانٍ.  يحتوي مقابلات لا حصر لها وظهرت في العديد من الأفلام الوثائقية: أبريل 2007، كانت موضوع فيلم وثائقي على قناة بي بي سي وان، “عالية – العودة إلى الوطن”. أبريل 2007، تم تصويرها في فيلم وثائقي إيطالي يعتمد على فسيفساء “شجرة الحياة”، كاتدرائية أوترانتو،  ، جنوب إيطاليا. في صيف عام 2007، كانت موضوع برنامج القناة الثانية الإسرائيلي الذي درس حياة الإسرائيليين من خلفيات مختلفة.

ألقت ناثان جولة محاضرات  في الولايات المتحدة في خريف عام 2008. وتشمل الأحداث القادمة، مشاركات المتحدثين في أمستردام، أنتويرب، بروكسل، ألمانيا، مؤتمر سبيل، الناصرة، إسرائيل، محاضر زائر في جامعة رامبود، بلجيكا.