مجلة غلوب الأميركية تكشف عن وجود سارة المولودة من بويضة الأميرة  ديانا

ليلة عيد ميلاد ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز

باريس ـ جاد الحاج

انفجرت واحدة من سلسلة فضائح العائلة المالكة  البريطانية عشية الرابع عشر من تشرين الثاني المنصرم موعد الإحتفال الرسمي بالميلاد الثالث والسبعين للأمير تشارلز،  ولي العهد .  نشرت الفضيحة مجلة غلوب الأميركية .

 الواقع ان غلوب احتفظت بالمفاجأة كونها ستأتي بافضل النتائج”التجارية” لو نُشرت ليلة عيد ميلاد تشارلز. لكنها أيضاً   تمادت في استثمار الفضيحة: سنة 1914   واجه  تشارلز  فتاة اميركية في مقتبل العمرالحّت على موظفيه ان تقابله بعيداً عن الصحافة. تلك الفتاة أرسلتها سرّاً مجلة غلوب لمواجهته بعدما تمكنت المجلة من زج اداة تسجيل خفية في مكان اجتماعهما. وما زال التسجيل المذكور في عهدة غلوب .

بداية القصة:

 خضعت خطوبة تشارلز وديانا للطلب الملكي  واجريا  فحوصات الخصوبة على سبيل طمأنة رأس السلطة الى ان  وراثة عرش اندسور متوفرة في المستقبل المنظور.  استجاب الخطيبان للتقليد الملكي بلا نأمة ولا تردد. لكن ما لم يعرفاه  ان الطبيب الذي حصد بعضاً من كيانيهما قرر استعماله لتلقيح زوجته التي طالت محاولاتها الحمل من دون فائدة. وهكذا  حملت زوجة الطبيب   ولم يخبرها زوجها بالحقيقة الا بعدما هاجرا نهائياً الى الولايات المتحدة، حيث  ولدت “ابنتهما” سارة . . . وبعد سنوات قليلة  قضا الزوجان في حادث سير مروع.

بديهي ان تملأ اخبار سارة وصورها الشبيهة بديانا   مجلات وجرائد “الصحافة الصفراء” اللندنية وفيها ايضاً   توصيف لآثار الفضيحة على اعصاب زوجة تشارلز دوقة كورنويل كاميللا باركر التي ما ان ارتاحت من  مؤثرات ديانا وارتدت أجمل ما صنعه لها اشهر المصممين حتى ’طرشتها‘ الوان وروائح الماضي من جديد.

 غني عن القول ان الجمهور العريض في بريطانيا   بدأ يستعيد فضائح الأمس و”يحللها” انطلاقاً من سرعة انهيار زواج تشارلز وديانا وصولاً الى “باقة” الفرسان المختارين الذين انتقتهم   وهي تسكن وحدها في دارة كينسيغتون.  لعل اول زنابق تلك الباقة  حارسها الشخصي  باري ماناكي. شرطي سابق انضم الى  فرقة الحماية الملكية ومنها الى حراسة الأميرة المهجورة التي احبته وسرعان ما اصبحا عاشقين، لكنهما    لم يكونا وحدهما في المشهد العريض الذي يطاول سمعة العائلة المالكة ويلامس الدور الأخلاقي المميز الذي اشتهرت به الملكة اليزابيث الثانية منذ بداية عهدها. وهنا موعد الشائعات ونظريات المؤامرة: كيف يلقى باري  مصرعه في حادث سير  وهو يمتطي دراجة نارية كان يقودها احد رفاقه؟

منذ مصرع باري اصبحت ديانا مقتنعة بأن المخابرات البريطانية لن تسمح لها بالزواج من اي كان ، خصوصاً من المسلم  ابن مليونير ’هارودز ‘  دودي الفايد آخر عشاقها.

 صبيحة اليوم التالي لحادث السير الذي اودى بحياتها وحياة دودي  الفايد، تلقفتني سيارة اجرة من مكتب جريدة “الحياة” الى مطار هيثرو ومن هناك الى باريس لتغطية المأساة .  معلوماتي معقودة على ما أوردته الصحف وما تناقلته شاشات التلفزة ناهيك عن الهلع العالي الذي لم تشهده المملكة المتحدة   ربما منذ الحرب العالمية الثانية! طوابير حاملي باقات الزهر يملأون الأرصفة المحاذية لمسكن ديانا  والباكون لا يمسحون دموعهم  . . . اما سائقة التكسي التي جاءت تنقلني الى هيثرو فلم تكن باكية بل مليئة بنقمة ساخطة وكوكتيل “معلومات” مفادها ان ديانا مستهدفة  من  المخابرات الخبيثة لأنها الحقت “العار” بالعائلة المالكة : ’هذا رأيهم!‘ صاحت السائقة النافرة ’لكن ان يتزوج تشارلز من فتاة جميلة وبريئة، يعتبرها دمية يمكنه  اللهو بها كما يشاء، وهو مغرم بأريستقراطية  حرون، فذلك في رأيي سوء تقدير لا يليق بملك المستقبل.‘ ولم تتوقف “سائقتي” عن الكلام  حتى اوصلتني الى المطار واوصتني بابتسامة ساخرة ان اتلافى التعاطي مع خبثاء المخابرات .

  اليوم، وبعد ظهور سارة المولودة  من بويضة ديانا  ،  لم يعد امامنا سوى الإنضمام الى محللي الصورة الكاملة لمأساة ديانا : يتفق السواد الأعظم من المشككين في صحة الرواية “الرسمية” أن ديانا لم تكن جاهزة  لدخول  تعقيدات البروتوكول الملكي، إضافة الى انهم أُخذوها على حين غرة ولم تعاشر تشارلز المولود  في ظلال  الوريث الوحيد للتاج الملكي البريطاني ــ لم تعاشره بما فيه الكفاية  الآيلة الى التحقق والتدقيق في كل شاردة وواردة . وما زاد في الطين بلة أنه تزوجها   استجابة الى ارادة امه الملكة اليزابيث التي ارادت تحريره من  ربقة كاميلا. طبعاً كان من السهل على ديانا ان تكتشف وبسرعة ان بعلها لم يستطع فك ارتباطه بكاميلا   إضافة الى مغامراته العابرة التي لم يحسن تمويهها، مما ادى الى عطب في العلاقة افضى  الى اللاعلاقة في نهاية المطاف.

وحدها في دارة كينسيغتون  (على مسافة قريبة من هارودز) سرعان ما باتت ديانا عرضة للإغراء والإغواء. الا ان  علاقاتها “السرية”  سرعان ما فقدت غموضها المفترض  بفعل المراقبة ” الرسمية” والحشرية  اللجوج لدى  الإعلام الشعبوي ومنشوراته “الصفراء”.

  سنة 1986   التقت ديانا   احد فرسان الخيّالة الملكيين، جيمس هيويت، وهو ايضاً  لاعب “بولو” مميز. عرض جيمس على ديانا  تدريبها لتجاوز رهبتها حيال امتطاء الخيل، وانتهى بهما اللقاء الى علاقة دامت خمس سنوات، تركت ذيولاً  ما زالت عرضة للتكهنات حتى اليوم، خصوصاً بسبب الشبه الواضح بين هيويت والأمير هاري مما سهّل فرضية “ابوة” هيويت  بالنسبة الى هاري. لاحقاً   افضى هيويت بكامل قصته مع ديانا الى الروائية آنا باسترناك التي استلهمتها لكتابة روايتها”الأميرة العاشقة” ولم يرد ذكر هاري في ذلك السياق. اما الإبنة المجهولة  لديانا فورد ذكرها في رواية اخرى للمؤلفة نانسي رايان : “اختفاء اوليفيا” التي جعلتها رايان هاربة مختبئة خائفة من جهاز المخابرات … ولعل ذلك ما ستعيشه سارة طيلة حياتها!

العدد 125 / شباط 2022